|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عدم القنية
اهتم مكاريوس بتدريب تلاميذه على عدم حبّ القنية. دخل، ذات مرة، بستان راهب كان يقيم بالقرب منه وأخذ يقلع البقول من الأصول. فلم يضطرب الراهب ولا حرّك ساكناً. وإذ أتى القديس على كل البقول إلا واحدة بادره الراهب ببساطة قلب: إن شئت يا أبانا فاترك هذه ليكون لنا أن نبذر منها! عندئذ علم الشيخ أن هذا الراهب خالص عند الله وليست الزراعة له قنية، فقال له: لقد استراح روح الله عليك يا ولدي! ثم التفت إلى أخ رافقه وقال له: لو حزن على النبات لبان عليه وأنا أقلعها، ولكنها كانت عنده كلا شيء. هكذا يعرف الشياطين إذا كانت محبّة القنية فينا. |
18 - 05 - 2019, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
جزاء من يكفرون
ومرة، أثناء سيره في البريّة الداخلية، صادف جمجمة إنسان فحرّكها بعصاه وبدأ يبكي متضرّعاً إلى الرب الإله أن يعرّفه بقصة صاحبها. فخرج منها صوت يقول له: أعلمك إني كنت ملكاً لهذه الأماكن، وكانت هنا مدن كثيرة، وكنا نعبد الأصنام وندعوها آلهة ونعمل لها أعياداً واحتفالات. وها أنا اليوم كما ترى! فازداد مكاريوس بكاء وسأل: وما حالكم اليوم؟ فأجاب: نحن في عذاب مرّ لأننا لم نعرف الله. لكن عذابنا أخفّ من عذاب الذين عرفوا الله و آمنوا به ثم جحدوه. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
أية صلاة؟
راهب اسمه بولس كان يعمل أقل ما يمكن لسدّ حاجة نفسه، وبقية وقته كان يقضيها في صلاة مستمرة. صلواته جاوزت الثلاثمائة كل يوم حسب ترتيب الصلوات آنذاك. هذا التقاه مكاريوس فوجده حزيناً فسأله عن سبب تكدّره، فأجابه: سمعت عن عذراء تتلو خمسمائة صلاة في اليوم فاحتقرت نفسي. فقال له الشيخ: لقد عشت في الحياة النسكية ستين سنة وأنا أتلو كل يوم خمسين صلاة واستقبل الإخوة الذين يأتون إليّ وأعمل ما فيه كفايتي. ولا يلومني عقلي إنني مقصِّر من جهة الله. فهل أنت الذي تصلّي كل هذه الصلوات تُدان من أفكارك؟! ربما لا تقدّم هذه الصلوات بنقاوة أو لعلّك قادر على أن تعمل أكثر ولا تعمل. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
أدوات الشيطان
أثناء سير مكاريوس، مرة، في أقصى البريّة التقى شخصاً هرماً يحمل حملاً ثقيلاً حول جسده. وكان الحمل عبارة عن أوعية في كل منها ريشة وكان لابساً إيّاها عوضاً عن الثياب. فتعجّب مكاريوس من منظره وسأله باسم الرب أن يقول له من هو وما هذه الأدوات التي يحملها. فأجاب الهرم بغير اختياره: أنا من يقولون عنه إنّه شيطان محتال. وهذه الأوعية هي ما أجتذب الناس به إلى الخطيئة مقدِّماً لكل عضو من أعضائهم ما يناسبه من الخديعة. فإذا أردت أن أُضلّ من يقرأ نواميس الله وشرائعه أدّهنه من الوعاء الذي على رأسي. ومن أحب السهر في الصلوات والتسابيح أخذت من الوعاء الذي على حاجبيّ ولطّخت به عينيه لأجعل عليهما نعاساً ونوماً. والأوعية الموجودة على مسامعي معدّة لعصيان الأوامر. والتي عند أنفي اجتذب بها الشبّان إلى اللذّة. والتي عند فمي اجتذب بها النسّاك إلى الأطعمة أو أشدّهم إلى الوقيعة والكلام القبيح. من كان راغباً وزّعت عليه بذار أعمالي. ومن كان متّكلاً على نفسه جعلته يتعالى بالأسلحة التي في عنقي. أما التي عند صدري فمخازن أفكاري أُسكر بها الفكر وأصرف الصالحات من الأذهان. أما الموجودة عند جوفي فمملوءة من عدم الحس. أما التي تحت بطني فأسوق بها الراغبين إلى سائر ضروب الزنى والفسق واللذّات القبيحة. والتي على يديّ فمعدّة للضرب والقتل. والتي وراء ظهري مخصّصة لنصب الفخاخ للذين يقاومونني. والتي على قدميّ فللعثرات أعرقل بها طرق المستقيمين. وبعدما قال هذا صار دخاناً واختفى. