![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله يدرِّب داود
![]() كان الله يجهّز عبده داود ليملك على بني إسرائيل، فعلَّمه عن عظمته وعن محبته. ودربه تدريباً كافياً ليجعل منه ملكاً عظيماً. وكان داود مستعداً لهذا، فكان منفتح القلب دوماً لمعاملات الله معه. وهناك صفة أخرى جميلة في داود: أنه كان متواضعاً. يقول المؤرخ اليهودي يوسيفوس إن صموئيل النبي همس في أذن داود وهو يمسحه ملكاً: «ستكون ملك بني إسرائيل». ولكن هذا لم يجعله يتكبر أو ينتفخ أبداً. الأغلب أن إخوته لم يفهموا معنى المسحة. وكنا نظن أن يمتنع داود عن العودة إلى رعاية أغنامه بعد أن عرف أنه سيصير ملكاً، وأن يقوم أحد إخوته برعاية الغنم بدلاً منه. لكن شيئاً من هذا لم يحدث. لقد رجع داود إلى أغنامه كما كان. اختار الله داود ووافق داود على الاختيار، بتواضع وبغير كبرياء. ليعطنا الله التواضع الذي يجعلنا نقبل أن نقوم بأي عمل مهما كان بسيطاً. ولنتعلم من مثال السيد المسيح الذي قال: « ظ±بْنَ ظ±لإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (مرقس ظ،ظ*: ظ¤ظ¥). |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الفصل الثاني: داود في القصر الملكي
![]() مسح صموئيل النبي داود ملكاً مقبلاً لبني إسرائيل. لكن كيف يصير داود ملكاً؟ لا بد أن يتعلم ويفهم ويتدرب، ليصبح صالحاً ومستعداً للمُلْك. ولقد جاءت الفرصة لداود لما وصلته دعوة من شاول الملك ليذهب لقصره. وعندما ذهب إلى القصر أحبه شاول، وطلب أن يلازمه. وبقي داود في قصر شاول حارساً للملك يشغل وظيفة حامل سلاح الملك. ما أعجب ترتيب الله! إنه لا يدعونا إلى عمل دون أن يجهزنا له، ليكون فضل القوة لله وليس منا. دعا الله داود، وعمل على تجهيزه ليكون ملكاً. وعندما يكلفك الله بمهمة فإنه يجهزك لها قبل أن تقوم بها. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شاول يمرض
![]() كان الملك شاول قد أُصيب بمرض شديد، وحاول كبار أطباء المملكة أن يعالجوه، لكن بغير نفع. فاقترح أحد رجاله فكرة الموسيقى التي تشفي. قال: «فَلْيَأْمُرْ سَيِّدُنَا عَبِيدَهُ قُدَّامَهُ أَنْ يُفَتِّشُوا عَلَى رَجُلٍ يُحْسِنُ ظ±لضَّرْبَ بِظ±لْعُودِ. وَيَكُونُ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ ظ±لرُّوحُ ظ±لرَّدِيءُ مِنْ قِبَلِ ظ±للّظ°هِ أَنَّهُ يَضْرِبُ بِيَدِهِ فَتَطِيبُ» (ظ،صموئيل ظ،ظ¦: ظ،ظ¦). وكان بنو إسرائيل بارعين في الموسيقى، يستخدمونها في العبادة والمناسبات المختلفة. كانوا يودّعون الضيوف الأعزاء بالموسيقى، ويحتفلون بها في الانتصارات، ويستخدمونها في النهضات الروحية. وعندما بنى نحميا حائط أورشليم ودشّن الهيكل احتفلوا بذلك بالموسيقى (نحميا ظ،ظ¢: ظ¢ظ§). حتى الجنازات استعملوا فيها الموسيقى (ظ¢ أيام ظ£ظ¥: ظ¢ظ¥). ووافق الملك شاول على اقتراح رجاله وقال: «فتشوا لي عن رجل يحسن العزف بالعود وأتوا به إليّ». فقال واحد من رجاله: «رَأَيْتُ ظ±بْناً لِيَسَّى ظ±لْبَيْتَلَحْمِيِّ يُحْسِنُ ظ±لضَّرْبَ، وَهُوَ جَبَّارُ بَأْسٍ وَرَجُلُ حَرْبٍ وَفَصِيحٌ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ، وَظ±لرَّبُّ مَعَهُ» (ظ،صموئيل ظ،ظ¦: ظ،ظ¨). فارتاح شاول لهذا الكلام. وبدأ داود مهمته. فعندما كان الروح الشرير يجيء على شاول كان داود يعزف على العود فيرتاح الملك، ويذهب عنه الروح الرديء. وهكذا وصل داود إلى قصر الملك ودخل على الرحب والسعة، وكان هذا تدبير الله الصالح ليتواجد داود في القصر الملكي وليتعلم شئون المملكة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سبب مرض شاول
