|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَدخَلَني إِلى حِجَالِهِ أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ. بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ ( نش 1: 4 ) قيل إن الحجال هو موضع يُزيَّن بالثياب والأسرّة والستور للعروس، أو ستر العروس في جوف البيت، أي غرفة خاصة للتزيين . نلاحظ أن العريس هو الذي أدخل العروس الي هذا الموضع لانها تقول «أَدخَلَني». وهو أدخلها لأنه أحبها، ولكي يقوم بكسائها بأفضل الثياب، وتزيينها بأفضل الزينات حسب ما يتفق مع مقام العريس، وليس بحسب حالة العروس. إننا في حزقيال16: 1-14 نجد حالة العروس قبل دخولها غرفة التزيين: فهي مطروحة بكراهة نفسها، ومَدوسة بدمها، وعريانة، ولكن مرّ عليها عريسها وكان زمانها زمن الحب، فبسط ذيله عليها، وستر عورتها، ودخل معها في عهد، وحمَّمها وغسَّلها من دمها، ومسحها بالزيت، وألبسها المُطرز، وحلاَّها بالذهب. تخيَّل معي حالتها قبل وبعد دخولها الحجال، أي غرفة التزيين الخاصة بالملك. لقد كانت محبة العريس لعروسه الأرضية مرتبطة بالزمن ( حز 16: 8 رؤ 1: 5 )، لكننا نراها لم تبتهج وتنبهر بالهِبات، بل بالحري بمانح الهبات، فنسمعها تقول: «نبتهج ونفرح بكَ. نذكر حبك أكثر من الخمر. بالحق يحبُّونك». لكننا نحن العروس السماوية الكنيسة، وإن كنا ترابيين، وفي آدم الأول أمواتًا كالرمم، لكننا نتغنى الآن: «الذي أحبنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمهِ، وجعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه، له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين» ( 2تي 1: 9 ، 6؛ أف5: 25). ومحبة العريس لنا ليس لها ارتباط بالزمن نهائيًا (2تي1: 9؛ رو8: 29؛ أف1: 4). والوحي يصف العروس السماوية في رؤيا21: 2: (1)«مقدسة» لأنها امتلكت طبيعة الله القدوس ( 2بط 1: 4 ). (2) «جديدة» لأن كل شيء يبقي جديدًا إلي الأبد ( 2كو 5: 17 ). (3) «من السماء» .. «ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم» ( يو 17: 16 ). (4) «من عند الله» ... «كانوا لك وأعطيتهم لي، وقد حفظوا كلامك» ( يو 17: 6 ). (5) «مُهيأة» والذي هيأها الله نفسه. (6) «كعروسٍ» وسوف تظل عَرُوس إلي الأبد. (7) «مُزيَّنة لرَجُلها» أي شخص المسيح ـ تبارك اسمه. لكن أ لعل كل هذا يُبهرنا؟ أم نقول كما قالت العروس: «نبتهج ونفرح بك. نذكُرُ حبَّك أكثر من الخمر. بالحق يحبونك»؟ بحبك السامي لقد وُهبنا كل البركات لكن شخصك لنا أثمن من كل الهبات |
22 - 05 - 2012, 09:22 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
التمهل في الإنقاذ كَانَ هِيرُودُسُ مُزْمِعًا أَنْ يُقَدِّمَهُ، كَانَ بُطْرُسُ ..نَائِمًا .. مَرْبُوطًا بِسِلْسِلَتَيْنِ.. وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أَقْبَلَ ( أع 12: 6 ، 7) ظل بطرس في السجن لعدة أيام، وكانت الصلاة مستمرة من أجله في هذه الفترة، ولكن لم يكن هناك جواب من السماء. وهكذا مضى يوم بعد الآخر من أيام الفطير، إلى أن جاءت الليلة الأخيرة «وإذا ملاك الرب أقبل». ولكن لماذا لم يستجب الرب سريعًا لصلاة الكنيسة؟ الجواب: من أجلهم، بل من أجل بطرس نفسه، بل من أجلنا نحن أيضًا، بل من أجل مجده، لأن تدخل العناية الإلهية في آخر لحظة كان المحك للإيمان. وتأمل كيف اجتاز الجميع الامتحان بنجاحٍ باهر. فالرجل الذي سيُقدَّم للمحاكمة في الغد نراه نائمًا نومًا عميقًا في زنزانته، بينما السلاسل في يديه، والحَرَس حواليه، ودون أن تكون له وسادة مُريحة يسند عليها رأسه! وبينما هو نائم كان الرب يسوع ساهرًا، والإخوة كانوا أيضًا ساهرين. وكان هذا امتحانًا لإيمانهم الذي لم تزده التجربة إلا ثباتًا وصلابة. كما أن إيمان بطرس ازداد قوة وتأكيدًا. ولو سألناه بعد فترة من الوقت: أما كنت ترغب أن تنجو قبل هذا الوقت بيومين أو ثلاثة؟ لأجابنا كلا وألف كلا. لأني تعلَّمت في هذين اليومين أن وقت ربي وإلهي هو أنسب وقت وأحسنه، كما أني تدربت تدريبًا عمليًا على سجيتين نبيلتين هما: الصبر والاتكال. وهناك حادث آخر يتفق مع هذا الحادث روحيًا. الأختان الباكيتان الحزينتان في بيت عنيا، تُرسلان للسّيِّد عبر الأردن رسولاً، وتنتظرانه وهما على أحرّ من الجمر. وكانت الرسالة: «يا سيد، هوذا الذي تحبه مريض»، لا أكثر ولا أقل. وما أمجد الثقة التي لا حد لها في رقة قلب الرب يسوع، حسب مضمون هذه الرسالة! لم تقولا ”تعال سريعًا“، ولم تطلبا منه أمرًا معيَّنًا، لأنهما تأكدتا أن ما سيفعله هو عين الصواب. أوَ ليس هذا يجعل الرب يسوع يحضر على جناح السرعة؟ كلا «مكث حينئذٍ في الموضع الذي كان فيه يومين»! لقد مكث الرب بعيدًا لكي يُفسح للموت مجالاً أن يعمل بمنجله، وكذا ليُفسح للأختين مجالاً لامتحان ثقتهما فيه. إن تمهل الرب هو امتحان للإيمان، ويجعل للإنقاذ عذوبة ومجد أكثر، لذلك «ينبغي أن يُصلى كل حين ولا يُمَل ... أ فلا يُنصف الله مُختاريه، الصارخين إليهِ نهارًا وليلاً، وهو مُتمهلٌ عليهم؟ أقول لكم: إنه ينصفهم سريعًا!» ( لو 18: 1 -8). ينصفهم بسرعةٍ يُجدد الآمالْ أكثرَ مما نفتكر أو يخطرُ بالبالْ |
||||
22 - 05 - 2012, 09:23 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
حواء وامرأة لوط اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ، وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلا تَهْلِكَ ( تك 19: 17 ) عندما أخرج الملاكان لوطًا وامرأته، كان كلامهما مُوجَّهًا إلى لوط. ولماذا؟ لأنه هو رب الأسرة وهو المسؤول عما يجرى فيها. وفي هذا درس لكل أب أوكَله الرب على مسؤولية من جهة زوجته وأولاده، حيث سيُعطي حسابًا عن ذلك. هل كان قدوة صالحة أمامهم؟ هل استحضر الله إلى البيت؟ هل علَّمهم مخافة الرب؟ هل حذَّرهم من نتائج الخطية؟ هذه الأوامر تبدأ بـعبارة «اهرب لحياتك» وتُختم بأن يهرب إلى الجبل، وبين الأمرين بالهرَب يأتي الأمر: «لا تنظر إلى ورائك، ولا تقف في كل الدائرة». وإذا نظر إلى ورائه فهناك الهلاك، وإذا وقف في أي جزء من دائرة الأردن فهو مُعرَّض أيضًا للهلاك، وهذا ما حدث مع امرأة لوط لا مع لوط نفسه. ومن المؤكد أنه حذَّر زوجته وابنتيه من النظر إلى الوراء، شاعرًا بخطورة الموقف. ولكن بالرغم من ذلك «نظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح» (ع26). لقد تباطأت خطواتُها قليلاً عنه حتى لا يراها، ثم خَطَفَت نظرة سريعة للوراء نحو سدوم، وفي الحال تحوَّلت إلى عمود ملح. ولم تكن هي أول امرأة تنظر من وراء رجلها، لأن حواء كانت هي الأسبق في فعل هذا الأمر. وفي الحالتين، وإن توارَت المرأة عن رجلها وفعلت ما تريد، فهل يمكن أن تتوارى عن نظر الله؟ ونستطيع أن نقول عن هذه المرأة التي لا نعرف اسمها، إنها كادت أن تنجو لكنها هلكت، بينما نستطيع أن نقول على اللِّص الذي كان مُعلقًا بجوار الرب إنه كاد أن يهلك لكنه خلُص. ففي لحظاته الأخيرة، وهو محكوم عليه بالموت، تطلَّع إلى المُخلِّص بنظرة إيمان وحصل على الخلاص. بينما امرأة لوط، وهي خارج دائرة الهلاك، وعلى وشك الإفلات منه تمامًا، بنظرة عدم إيمان للوراء، فاجأها هلاكٌ بغتةً، بالرغم من أن سُبُل النجاة جميعها كانت مكفولة لها. إن علة الهلاك تتمثَّل في عدم الإيمان وعدم تصديق أقوال الله. لقد شكَّت في جدِّيَّة القضاء الذي سمعت أنه سيحل بسدوم. وكانت تشعر أن الدنيا من حولها سلامٌ وأمان. لم تقتنع بالتحذير والرسالة أن الرب قد أرسل الملاكين ليُهلكا هذا المكان، مثلما حدث مع حواء قديمًا عندما قالت لها الحيَّة: «لن تموتا!» ( تك 3: 4 )، وفي الحالتين «مَن لا يُصدِّق الله، فقد جعله كاذبًا» ( 1يو 5: 10 ). وما أخطر عدم الإيمان! |
||||
22 - 05 - 2012, 09:32 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
نداء الحكمة اَلْحِكْمَةُ بَنَتْ بَيْتَهَا. نَحَتَتْ أَعْمِدَتَهَا السَّبْعَةَ. ذَبَحَتْ ذَبْحَهَا..أَيْضًا رَتَّبَتْ مَائِدَتَهَا. أَرْسَلَتْ جَوَارِيَهَا تُنَادِي.. ( أم 9: 1 - 3) الأعداد الستة الأولى من هذا الأصحاح تصوِّر لنا صورة رائعة عن طريقة انتشار إنجيل نعمة الله بواسطة المؤمنين الذين جالوا يبشرون بالكلمة ( أع 8: 4 ). ففي سفر الأعمال نرى ”الحكمة تبني بيتها“؛ قديسو الله يجتمعون معًا، ولهم قلبٌ واحدٌ ونفسٌ واحدةٌ، في وحدة غالية جذبت الآخرين ليتمتعوا بها ( أع 4: 32 - 35). «الحكمة ... نحتَتت أَعمدتها السبعة» ... والأعمدة السبعة التي نحتتها الحكمة تُرى واضحة في رسالة يعقوب3: 17 «وأما الحكمة التي من فوق فهي أولاً طاهرة، ثم مُسالمة، مترفقة، مُذعنة، مملوَّة رحمةً وأثمارًا صالحة، عديمة الريب والرياء». أما لماذا يستخدم الوحي كلمة «نَحَتَتْ»؟ فذلك لأن هذه الصفات ليست فينا بالطبيعة، بل تحتاج، من جانب المؤمن، إلى اجتهاد وتدريب جاد، وعمل جاد دؤوب لتظهر في حياة المؤمن. أما عن كونها «أعمدة» فذلك يُشير إلى جاذبيتها للناظرين. «الحكمة ... ذبحت ذبحَها» .. هذا يعني أنها مهتمة بتقديم حاجة النفوس. فما هو هذا الطعام؟ هذا يذكِّرنا بذبيحة ربنا يسوع المسيح. وهكذا فإن الكنيسة لديها أخبار مُفرحة وعجيبة عن الغفران والفداء الأبدي بواسطة هذا الذبيح المبارك. «الحكمة .. مزجَت خمرها».. والخمر الممزوجة يشير إلى قيمة وغلاوة دم المسيح الثمين والذي يضمن فرحًا طاهرًا للمؤمن، وإن كان قد كلَّف المسيح آلامًا لا يُنطَّق بها. «الحكمة ... أيضًا رتَّبت مائدتها» .. والمائدة المُرتبة تحدثنا عن الإعداد التام والكافي لشبع كل نفس جائعة تؤمن بالمسيح كخبز الحياة. ويا لها من وليمة عظيمة ومُدهشة رتبتها الحكمة للمدعوين الكثيرين. فمن بين أطباق المائدة نستطيع أن نتذوق: الغفران، والفداء، والتقديس، والحياة الأبدية، وأكثر من ذلك كثيرًا. «الحكمة ... أرسلت جواريها» .. وها هي الحكمة تُرسل رسلاً بأخبار الإنجيل السارة لكل مَن يقبلها. يا ليتنا نكون ”جواري الحكمة“، فنذهب لندعو الجهال (البسطاء)؛ أولئك الذين لم يتمتعوا بالحكمة، ليأتوا ويقبلوا مجانًا بركة الله العظمى. بشرِّوا أقصى البـلادْ في الجبالِ والوهادِ علِّموا كل العبادْ بيسوع الخلاص |
||||
22 - 05 - 2012, 09:33 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
يتأنَّى علينا لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ ... لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ ( 2بط 3: 9 ) هل أريد أن أعرف ما هي الخطية؟ ليس لي إلا أن أنظر إلى الصليب. هل أريد أن أعرف ما هو البر؟ وما هي البغضة بلا سبب؟ والمحبة بلا حد؟ والخطية ودينونتها؟ الخلاص والسلام؟ الغضب الإلهي ضد الشر؟ الرضاء الإلهي الكامل ومسرته فيما مجّد الله تمجيدًا كاملاً وإلى الأبد؟ ليس لي إلا أن أتطلع إلى هناك ـ إلى الصليب. ثم هل أريد أن أعرف الضعف والموت مع التسليم الاختياري، وليس مجرد تسليم الضعف والعجز؟ وهل أريد أن أرى القوة الإلهية التي واجهت الشر وأبطَلته؟ هناك أيضًا أرى العالم ثائرًا بقوة الشيطان للتخلُّص نهائيًا من إله المحبة، ثم أرى الله، بواسطة هذا العمل ذاته، مُخلِّصًا الإنسان وعاملاً الصلح والسلام بدم ابنه، كما هو مكتوب: «لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الذين ـ خوفًا من الموت ـ كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية» ( عب 2: 14 ، 15). ولقد تلاقى في الصليب الخير والشر بكل قوتهما وأشكالهما لكي تنتصر المحبة إذ تقاسي من الشر مرة ليكون للخير قوته الكاملة إلى الأبد. وهل تسأل، أيها القارئ العزيز، لماذا إذًا نحن لا نزال في عالم كهذا؟ ها أنا أجيبك: إن الكتاب يُخبرنا أن الله في نعمته لا زال يقود النفوس إلى الاستفادة من هذه الفرصة والانتفاع بها. إن العالم الذي نعيش فيه عالم بؤس وحزن وظلم. فإذا كان الله يتداخل لتغييره، فلا بـد له أن يأتي بالدينونة وينهي زمان الرحمة. وهذا ما لا يريد أن يفعله طالما هناك من له أُذن للسمع. وهو لذلك يسمح بالشر أن يستمر إلى حين. ونحن، ولو أنه قد يتحتم علينا أن نتألم أثناء وجودنا في العالم، يجب علينا من هذه الناحية أن نفرح لأن الله لا زال سامحًا ببقاء هذا العالم، لأنها لا زالت فرصة رحمة مُقدمة للآخرين. إن النهاية ستكون فرحًا أبديًا في عالم أفضل بما لا يُقاس. فالمسيح قد مضى ليُعد مكانًا لنا، وسيأتي مرة ثانية ليأخذنا إليه حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضًا. هكذا يكتب بطرس: «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قومٌ التباطؤ، لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أُناس، بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة» ( 2بط 3: 9 ). آمين تعالَ يا حبيبي آمين تعالَ يا يسوعْ كوعدكَ آمين تعالَ يا أيها الربُّ يسوعْ |
