رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا يبدو الوقت أسرع لكما تقدمنا بالعمر
كثيرًا ما تتردد عبارة “أين ذهب الوقت؟” على ألسنة البالغين خاصةً بعد فترة منتصف العمر. هذا الشعور الغريب لا يشمل الأطفال والمراهقين ومن هم في منتصف العشرينيات، والذين لا يُبدون قلقهم من مرور الوقت بسرعة كما يشعر به الأكبر سنًا؟ فما هو السبب في هذا الشعور؟ عند الحكم على مرور الزمن، فإننا نأخذ بعين الاعتبار منظورين: منظور استشرافي، أثناء وقوع الحدث، ومنظور استرجاعي بعد وقوع الحدث. في هذا الصدد علّقت العالِمة النفسية كلوديا هاموند، على أن إحساسنا بالوقت يختلف حسب نوع التجربة والعمل الذي نفعله. فإن كانت تجربتنا الحالية جديدة، فإن الدماغ سيعمل على تسجيلها على شكل ذكريات في الدماغ، وكلما كانت الذكريات أكثر سنشعر كأن الوقت يمر ببطء. لكن عند استرجاع هذه الذكريات وتكرار نفس التجربة مرارًا وتكرارًا، فإن الوقت يبدو كأنه يمر بسرعة عندما ننظر إليه من منظور استرجاعي، ويُطلق على هذه الظاهرة اسم “Holiday Paradox”. وبعبارةٍ أخرى وأكثر وضوحًا، فإننا خلال مرحلة الطفولة والشباب نكتسب الكثير من الخبرات وتختبرنا الحياة بالعديد من التجارب الحياتية الجديدة، سواءً على بند العمل أو الحياة الاجتماعية، ما يجعلنا نشعر أن الوقت يمر ببطء. غير أننا كبالغين خاصةً بعد تعدي الأربعينيات من العمر، فإن التجارب الجديدة تقل، وتُصبح الحياة أكثر رتابة والروتين اليومي هو المسيطر على الحياة، من الاستيقاظ باكرًا إلى الذهاب للعمل ثم العودة للمنزل وما إلى ذلك من النشاطات المعتادة، ما يجعل الأيام تُصبح أكثر شبهًا ببعضها والوقت يبدو أكثر سرعة. في هذه المرحلة، تبدو سنوات حياتنا المبكرة على شكل ذكريات في الدماغ، فيبدو كأننا عشنا طويلًا واستمرت لزمنٍ أطول، ما يجعلنا نحكم على الحاضر أنه يمر بصفة أسرع. |
|