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
حسد الشيطان
جاء كاهن وثني إلى مكاريوس، يوماً، فسجد أمامه وسأله أن يعمِّده ويرهبنه. فتعجّب القديس وسأله كيف يريد أن ينضمّ إلى المسيح من دون وعظ، فأجاب: كان لنا عيد عظيم وما زلنا نصلّي إلى منتصف الليل حتى نام الناس. فجأة رأيت داخل أحد هياكل الأصنام ملكاً عظيماً جالساً وحوله كثيرون. فأقبل إليه واحد من غلمانه وأخبره أنه آت من المدينة الفلانية وقد نجح في جعل كلمة صغيرة في قلب امرأة رشقت بها امرأة أخرى فلم تحتملها فأدّى ذلك إلى شجار كبير بين الرجال أودى بحياة الكثيرين في يوم واحد. فقال الملك لأعوانه: أبعدوه عني لأنه لم يعمل شيئاً! |
||||
18 - 05 - 2019, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
ثم تقدّم غلام ثان وأخبر أنه آت من بلاد الهند حيث وجد داراً تحترق، فوضع في قلب أحد الأشخاص أن يتّهم آخر وشهد عليه كثيرون بالزور. فقال الملك: أبعدوه عني لأنه لم يعمل شيئاً!
ثم تقدّم ثالث وأخبر كيف أنه تسبّب في حرب بحرية غرقت على أثرها عدة سفن. فقال الملك: أبعدوه عني لأنه لم يعمل شيئاً! ثم تقدّم رابع وخامس وسادس وأخبروا بما عندهم فلم يسرّ الملك بأي منهم وأمر بإبعادهم جميعاً لأنهم لم يعملوا شيئاً! أخيراً تقدّم غلام وقال إنه آت لتوّه من الإسقيط وقد قاتل راهباً واحداً أربعين سنة فصرعه لتوّه وأسقطه في الزنى. فلما سمع الملك بالخبر انتصب وقبّله ونزع التاج عن رأسه وألبسه إيّاه قائلاً: حقاً لقد قمت بعمل عظيم! وتابع كاهن الأصنام قائلاً: فلما رأيت أنا كل ذلك، وقد كنت مختبئاً في الهيكل، أدركت عظم الرهبنة فخرجت وجئت إليك. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
تضاهيانه في السيرة
طلب مكاريوس يوماً من الرب الإله أن يدلّه على من يضاهيه في السيرة، فجاءه صوت يقول له: تضاهيك امرأتان في المدينة الفلانية. فأخذ عصاه وخرج إلى هناك. فلما وصل سأل وتقصّى عنهما، فدلّوه على بيتهما. فلما قرع الباب فتحت له إحداهما ثم سجدت إلى الأرض دون أن تعرف من يكون. ولما عرفت الثانية بقدومه جاءت هي أيضاً وسجدت. ثم قدّمتا ماء لرجليه وبسطتا له مائدة ليأكل، فلم يشأ قبل أن تخبراه عن نفسيهما قائلاً لهما إنه مرسل من الله. فارتعدتا وسقطتا على وجهيهما باكيتين. فأنهضهما، فقالتا له: ماذا تطلب منا أيها القديس ونحن خاطئتان؟! وبعدما ألحّ متضرّعاً إليهما ألاّ تحرماه من خبرهما لمنفعة نفسه، أجابتا: إننا غريبتان في الجنس إحدانا عن الأخرى. تزوّجنا أخوين حسب الجسد ولما طلبنا منهما أن نمضي ونسكن في بيت للعذارى لنخدم الله بالصلاة والصوم أبيا. فجعلنا على نفسينا قانوناً أن تسلك إحدانا مع الأخرى بكمال المحبّة الإلهية. وها نحن نحفظ نفسينا بصوم دائم إلى المساء وصلاة مستمرة. وقد أنجبت كل منا ولداً. فمتى نظرت إحدانا ابن أختها يبكي أخذته وأرضعته كما لو كان ابنها. أما رجلانا فراعيا غنم وماعز لا يعودان إلينا إلا عند المساء فنقبلهما كأخوين قدّيسين. ونحن مسكينتان بائستان، وهما دائبان على الصدقة ورحمة الغرباء. ولم نسمح لنفسينا أن تخرج من فم الواحدة منا كلمة عالمية بطّالة. فلما سمع مكاريوس ما قالتاه خرج يقرع صدره ويلطم وجهه قائلاً: ويلي، ويلي! ولا مثل هاتين المرأتين لي محبة لقريبي". |
