رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لـكِنَّهُم يُبَرَّرُونَ مَجَّانًا بِنِعْمَةِ الله
الأربعاء من الأسبوع الثاني من زمن الصوم ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَقُولُهُ الشَّرِيعَةُ تَقُولُهُ لِلَّذِينَ هُم في حُكْمِ الشَّرِيعَة، لِكَي يُسَدَّ كُلُّ فَمٍ، وَيَظْهَرَ العَالَمُ كُلُّهُ أَمَامَ اللهِ مُذْنِبًا. لِذلِكَ لَنْ يُبَرَّرَ أَحَدٌ أَمَامَ اللهِ بِأَعْمَالِ الشَّرِيعَة، لأَنَّهَا بِالشَّرِيعَةِ تُعْرَفُ الـخَطيئَة. أَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ الله بِدُونِ الشَّرِيعَةِ، وَتَشْهَدُ لَهُ الشَّرِيعَةُ والأَنْبِيَاء؛ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِالإِيْمَانِ بِيَسُوعَ الـمَسيح، لِجَميعِ الـمُؤْمِنِين، دُونَ تَمْيِيز؛ لأَنَّ الـجَمِيعَ قَدْ خَطِئُوا، ويَنْقُصُهُم مَجْدُ الله، لـكِنَّهُم يُبَرَّرُونَ مَجَّانًا بِنِعْمَةِ الله، بِالفِدَاءِ الَّذي تَمَّ في الـمَسِيحِ يَسُوع؛ وقَدْ جَعَلَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِدَمِهِ بِوَاسِطَةِ الإِيْمَان، وَبِذلِكَ أَظْهَرَ اللهُ بِرَّهُ، إِذْ تَغَاضَى عَنِ الـخَطَايَا السَّالِفَة، واحْتَمَلَهَا، فَأَظْهَرَ بِرَّهُ أَيْضًا في الوَقْتِ الـحَاضِر، لِكَي يَكُونَ اللهُ بَارًّا وَمُبَرِّرًا لِمَنْ هُمْ عَلى الإِيْمَانِ بِيَسُوع. إِذًا فَأَيْنَ الافْتِخَار؟ لَقَدْ أُلْغِيَ! وَبِأَيِّ شَرِيعَة؟ أَبِشَرِيعَةِ الأَعْمَال؟ كَلاَّ! بَلْ بِشَرِيعَةِ الإِيْمَان! قراءات النّهار: روما 3: 19-27٧ / متّى 12: 38-45 التأمّل: من التكبّر الإدّعاء بأنّنا أبرار فالإنسان يولد، وفق تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة، حاملاً لتبعات خطئية أبوينا آدم وحوّاء وهو ما أكّده مار بولس في رسالة اليوم قائلاً: “لأَنَّ الـجَمِيعَ قَدْ خَطِئُوا، ويَنْقُصُهُم مَجْدُ الله”. ولكن الخلاص لا يرتبط بمجهود الإنسان أوّلاً بل بمحبّة الله ونعمته التي يمنحها للبشر وفق ما نستنتج من القول: “لـكِنَّهُم يُبَرَّرُونَ مَجَّانًا بِنِعْمَةِ الله”! يأتي مجهود الإنسان وأعماله كترجمةٍ لقبول الخلاص الإلهيّ وللعمل بموجب ما أفاضه الله علينا من نعمة وفداء. رسالة اليوم تدعونا إلى التواضع وإلى بذل كلّ جهدنا لاستحقاق هذه النعمة المبرّرة للإنسانيّة! |
|