||||
22 - 05 - 2012, 09:35 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الطاعة والفرح .. فِي السُّهْدِ أَلْهَجُ بِكَ، لأَنَّكَ كُنْتَ عَوْنًا لِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَبْتَهِجُ. اِلْتَصَقَتْ نَفْسِي بِكَ. يَمِينُكَ تَعْضُدُنِي ( مز 63: 6 - 8) نجد التحريض على الطاعة خلال كلمة الله كلها، وذلك ليس لأن الله أب صارم يجد لذته في السيطرة علينا. حاشا. ليس هكذا بالمرة، بل لأن الله في جوهره محبة، ولذلك فهو يشتاق أن يكون أولاده سعداء. وهو يعرف طبيعتنا ويعلم ما هو لصالحنا في الحاضر وفي الأبدية. وهو وحده صاحب الحكمة الإلهية الفائقة التي ترى النتائج الحاضرة وفي الأبدية. وهو وحده الذي يعلم ما يربض في المستقبل القريب والبعيد. وبما أنه يعلم كل هذا، ونظرًا لكونه «محبة» في طبيعته ـ محبة تريد أن تسبغ أغنى البركات على أولاده ـ لذلك أعد مشروعًا لكل واحد منا، وهو وحده القادر أن يعد المشروع مضمونًـا كاملاً لا يشوبه نقص، كما أنه القادر أن يقودنا وينصحنا ويرشدنا حتى لا نخطئ الهدف. ولكن لا بد من الطاعة لإرشاده حتى تكون خطواتنا في الطريق الصحيح. من ثم كان سبيل الطاعة القلبية هو سبيل البركة الغنية. هو السبيل الذي يمكن أن تكون لنا فيه دائمًا شركة سعيدة معه، ونحن مدركون محبته الفائقة من نحونا، وواثقون أنه يجعل كل الأشياء تعمل معًا لخيرنا ( رو 8: 28 ). ولا يمكن أن يكون هناك فرح لأحد من أولاد الله بدون طاعة. وبدون الطاعة لا يمكن أن توجد هناك ثقة لتُمسك بالله، إذ كيف يمكن أن نثق في معونته لنا ونحن نعلم أننا لسنا في السبيل المرسوم لنا؟ لا شك أن يكون هناك شعور داخلي بعدم الارتياح مهما حاولنا أن نخمده ونتخلَّص منه، لأن الله قد أعطانا بصيرة تدرك بأنه لا يمكن أننا نترك الله، وفي الوقت نفسه نصل إلى نتيجة طيبة. ولكن لماذا تريد أن تترك الله؟ تفكَّر في كم قد أحبك حتى بذل ابنه الوحيد ليموت لأجل خطاياك حتى يتسنى له أن يغفرها لك ويجعلك ابنًا محبوبًا إلى الأبد! تفكَّر في كل أفكاره الحُبية من نحوك «ما أكرم أفكارك يا الله عندي! ما أكثر جملتها! إن أُحصِها فهي أكثر من الرمل» ( مز 139: 17 ، 18). إن إلهًا مُحبًِا كهذا كُلي الحكمة، قلبه ممتلئ بالأفكار الكريمة من نحو أبنائه، لا بد أن يكون طريق الطاعة له هو الطريق الأبدي، وهو الطريق الوحيد للسلام المستقر على كل الذين يسيرون فيه. إذا أطعنا حسنًا هذا المُعلما سنعرفُ شيئًا هنا من فرحِ السمـا |
||||
22 - 05 - 2012, 09:38 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
