|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خطابه الأخير ونياحه
قبل نياحة مكاريوس بزمن قصير خاطب رهبان جبل نتريا مودِّعاً فقال لهم: "يا أولادي الأحباء... كثيرة هي أمجاد القدّيسين... وسبيلنا أن نعرف تدبيرهم وعملهم... فلقد اقتنوا المسكنة وتواضع النفس وانسحاق القلب والجهاد في الصلاة ومحبة كل الناس وخوف الله... أما الجسد فرفضوا جميع شهواته... فرّوا من الخطيئة واصبروا إلى الموت في حفظ وصايا الرب. لا تقبلوا كسر أية وصية مهما كانت صغيرة، لأن كسر أية وصية، صغيرة كانت أم كبيرة، يغضب الله... لا يكون فيكم من يذكر الشر لأخيه... فإن القلب الذي يتفكّر بالشر والبغضة لا يمكن أن يكون مسكناً لله... اقتنوا الحب بعضكم لبعض لتقتنوا لأنفسكم كل تدبير الفضائل الأخرى في رهبنتكم. ... النفس التي لا تقبل الوقيعة ولا تفكّر في السوء على أحد ولا تميل إلى حب الدرهم ولا تميل إلى شهوات العالم تستضيء كالشمس... |
18 - 05 - 2019, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
أفعال السوء مدخل للعدو... والواجب أن نحفظ أنفسنا جداً لئلا نصيرآنية للشيطان...
ليحرص كل واحد منكم على أن يمدح أخاه في غيبته حتى إذا سمع أخوه بذلك عنه ازداد في محبّته... متى كان قلب الإنسان غير نقي ونيّته غير صافية فلا بد أن قلب أخيه يحسّ بذلك... مهما حاول أن يتجمَّل بلسانه من نحوه. في قلب الإنسان سر إلهي. فإن حدث أن سمع أحد كلاماً صدر من أخيه عنه فلا يخبئه في قلبه ويحقد عليه ويحاسنه بلسانه وقلبه غير نقي. فهذه الحال تولّد البغضة المرّة والمقت وهي تغضب الله... كل من يسمع التأديب ولا يقبله ولا يعمل به فهو خاسر نفسه... أوصيكم أن تبالغوا في خدمة القدّيسين والمرضى وادفعوا لهم قدر قوّتكم من عمل أيديكم... كل تعب يتعبه الواحد منا سوف يُستعلن له وقت خروج نفسه من الجسد... أحبّوا التعب... طوبى لمن يبقى في تعبه فرِح القلب لأن التعب هو باب الفردوس المفتوح. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
أما الذي يطيع ضعف الجسد فإنه يصبح غريباً عن الخيرات المعدّة للمجاهدين ويتولاّه الندم في القيامة حين يبقى بعيداً لا يملك إلا الحزن والكآبة التي لا تنفع!
... كل من يلازم فضيلة واحدة ويفرِّط بأخرى يشبه إنساناً أخذ إناء وملأه زيتاً وأهمل فيه ثقباً. ثم ركب وسافر فما وصل إلى نهاية سعيه إلاّ والإناء فارغ مما فيه... الوصايا كالسلسلة متى انفكت منها عروة تفلت بأكملها... سيأتي وقت تُسألون فيه عن ثمر كلامي وتُعطُون جواباً عما سمعتموه مني. فلا تجعلوا كلامي لكم سبب دينونة لأني إنما كلّمتكم لخلاصكم وصحّة نفسكم... أفزع إلى الله لكي لا تُصطادوا بفخ الغفلة ولا تعتد قلوبكم التهاون... ما دمتم في الجسد فأمسكوا التوبة ولا تدعوها تفلت منكم لأن من فارقها فارقته الرحمة وملكوت السموات... ... لنجتهد متشبّهين بالصالحين لئلا نندم عندما نجدهم في النهاية في مجد عظيم... طوبى للذين يعملون بكل قوّتهم. اجعلوا أنفسكم غرباء عن هذا العالم لتصيروا أهلاً للخيرات الأبدية... إن صوم الأربعين هو الخميرة للسنة كلها فيجب أن نتمّمه باحتراس لأن الخميرة إذا فسُدت أفسدت العجين كله... تيقّظوا بالروح وامتلئوا بالإيمان حتى تمضوا إلى الرب بدالة وتنالوا الإكليل الذي لا يبلى... هذا وتنيّح القديس مكاريوس في سن التسعين، وقيل في السابعة والتسعين. وقد حضرت إذ ذاك الملائكة والقديسون لمرافقته فهتف بصوت خافت على قدر ما بقي فيه من قوة: "يا سيدي يسوع المسيح، حبيب نفسي، اقبل روحي إليك!" وأسلم الروح. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس البار مكاريوس الكبير |
القديس البار مكاريوس الإسكندري |
القديس البار نيكون الكييفي المدعو |
البار سيرابيون السباني المصري (القرن4م) |
القديس البار استفانوس المعترف المدعو دونالي (القرن10م) |