رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المَجد لأَنَّكَ أَحبَبتَني قَبلَ إِنشاءِ العالَم "فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المَجد" فتشير إلى الاشتراك في مجد المسيح والتمتع به. والمجد الذي ناله المسيح بالجسد مجد الكلمة المتجسد (فيلبي 8:2-11) هو نفس مجد لاهوته الذي كان له منذ الأزل، وهو نفس مجد الآب، الذي اكتسبه بطاعته لله الآب (عبرانيين 2: 9) كما جاء في تعليم بولس الرسول "كَيما تَجثُوَ لاسمِ يسوع كُلُّ رُكبَةٍ في السَّمَواتِ وفي الأَرْضِ وتَحتَ الأَرض ويَشهَدَ كُلُّ لِسانٍ أَنَّ يسوعَ المسيحَ هو الرَّبّ تَمْجيدًا للهِ الآب" (فيلبي 2: 10-11). فنحن حين ننظر مجده ينعكس مجده علينا فنتمجد، ويكمل فرحنا. ومن هذا المنطلق، نستنتج أن َّمجد الآب والابن هو واحد. فطلب يسوع قبل موته أن يشاهدوا مجده، ووضَّح ذلك بولس الرسول بقوله" نَحنُ جَميعًا نَعكِسُ صورةَ مَجْدِ الرَّبِّ بِوُجوهٍ مَكشوفةٍ كما في مِرآة، فنَتَحوَّلُ إلى تِلكَ الصُّورة، ونَزدادُ مَجْدًا على مَجْد" (2 قورنتس 3: 18). ويكمن مجد الابن في المحبة التي تجمع بين الآب والابن. وهذا هو أساس كل وجود بشري ونهايته. يبدأ المؤمنون بالمسيح أن يعيشوا هذه النعمة بالإيمان على الأرض، وتكتمل في السماء بمعاينة مجد يسوع وجها لوجه. هذه الغاية التي يسير نحوها المسيحيون يوما بعد يوم مستندين إلى صلاته كما جاء في تعليم بولس الرسول "فنَحنُ اليومَ نَرى في مِرآةٍ رُؤَيةً مُلتَبِسة، وأمَّا في ذلك اليَوم فتَكونُ رُؤيتُنا وَجْهًا لِوَجْه" (1 قورنتس 13: 12). وهكذا تمَّ التعبير عن هذا المجد في رؤية يوحنا الرسول " يَجلِسَ معي على عَرْشي، كما غَلَبتُ أَنا أَيضًا فجَلَستُ مع أَبى على عَرشِه (رؤية 3: 21). |
|