![]() تُرى لماذا مرض شاول؟ تقول لنا التوراة إن مرض شاول كان بسبب الشعور بالذنب. لقد شعر أن الله غير راضٍ عنه، وعرف أن المملكة قد ضاعت منه. وكانت كلمات صموئيل له مثل سيف يمزق قلبه. فلقد قال صموئيل لشاول: «لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ ظ±لرَّبِّ، فَرَفَضَكَ ظ±لرَّبُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ... يُمَّزِقُ ظ±لرَّبُّ مَمْلَكَةَ إِسْرَائِيلَ عَنْكَ ظ±لْيَوْمَ وَيُعْطِيهَا لِصَاحِبِكَ ظ±لَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ» (ظ،صموئيل ظ،ظ¥: ظ¢ظ¦ وظ¢ظ¨). وكان صموئيل يقصد بذلك داود. لقد عصى شاول صوت الله. طلب الله من شاول طلباً فاستحسن شاول أن يفعل شيئاً غير ما طلبه الرب. ولم يعتذر شاول ولم يعترف بخطيته للرب، فقد كان حريصاً على كرامته وكبريائه فوق كل شيء، وهكذا حرم نفسه من رحمة الله. إن قوة الله تكون بركة لنا إذا أطعنا الله، لكن إذا عصينا يكون الحزن والضيق والألم من نصيبنا. وكل من يرفض إرشاد الروح القدس يستولي عليه إبليس ويستخدمه للشر. إن الله يقبلك إذا قبلته في قلبك، لكن إن رفضته يرفضك. وكل من يرفض الرب يفتح قلبه لإبليس دون أن يدري. ولا يمكن أن نخدم سيدين، فإما أن تخدم الله وإرادته الصالحة، أو أن تخدم الشيطان. لا مكان للحياد. لا بد من اتخاذ موقف سليم من جهة إرادة الله. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تضحية داود
![]() ربما تظن أن وجود داود في قصر شاول كان امتيازاً. لكن لا يوجد امتياز بغير تضحية، فلقد دفع داود ثمن هذا الامتياز. ترك غنمه التي يحبها، وترك الطبيعة الجميلة التي كان يرى الله فيها. ترك بيت أبيه والأرض التي نشأ فيها، ترك حريته التي كان يتمتع بها في الخلاء الواسع مع أغنامه. ولا شك أن يسى أب داود كان بين الحزن والفرح. هل يفرح لأن زيارة صموئيل النبي لبيته أثمرت، وشقَّ داود ابنه طريقه إلى العرش؟ أو هل يحزن لأن داود سيتركه ويترك رعاية الغنم؟ على أن شعور داود بدا واضحاً من المزامير التي كتبها يقول فيها: «ظ±لرَّبُّ نَصِيبُ قِسْمَتِي وَكَأْسِي. أَنْتَ قَابِضُ قُرْعَتِي. دَرِّبْنِي فِي حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي. لأَنَّكَ أَنْتَ إِلظ°هُ خَلاَصِي. إِيَّاكَ ظ±نْتَظَرْتُ ظ±لْيَوْمَ كُلَّهُ. مَا أَعْظَمَ جُودَكَ ظ±لَّذِي ذَخَرْتَهُ لِخَائِفِيكَ وَفَعَلْتَهُ لِلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ تُجَاهَ بَنِي ظ±لْبَشَرِ. تَسْتُرُهُمْ بِسِتْرِ وَجْهِكَ مِنْ مَكَايِدِ ظ±لنَّاسِ. تُخْفِيهِمْ فِي مَظَلَّةٍ مِنْ مُخَاصَمَةِ ظ±لأَلْسُنِ. مُبَارَكٌ ظ±لرَّبُّ لأَنَّهُ قَدْ جَعَلَ عَجَباً رَحْمَتَهُ لِي فِي مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ» (مزامير ظ،ظ¦: ظ¥، ظ¢ظ¥: ظ¥، ظ£ظ،: ظ،ظ©-ظ¢ظ،). أيها القارئ، هناك قصد من خلقك، فقد رسم الله برنامجاً لحياتك. حاول أن تعرف الخدمة التي يريدك الله أن تقدمها له. كن مستعداً أن تدفع الثمن، ولكن ثق أن الله لا بد أن يجازيك، فإن تعبك لن يكون باطلاً في الرب. ما أجمل ما قال الإنجيل المقدس عن المؤمنين: «لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي ظ±لْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ ظ±للّظ°هُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا» (أفسس ظ¢: ظ،ظ*). لقد سبق الله أن أعدّ لك عملاً صالحاً لتقوم به، وهو مستعد أن يجهزك لذلك. هل أنت مستعد لتؤدي ما يكلفُك به الله؟ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وصف جميل لداود