||||
18 - 05 - 2019, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
صانع المعجزات
ينسب إلى القدّيس مكاريوس عدد من المعجزات بينها هذه: نزل القديس مرة إلى الحصاد ومعه بعض الإخوة. وكانت هناك امرأة تلتقط خلف الحصّادين ولا تكفّ عن البكاء. فسأل من تكون وما سبب بكائها، فعلم أن رجلها حفظ وديعة لإنسان مقتدر، ثم مات فجأة والمرأة لا تعلم من موضع الوديعة شيئاً. فلما حانت استراحة الحصّادين، دعا القدّيس المرأة وقال لها: هيّا، أريني قبر زوجك! فذهبت به إلى المقبرة. فلما وصلوها صلّى مع الإخوة ثم نادى الميت قائلاً: يا فلان! أين تركت الوديعة التي عندك؟ فخرج من المقبرة صوت قال له: إنها في بيتي تحت رجل السرير. فقال له القديس: عد إلى رقادك! فتعجّب الإخوة! فقال القديس: ليس من أجلي كان هذا الأمر، لأني لست شيئاً، بل من أجل الأرملة واليتامى. فلما سمعت المرأة بموضع الوديعة انطلقت وأخرجتها من مكانها وأعطتها لصاحبها. وكل الذين سمعوا بما جرى سبّحوا الله. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
كهنوته
سيم مكاريوس في حياته كاهناً. هذا أمر مؤكّد. متى كان ذلك، ليس ثابتاً. المخطوطات القديمة كالقبطية والعربية تقول إنه لما كان عائشاً في قلاّيته بريف مصر، جاء أهل القرية واختطفوه ورسموه قساً. ولما لم يجد نفسه أهلاً لهذه الوظيفة الشريفة هرب إلى قرية بعيدة حيث كان يتردّد عليه رجل بار ويأخذ منه شغل يديه ويسدّ احتياجاته. أما سوزومينوس المؤرّخ فيقول إنه صار كاهناً في سن الأربعين، في نهاية اعتكافه الأول الذي دام عشر سنوات. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
مكاريوس وأنطونيوس
يستفاد من الأبحاث أن مكاريوس وأنطونيوس التقيا مرتين. المرة الأولى في بداية نسك مكاريوس والثانية بعدما تقدّم فيه. وقد ورد أن قدّيسنا كشف فكره لأنطونيوس كابن لأبيه وإن أنطونيوس قبّل رأسه وقال له: يا ابني مقاره، إنك عتيد أن تصير مغبوطاً كاسمك! وقد وعظه وأيّده بكلام كثير وعرّفه بقتالات العدو. ولما طلب منه مقاره أن يقيم عنده أطلقه قائلاً: كل واحد منا يلزم الموضع الذي دعاه الرب إليه! هذا في الزيارة الأولى. أما الزيارة الثانية فتمّت بعد ذلك بزمان طويل وكان الدافع إليها ازدياد حروب العدو على مكاريوس وحاجته إلى النصح بشأن الرعاية وقيادة النفوس وغير ذلك. كذلك ورد أن أنطونيوس سلّم مكاريوس، أثناء زيارته الثانية، عصاه العتيقة تعبيراً عن تسليمه أمانة التدبير الرهباني له من بعده. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس البار مكاريوس الكبير |
القديس البار مكاريوس الإسكندري |
القديس البار نيكون الكييفي المدعو |
البار سيرابيون السباني المصري (القرن4م) |
القديس البار استفانوس المعترف المدعو دونالي (القرن10م) |