هذا فعلَهُ العَسكَر يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ ( مز 22: 18 ) مزمور22 يتكلم في نصفه الأول عن آلام المسيح التي قاساها من يد الله لأجل الإنسان. والرب ينطق وهو على الصليب بأول عبارة يُفتتح بها المزمور «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» مُعبِّرًا بذلك عن إحساساته ومشاعره. لكن بالنسبة للنبوة الواردة في يوحنا 24:19 عن اقتسام ثياب المسيح والاقتراع على لباسه نجد الوحي يسبقها بعبارة «ليتم الكتاب القائل». فالمسيح لم ينطق بكلمات هذه النبوة، لكن الروح القدس، في صاحب المزمور، سبق فأخبر بالآلام التي للمسيح وهو على الصليب. إذًا هنا شهادة الروح القدس عن انطباق النصف الأول من هذا المزمور على المسيح المتألم. أما النصف الثاني فيحدثنا عن النتائج العجيبة للصليب. نتائج مصوغة في شكل تسبيح وسجود، والتي إلى الآن لم تُستعلن في ملئها وكمالها. ولكنها لا بد أن تتم في حينها. في يوحنا 24:19 نجد كل استخفاف واستهتار من جانب العسكر، بصليب المسيح. أَوَ ليس هذا الاستهتار ينتشر في العالم في يومنا الحاضر؟ كانوا عند الصليب تستحوذ عليهم شهوة المكسب المادي، كما كانت فيهم روح المقامرة. هذه الأمور كانت تشغل قلوبهم، وإلى جوارهم رب الحياة يضع حياته لأجل الناس. وكم في المسيحية اليوم من شبان وشيوخ تستحوذ عليهم هذه الروح العالمية عينها، فتعمي أعينهم عن أن يروا، وتَصُم آذانهم عن أن تسمع المسيح متكلمًا بالخلاص، وصانعًا للسلام، ومقدمًا للجميع حياة أبدية بلا ثمن! «هذا فعله العسكر» .. ويا له من تتميم للنبوات! إن العسكر لم تكن عندهم أية فكرة عن أن ما كانوا يعملونه يومئذٍ هو عين ما أُوحيَ به في النبوات من أجيال عديدة سبقت. وإنها لحقيقة خطيرة أن نتأمل في أن جميع نبوات العهد القديم والجديد على السواء، والتي لم تتم حتى الآن، سوف تتحقق في حينها المناسب. والإنسان لا يستطيع أن يغيِّر هذه الحقيقة على الإطلاق، ولو أنه يستطيـع ـ بدون قصد ـ أن يدفع الحوادث. وهذا اليقين من جهة تتميم مواعيد الكتاب يقترن عند المؤمن المفدي بالبركة. وهذا اليقين عينه بالنسبة لغير المؤمن يقترن بالدينونة، وكل تتميم لأية نبوة من نبوات الكتاب سيكون لمجد الله والمسيح. ليتنا جميعًا ننتظر بفرح وصحو إتمام كل نبوة الكتاب. |
||||
22 - 05 - 2012, 09:39 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
هدية (ناردين) مريم لِمَاذَا تُزْعِجُونَ المَرْأَةَ؟ فإَنـَّهَا قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا ( مت 26: 10 ) أولاً: محبة مريم وهديتها: إن المحبة للمسيح دائمًا تجد النور الإلهي الذي يهدي طريقها ويوجهها إلى ما هو مناسب تمامًا في اللحظة المناسبة. والمحبة تتبع هذا النور غير عابئة بتشويش البشر. وهكذا شقت محبة مريم للمسيح طريقها وسط كل كراهية اليهود. وها هي قد وصلت بهديتها الغالية إلى رأس السيد نفسه. ثانيًا: قيمة الهدية والسجود: 1- عملاً حسنًا. ذُكرت حادثة مريم (مر14) بين مكائد رؤساء الكهنة وخيانة يهوذا. وهكذا فالوحي يوضح لنا أن لفتة الأمانة والحب كانت أحسن تعويض بين أحداث المكر والخيانة. فما أروعه إنعاش لنفس مجروحة جدًا! وليس هذا فقط، ولكن ما أحسنه عملاً رأى فيه تبارك اسمه نموذجًا ضئيلاً جدًا لِما سيفعله هو على الصليب! كسرت مريم القارورة وامتلأ البيت من رائحة الناردين، وهكذا إذ كُسر قلبه امتلأ الكون كله بل بيت الآب وعرشه من رائحة المحبة الإلهية .. ما أكرمه!! حقًا ما أحسن ما استطاعت مريم أن تعمله آخذة بقلب الرب أعلى بكثير من شبح الخطية الرهيب إلى كمالات عمله وروائح السرور المتصاعدة لأبيه، والأمجاد الإلهية التي ستفوح بعد قليل. مباركة هي في عملها!! عزيزي .. وأنت وأنا .. ماذا يا تُرى عملنا من أجله؟؟ 