![]() وقد وصف أحد رجال شاول داود في ذلك الوقت قال: «رَأَيْتُ ظ±بْناً لِيَسَّى ظ±لْبَيْتَلَحْمِيِّ يُحْسِنُ ظ±لضَّرْبَ، وَهُوَ جَبَّارُ بَأْسٍ وَرَجُلُ حَرْبٍ وَفَصِيحٌ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ، وَظ±لرَّبُّ مَعَهُ» (ظ،صموئيل ظ،ظ¦: ظ،ظ¨). فلنتأمل هذه الصفات الجميلة التي نرجو أن يجعلها الله من نصيبنا:
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]()
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الفصل الثالث: داود وجليات
![]() في الفصل الماضي رأينا داود يعزف على العود للملك شاول المريض، حتى ارتاح وطابت نفسه، وذهب عنه مرضه. ويبدو أن الملك تحسَّن فسمح لداود أن يرجع إلى بيت أبيه، فرجع داود ليرعى غنمه في بيت لحم. وحدث أن أعداء بني إسرائيل اجتمعوا عليهم، ووقفوا على رأس جبل، واجتمع جيش بني إسرائيل على جبل مقابلهم، وكان الوادي يفصل بين الجيشين. ولم يهجم الجيشان الواحد على الآخر، ولكن خرج رجل واحد من صفوف الأعداء اسمه جليات، وهو رجل مبارز بمعنى أنه وحده يطلب أن يبارز رجلاً واحداً. كان رجلاً طويلاً جداً، طوله ستة أذرع وشبر، أي ثلاثة أمتار تقريباً، وكانت ملابسه ضخمة ومخيفة. كان مثل القلعة التي تتحرك بأسلحتها، ولم يكن في القلعة مكان بدون غطاء إلا الجبهة والوجه. وكان جليات يقف كل يوم مرتين في الصباح والمساء يعيِّر بني إسرائيل ويسخر منهم، يطلب منهم رجلاً يخرج إليه ويحاربه، ويقول: «إِنْ قَدِرَ أَنْ يُحَارِبَنِي وَيَقْتُلَنِي نَصِيرُ لَكُمْ عَبِيداً. وَإِنْ قَدِرْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ تَصِيرُونَ أَنْتُمْ لَنَا عَبِيداً وَتَخْدِمُونَنَا» (ظ،صموئيل ظ،ظ§: ظ©). وظل يكرر هذا الكلام أربعين يوماً كل يوم مرتين. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() داود يزور أرض المعركة
![]() كان الملك شاول وشعبه خائفين للغاية من جليات. وكان بين جنود شاول ثلاثة من إخوة داود، فطلب يسى من ابنه داود أن يذهب إلى أرض المعركة ليسأل عن سلامتهم، وليحمل لهم بعض الطعام. وما أن وصل داود إلى هناك حتى اكتشف أن جليات الوثني يعيِّر بني إسرائيل الذين يعبدون الإله الحي. فقال داود إنه يقدر أن يحارب جليات. وعندما اقتادوه إلى الملك شاول قال له الملك: «لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هظ°ذَا ظ±لْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحَارِبَهُ لأَنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنْذُ صِبَاهُ». فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى لأَبِيهِ غَنَماً، فَجَاءَ أَسَدٌ مَعَ دُبٍّ وَأَخَذَ شَاةً مِنَ ظ±لْقَطِيعِ. فَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ وَقَتَلْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ فَمِهِ. وَلَمَّا قَامَ عَلَيَّ أَمْسَكْتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ. قَتَلَ عَبْدُكَ ظ±لأَسَدَ وَظ±لدُّبَّ جَمِيعاً. وَهظ°ذَا ظ±لْفِلِسْطِينِيُّ ظ±لأَغْلَفُ يَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا لأَنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ ظ±للّظ°هِ ظ±لْحَيِّ». وَقَالَ دَاوُدُ: «ظ±لرَّبُّ ظ±لَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ ظ±لأَسَدِ وَمِنْ يَدِ ظ±لدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هظ°ذَا ظ±لْفِلِسْطِينِي» (ظ،صموئيل ظ،ظ§: ظ£ظ£-ظ£ظ§). وفي هذا الكلام نلمس إيمان داود بقوة الرب الحي الحقيقي. فقال شاول له: «اذهب وليكن الرب معك». ولكنّ شاول تذكّر أن داود بدون سلاح، فطلب أن يعطيه سلاحاً، ولكن داود لم يقدر أن يلبس ملابس الحرب، لأنه لم يكن مدرباً على ذلك، كما أنه سيكون خفيف الحركة بدون تلك الملابس، فوافق شاول. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() داود يقتل جليات
![]() وذهب داود ليقابل جليات الجبار. وما أن رآه الجبار حتى احتقره، وشتم داود وإلهه. ولكن داود قال له: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ. وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِظ±سْمِ رَبِّ ظ±لْجُنُودِ إِلظ°هِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ ظ±لَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ. هظ°ذَا ظ±لْيَوْمَ يَحْبِسُكَ ظ±لرَّبُّ فِي يَدِي فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ ظ±لْفِلِسْطِينِيِّينَ هظ°ذَا ظ±لْيَوْمَ لِطُيُورِ ظ±لسَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ ظ±لأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ ظ±لأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلظ°هٌ لإِسْرَائِيلَ. وَتَعْلَمُ هظ°ذِهِ ظ±لْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلاَ بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ ظ±لرَّبُّ، لأَنَّ ظ±لْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَا» (ظ،صموئيل ظ،ظ§: ظ¤ظ¥-ظ¤ظ§). وكان السلاح الذي قرر داود أن يستعمله مقلاعاً وحجارة يرسلها لتستقر في جبهة الجبار الوثني. وكان هجوم داود يحتاج إلى التصويب السليم واليد الثابتة. أما التصويب فقد تعلَّمه وهو يرعى غنمه، لأنه حين كانت إحدى غنمه تبتعد كان يصوّب حجراً بمقلاعه ويرميه أمام أنفها لترجع الضالة عن طريق الضلال، وتسير مع بقية الأغنام. أما اليد الثابتة فقد كانت له بتأثير إيمانه بقوة الرب التي تهديه وتساعده. واجه داود جليات بقوة من عند الرب، وصوّب حجراً أملس إلى جبهة جليات. وكان التصويب صحيحاً، فارتزَّ الحجر في جبهة الجبار، وسقط على وجهه إلى الأرض. لم يكن الجبار يظن أن الضربة ستأتيه من مقلاع بسيط، ونسي أن جبهته عارية. وكان احتقاره لداود الصغير سبباً في هلاكه. كان الجيشان واقفين على الجبل، وكان كل جندي يرى المعركة التي تحدث في الوادي. لم يكن أحد من الوثنيين ينتظر هزيمة بطلهم العظيم جليات الذي بلغ طوله نحو ثلاثة أمتار. وعندما رأى الوثنيون أن بطلهم مات، هربوا وهتف بنو إسرائيل هتاف النصر، وخرجوا وراءهم يطردونهم من بلادهم. انتصر داود على الجبار الوثني جليات، وما أجمل ما كتب بعد ذلك في مزموره الرابع والأربعين: «لأَنِّي عَلَى قَوْسِي لاَ أَتَّكِلُ، وَسَيْفِي لاَ يُخَلِّصُنِي. لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَّصْتَنَا مِنْ مُضَايِقِينَا، وَأَخْزَيْتَ مُبْغِضِينَا. بِظ±للّظ°هِ نَفْتَخِرُ ظ±لْيَوْمَ كُلَّهُ وَظ±سْمَكَ نَحْمَدُ إِلَى ظ±لدَّهْرِ» (مزمور ظ¤ظ¤: ظ¦-ظ¨). |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
البناء الذي أشاده سليمان الحكيم بن داود |
كرم سليمان الحكيم |
النبي والملك سليمان: الحكيم |
سليمان الحكيم |
سليمان الحكيم |