وهناك أمر مهم جدا : بما أن القديسين الأموات لايعرفون عنا شيئا ولايسمعوننا فهم حتما لايستطيعون سماع صلاتنا عندما نصلي في قلوبنا , لأن الله وحده ( فاحص القلوب ومختبر الكلى ) لذلك يقول في ( ياسامع الصلاة اليك يأتي كل بشر ) ولم يقل ياسامعي الصلاة اليكم يأتي كل بشر, ثم هنا يقول كل بشر , فجمبع القديسين هم بشر مثلنا, وبما أنهم مثلنا بحاجة أن يصلّوا لله فلا يمكننا بالحري أن نصلي لهم , فمن هو بحاجة أن تغفر خطاياه لايستطيع أن يغفر لغيره , والمسيح وحده بدون خطية هو الذي يستطيع أن يغفر , وأن يخلّص , وأن يقوّي , وأن يساعد , وأن يعضد . فالمريض الذي شفي لايستطيع أن يشفي غيره , علينا أن نذهب الى الطبيب الذي شفاه حتى ننال نحن أيضا الشفاء, الذي هو الرب يسوع .
ثم أن الرسل بالعهد الجديد والتلاميذ من بعدهم لم يصلوا ولا لأي قديس ميت, ولم يطلبوا شفاعة أي قديس ميت, ولا حتى علّموا شيئا عن هذا الأمر على الإطلاق, ولا يوجد ولا شاهد واحد في العهد الجديد ولا حتى في القديم يوصي أو يطلب من, أو يسمح بصلاة لأي قديس ميت أو طلب شفاعته . بل على العكس يوصي أن الصلاة هي لله وحده ( للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد) وأكثر من هذا يقول بولس في رسالته الى أهل غلاطية 1: 8 -9 ( ولكن إن بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما كما سبقنا فقلنا أقول الآن أيضا ان كان احد يبشركم بغير ماقبلتم فليكن أناثيما ) أي اذا كان كلام أحد ما, مهما على شأنه يتعارض مع كلمة الله ليكن مرفوضا .
إن هذا يسلب مجد الله , وهو ما يكرهه لأنه إله غيور يغار على مجده لأنه هو الخالق وهو موضع العبادة وبهذا نخالف أول وصية " أن نحب الرب إلهنا من كل قلوبنا ومن كل نفوسنا " فلنقرأ الكتاب المقدس ونفحص هذا الأمر عليه .