2- دهنت بالطيب جسدي. ما أروع تمييز مريم وهي تسكب الطيب على رأس الرب فينزل على جسده الكريم. واعتبر تبارك اسمه هذا تدهينًا لجسده. فهو لم يُدهَن بالطيب بعد هذا. وها هي مريم قد سبقت وفعلت. حقًا إن المحبة المضحية يصاحبها ذكاءً روحيًا. 3- عملت ما عندها: قيَّم يهوذا ناردين مريم بثلاثمائة دينار، وأما السيد العظيم فقيَّمه بأنها عملت ما عندها. لا يمكن للمحبة أن تتجلى إلا عندما يُكسر كل غالِ. ثالثًا: مكافأة الهدية. ما أحلاها مكافأة مريم، وقلب الرب يتجاوب مع سجود مريم بإعلانات إلهية فورية؛ فنراه يعلن عن موته (تكفينه) وأن جسده الكريم لن يطيّب مرة أخرى. كما أعلن مكافأتها بتخليد اسمها مع الكرازة بالإنجيل. أحبائي: هذه هي هدية محبة مريم للسيد؛ سجودها وناردينها. وإعلانات الروح القدس هي أعظم هدية يقدمها الروح للنفس الساجدة بحب. |
||||
22 - 05 - 2012, 09:40 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ترنيمات النساء الرَّبُّ يُعْطِي كَلِمَةً. الْمُبَشِّرَاتُ بِهَا جُنْدٌ كَثِيرٌ: مُلُوكُ جُيُوشٍ يَهْرُبُونَ يَهْرُبُونَ، الْمُلاَزِمَةُ الْبَيْتَ تَقْسِمُ الْغَنَائِمَ ( مز 68: 11 ، 12) «الرب يعطي كلمة» وتكون النتيجة أن «المُبشرات بها جندٌ كثيرٌ» (ع11). هذه الكلمة بالنسبة للشعب القديم، كانت كلمة الانتصار على الأعداء، أما بالنسبة لنا فهذه الكلمة هي كلمة الخبر التي نذيعها. وكم نشكر الله كثيرًا من أجل صوت البشارة الذي يُذاع الآن في كل مكان، وبمقدور كل إنسان أن يسمعه. « المُبشرات بها جندٌ كثيرٌ» .. المُبشِّرات هنَّ النساء اللواتي يذعنَ أخبار النصر. ونلاحظ أن هذا المزمور ـ الذي يتحدث كثيرًا عن الانتصارات ـ يحوي ثلاث إشارات إلى النساء: المُبشرات (ع11)، المُلازمة البيت (ع12)، فتيات ضاربات (ع25). إن أشهر ثلاث ترنيمات في الكتاب المقدس هي التي رنمتها النساء بعد الانتصار على أحد رموز الشيطان. فبعد النُصرة على فرعون، وهو رمز للشيطان في عبوديته القاسية لشعب الله، رنمت مريم أخت هارون مع النساء (خر15). ثم بعد النصرة على يابين ملك كنعان، والذي معنى اسمه ”الفَطِن أو الذكي“، صورة لذلك الماكر اللئيم عدو كل بر، رنمت دبورة ترنيمتها الشهيرة، والتي تقول فيها «دوسي يا نفسي بعِزّ» ( قض 5: 21 ). ثم بعد النصرة على جليات الجتِّي، وهو أيضًا صورة للشيطان في جبروته، أجابت النساء اللاعبات: «ضرب شاول أُلُوفه، وداود ربواته» ( 1صم 18: 7 ). لماذا عند كل مشهد هزيمة لرمز من رموز الشيطان، كانت النساء تهتفن مترنمات؟! السبب لأن هناك نبوة قديمة عن المسيح باعتباره «نسل المرأة»، الذي سيسحق رأس الحية: إبليس ( تك 15: 3 ). فالرب يسوع «نسل المرأة» انتصر على الشيطان في الجلجثة ( كو 15: 2 )، وقريبًا سيُسحَق الشيطان، بل وكل أشرار الأرض تحت أرجل المؤمنين ( رو 20: 16 ؛ ملا4: 3). «ملوك جيوش يهربون يهربون، المُلازمة البيت تَقسِم