رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سرّ عذوبة الربّ هو فيضها وسرّ أريج الكلمة الإلهيّة هو فوحُها. من ذاق الربّ ودَفَنَه في داخله هو مخدوع، لأنَّ الربّ يخاطبُ الإنسان ليرسِلَه في العالم. وذلك لأنَّ المحبّة تتّجه إلى الآخر. من يقرأ الكلمة الإلهيّة ويحبّها حقاً، لا بدّ أن يحبّ الكرازة بها، أتحبّني يا بطرس؟ إذن لا بدّ أن يدفعَكَ حبُّك لي كي ترعى حملاني. هذا هو الوجه الأوّل للدعوة الإلهيّة. أنّها تحمل حقيقة إرساليّة لأنَّ الحبّ الإلهيّ فيَّاض. أمَّا الوجه الثاني للدعوة الإنجيليّة، فهو التبديل العميق الذي يقلب الأوضاع الكيانيّة للإنسان. لأنَّ النداء الإلهيّ يتّجه نحو أعماق ضمير الإنسان، لا في ظروفه الخارجية فقط بل حتّى في عمق قلبه، فيجعل منه شخصاً آخر. الدعوة الإلهيّة لا تستبدل في الإنسان ظروفاً مثل ترك الأهل أو المهن أو الشباك، حين تستدعي ذلك، ولكنّها تستبدل فيه حبّه وقلبه وغايته. إنَّ استبدال يسوع كلمة صيّاد السمك بصيّاد الناس ما هو إلاَّ تأكيد لذلك |
|