فالآب نفسه يحبنا وعطاياه لنا أعظم مما نظن أو نفتكر، لأن بأبوته يعطينا كل شيء، فالذي بذل ابنه لأجلنا كيف لا يهبنا معهُ كل شيء، لذلك حينما ندخل للصلاة في مخادعنا الخاصة، نحن ندخل ونقترب من الله أبينا كأبناء أحباء في الابن الوحيد وليس كعبيد، والابن عنده الثقة في أبيه الصالح الذي يسنده ويعينه في كل شيء بلا استثناء، لأن كل ما لأبيه هو لهُ، وثقته في أبيه تجعله لا يُفكر فيما يعطيه أو لم يعيطه من طلبات يطلبها منه، لأن المحبة بين الابن وابيه تجعل الابن لا يهتم بالعطية على قدر الشركة، لذلك يعرض كل أحواله على أبيه ويقدم كل طلباته إليه، ويتركه يعمل حسب تدبيره الصالح بعد أن يعمل بكل ما عنده من قوة وتصرف حسن حسب الحكمة التي نالها من الله، لأن استجابة الله دائماً هي استجابة أبوية وفيض بركة وملء بالروح القدس، لذلك أيها القارئ العزيز ينبغي أن تؤمن بالله إيماناً حياً كله ثقة لأن الله صار أباك، أن كنت تبت وآمنت بالمسيح، فواقعية الحياة تعلمنا أن لو أتى ابناً لأبيه طالباً خبزاً أفيعطيه حجر أم حية!، فأن كنا ونحن إنسان أو حتى أشرار نعرف كيف نُعطي أولادنا عطايا حسنة فكم يكون الآب السماوي يعطي الروح القدس لمن يسأل.
فهذه – باختصار شديد – صلاتنا المجيدة الشريفة، المختومة بدمٍ كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح؛ الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب، والذي يطهر ضمائرنا من أعمال ميتة لنخدم الله الحي (1بطرس 1: 19؛ عبرانيين 9: 14)، والذي بدونها لن ننال شيئاً من الله مهما ما فعلنا وقدمنا من صلوات وطلبات وأصوام وأعمال رحمة.. الخ.
عزيزي القارئ هل وعيت معي الآن قوة وأصالة عمق صلاتنا المسيحية القائمة على التبني في المسيح يسوع، أم إلى الآن لم يتحرك قلبك بتوبة نداء إنجيل خلاصنا والإيمان بشخص المسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء (1كورنثوس 1: 30).