فقَد صِرْنَا شُرَكَاءَ الـمَسِيح
السبت من الأسبوع الأوّل من زمن الصوم
فقَد صِرْنَا شُرَكَاءَ الـمَسِيح، إِنْ تَمَسَّكْنَا ثَابِتِينَ إِلى النِّهَايَةِ بِالثِّقَةِ الَّتي كَانَتْ لَنَا في البِدَايَة. كمَا يَقُولُ الكِتَاب: “أَليَومَ إِذَا سَمِعْتُم صَوتَهُ، فلا تُقَسُّوا قُلُوبَكُم، كَمَا في مَوضِعِ الـخُصُومَة”. فمَنْ هُمُ الَّذِينَ سَمِعُوا وخَاصَمُوا؟ أَمَا هُم جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِن مِصْرَ على يَدِ مُوسَى؟ وَمِمَّنْ سَئِمَ أَربَعِينَ سَنَة؟ أَلَيْسَ مِنَ الَّذِينَ خَطِئُوا وسَقَطَتْ جُثَثُهُم في البَرِّيَة؟ وَلِمَنْ أَقْسَمَ أَنَّهُم لَنْ يَدْخُلُوا في رَاحَتِهِ إِلاَّ على الَّذِينَ عَصَوا أَمْرَهُ؟ وهـكَذَا نَرَى أَنَّهُم لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَدْخُلُوا. ومَا دَامَ الوَعْدُ بِالدُّخُولِ في رَاحَةِ اللهِ قَائِمًا، فَلْنَخْشَ إِذًا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ مِنْكُم مُتَخَلِّفًا عَنِ الدُّخُول. فَنَحْنُ أَيْضًا قَد بُشِّرْنَا مِثْلَ أُولـئِك، غَيْرَ أَنَّ الكَلِمَةَ الَّتي سَمِعُوهَا لَمْ تَنْفَعْهُم، لأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَمْزُوجَةً بِالإِيْمَانِ عِنْدَ الَّذِينَ سَمِعُوهَا. أَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا، فَنَدْخُلُ في الرَّاحَة، كَمَا قالَ الكِتَاب: “حَتَّى أَقْسَمْتُ في غَضَبِي أَنَّهُم لَنْ يَدْخُلُوا في رَاحَتِي”، مَعَ أَنَّ أَعْمَالَ اللهِ قَدْ تَمَّتْ مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم. فقَدْ قِيلَ في مَوضِعٍ مِنَ الكِتَاب بَشَأْنِ اليَومِ السَّابِع: “واسْتَراحَ اللهُ في اليَومِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ”.
قراءات النّهار: عب 3: 14- 4: 4 / لوقا 18: 9-14
التأمّل:
هل نحن “شُرَكَاءَ الـمَسِيح”؟ وهل نستحقّ هذه التسمية؟ وهل نحن على قدرها؟
رسالة اليوم تطرح هذه الإشكاليّة وتدعونا للتفكير فيها إنطلاقاً من التحذير من عقم الحياة الرّوحيّة التي ليست “مَمْزُوجَةً بِالإِيْمَانِ”!
الشراكة المطروحة ليست شراكة بين متساوين بل شراكةٌ عمليّة بين المسيح ومن آمنوا به حقّاً كي لا تضحي شراكةً شكليّة لا فعليّة!
لذا علينا أن نعي أهميّة هذا الدور وإعادة إحيائه!