الغنائم» (ع12؛ قض5: 30). الجنود الصناديد هربوا، والإناء الأنثوي الأضعف، اقتسمن غنائم الانتصار. إن الذين يقسمون الغنائم عادةً هم الرجال المُحاربون، غير أننا هنا نرى أن الذين يقسمون الغنائم، ليسوا هم رجال الحرب، بل النساء الملازمات البيوت! أي اللواتي لا قِبَل لهن بالحروب، بل ولا بأي عمل آخر خارج جدران المنزل!! وذلك لأنها حرب للرب، حيث لا تنفع قوة الخيل، ولا ساقا الرجل ( مز 147: 10 ). نعم هو ـ تبارك اسمه ـ انتصر لحسابنا، ولم يبقَ لنا سوى ترانيم الفرح بهذا الانتصار. |
||||
22 - 05 - 2012, 09:41 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الخصي الحبشي وَأَمَّا فَصْلُ الْكِتَابِ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُهُ فَكَانَ هَذَا: مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ.. ( أع 8: 32 ) بعد قضاء الطوفان الذي وقع على العالم القديم «كان بنو نوح الذين خرجوا من الفُلك سامًا وحامًا ويافث ... ومن هؤلاء تشعَّبت كل الأرض» ( تك 9: 18 ، 19). ومن هنا نرى أن إنجيل نعمة الله كُرز به لكل العالم مُمثلاً في هؤلاء الثلاثة؛ فالخصي الحبشي من نسل حام (أع 8)، والرسول بولس من نسل سام (أع 9)، وقائد المئة التي من الكتيبة التي تُدعى الإيطالية من نسل يافث (أع10). فيا لعظمة نعمة الله! ويبدو أن هذا الخصي الحبشي وزير كنداكة ملكة الحبشة كان أُمميًا متهوِّدًا. ونرى فيه الاختيار، ثم الكرازة له بإنجيل نعمة الله مصداقًا للقول: «فكيف يدعون بمَن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟» ( رو 10: 14 ). وهنا تتجلَّى نعمة الله في الاختيار. فيُطلب من فيلبس أن يترك كرازته الناجحة في السامرة، لكي يذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من أُورشليم إلى غزة التي هي بريَّة. وهنا نجد الخادم الأمين ينقاد بروح الله وليس بالعمل الناجح. فربما تعلَّل أن العمل في السامرة ناجح، وكيف يتركه ويذهب إلى البرية، لكن فيلبس يمثل لنا الخادم الأمين الذي يطيع صوت الرب، فنقرأ أن فيلبس «قام وذهب». وعندما تقابل مع الخصي وجده يقرأ الكتاب. فالكرازة الناجحة تكون من الكتاب المقدس، وليس من القصص والحكايات. وكان السِفْر الذي يقرأ فيه الخصي هو سفر إشعياء أصحاح 53 الذي يتكلَّم عن صليب المسيح الذي هو قلب الإنجيل؛ الإنجيل الذي هو «قوة الله للخلاص» ( رو 1: 16 )، لأنه بدون الإيمان بصليب المسيح ليس هناك خلاص. وهكذا نعمة الله العجيبة أعدَّت كل شيء لخلاص هذا الخصي. فأعدَّت له الكارز، وأعدَّت الفصل الذي يكرز منه الكارز. وهنا رافق الروح القدس كرازة فيلبس، وفتح الرب قلب الخصي وقَبِلَ المسيح؛ والدليل على ذلك أنه طلب من فيلبس أن يُعمِّده «فأمر أن تقف المركَبة فنزلا كِلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمَّده. ولمَّا صعِدا من الماء، خطف روح الرب فيلبس، فلم يُبصره الخصي أيضًا، وذهب في طريقه فَرحًا» ( أع 8: 38 ، 39). لقد ذهب الخصي إلى أورشليم ومن أورشليم نقرأ أنه رجع إلى الحبشة، لكن لا نقرأ أنه رجع فرحًا. لكن بعد أن آمن بالرب يسوع «ذهب في طريقهِ فَرحًا». |
||||
|