منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 09 - 2018, 04:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,147

لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها
لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها


تمهيــــــــــد
في الواقع المسيحي الأصيل حسب الإنجيل،
فأن الله دعانا دعوة مجانية – خاصة عُليا شريفة مقدسة – لحياة جديدة أبديه، تتميز بالراحة الداخلية والفرح والعزاء العميق – على مستوى الروح – الذي لا يُنزع منا أبداً، مهما ما اشتدت التجارب والمشقات، والراحة التي تُميز هذه الحياة الجديدة، ليست هي الراحة الطبيعية بالنسبة للجسد، بل هي راحة المسيح الخاصة: لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ؛ تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ[1]، لذلك فهي ليست مثل الحياة الأولى التي كانت حسب الجسد، والحال الذي نعيشه برضا وقبول، من جهة الواقع وتوقع الموت حسب ضعف الطبيعة الإنسانية، لأن واقعية الحياة الجسدية هي حياة تعب ومشقة: اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَباً[2]، كما أنها أيضاً ليست مثل الحياة التي كانت بحسب الناموس الطقسي في العهد القديم، والتي كانت مرتبطة بالجهد البشري المبذول للوصول لحياة البرّ والقداسة والتقوى، والذي فيه صراع مرير مع النفس، ومحصلته نتيجة ضعيفة للغاية لا تُذكر.
+ لاَ بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغَسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ؛ إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.[3]
فهذه الدعوة هي دعوة سماوية خاصة،
فيها نتعرف على أبوة الآب في المسيح، إذ أنه أعلن محبته الشديدة لنا، ولكنه لم يُعلنها لنا بمنطوق الكلام والنظريات وعرض للأفكار الرفيعة السامية، بل بظهور خاص بسيط للغاية، مُعلن وظاهر أمام الجميع (حسب التدبير)، لا كمجرد زيارات مخصصه لبعضاً من الناس المُميزين، بطرق معينة مختلفة كثيرة (من أجل رسالة خاصة يُقدمها لنا لكي يعطينا تشريع جديد أو مجموعة من الوصايا)، ولا عن طريق وسطاء من أنبياء أو ملائكة أو قديسين ولا حتى أتقياء، بل بظهوره الخاص والشخصي في نفس ذات الجسد عينه الذي لنا، ليُقدسه وينقل لنا حياته الخاصة ويزرعها فينا، إذ يُلبسنا ذاته، لأن الله لم يحبنا بفلسفة أفكار ولا كلام منطوق أو مكتوب بحبر على ورق، بل بالتواضع العجيب، أي بالإخلاء والبذل والعطاء الظاهر الملموس واقعياً، لذلك فأن عطيته لم تكن عطية عادية، ولا حتى مجرد وعد، ولا حتى بركات مختلفة تُعطى لحساب الجسد من أجل معيشته اليومية وكل ما يخص الحياة الحاضرة، بل ببذل اللوغوس، أي ببذل الابن الوحيد لأجل حياة العالم.
رد مع اقتباس
قديم 26 - 09 - 2018, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها


+ ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا؛ الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبرّ: لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكيلا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية؛ وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته؛ وعرفتهم اسمك وسأُعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم.[4]
وهذه الدعوة المقدسة – لأجل الحياة في الابن الوحيد
الذي قال بإعلان مُباشر واضح صريح في صلاته [أكون أنا فيهم[5]] – هي الطريق الوحيد الأوحد المؤدي لحضن الآب[6]؛ وهي تبدأ – عادةً – بقرع القلب، بنداء التوبة والإيمان (معاً متلازمين) للخروج (بنداء المسيح الرب بروح الحياة) من حياة قديمة حسب الجسد، من جهة الحس الطبيعي الذي للإنسان الواقع تحت سلطان الخطية بالموت، لحياة أُخرى جديدة حسب الروح لا يوجد فيها موت، بل عبور أي بصخة مقدسة فيها عبور من الموت للحياة كما حدث لشعب إسرائيل حينما عبروا البحر الأحمر وهربوا من الموت لحياة أُخرى جديدة ومختلفة عن التي عاشوها في أرض مصر، لأن الانسان القديم أي الإنسان الطبيعي – الذي يحيا في أرض العبودية تحت سلطان الخطية والموت – لا يَتَقَبَّلُ أمور روح الله لأنه يجهلها ولا يستطيع أن يعرفها ويستوعبها (من جهة الخبرة والتذوق)، لأن تمييزها يحتاج لحس إنسان جديد روحي سماوي[7].
فالدعوة المقدمة لنا هي دعوة إبراهيمية[8]– بالدرجة الأولى – للخروج
من حياة الإنسان الطبيعي الجسداني المحصور في زمانه الخاص ومرتبط بالأرض الملعونة بسبب الخطية، لحياة الإنسان السماوي الروحاني في المسيح يسوع، أي أنه مدعو للحياة الجديدة[9] التي تستمر بالتقديس وتنمو بحياة القداسة في المحبة، لأن الإنسان لا يقدر أن يدخل في شركة مع الله بحياته الطبيعية القديمة والتي بحسب الجسد، لأنه لن يستطيع، لأن طبيعياً المولود من أسفل لا يستطيع أن يرتقي للعلو الشاهق المجيد الذي لله الحي الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يُدنى منه، الذي لم يرهأحد من الناس ولا يقدر أن يراه[10]، لأن الإنسان لا يقدر أن يصعد لله من ذاته وحسب قدرته الطبيعية، وذلك بكونه يحمل الموت وكيانه كله مملوء ظُلمه، ولا يستطيع – مهما ما بلغ من قوة أو مقدرة – أن يكيف قواه الخاصة لتحتمل المجد الإلهي الفائق[11]

  رد مع اقتباس
قديم 26 - 09 - 2018, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها

والطبيعة نفسها تُعلمنا
أن لو كان هناك إنسان مدعو للهجرة ليبدأ حياة أُخرى – غير الحياة التي كان يحيا فيها – بجنسية جديدة، فأنه – تلقائياً – يستعد للسفر، إذ قد قرر أن يترك كل ما ورائه، حاسباً نفقة الطريق، جامعاً لنفسه الزاد الذي يكفي رحلته، والملابس التي تنفعه، والسلاح المُناسب ليدافع به عن نفسه ضد أخطار الطريق، وهكذا أيضاً السائح المسيحي في درب الرب حسب دعوته العُليا المقدسة الشريفة، الذي فيها ينال الجنسية السماوية، فهو يحتاج لطعام وشراب فوقاني، وملبَّس من نوع خاص ليرتديه، وسلاح ذات قوة فعالة، متمرساً في استخدامه، لكي يقاوم لصوص الطريق وأعداءه ويغلبهم بقوة رب الجنود الكامل[12].
والله حينما دعانا بالمجد والفضيلة


مُخلصاً إيانا من مذلة العبودية لشهوات الجسد، فأن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما يُناسبنا للحياة والتقوى، لأنه لم يتركنا لحالنا لكي نجاهد بقدرتنا ونكتسب الفضائل بمجهودنا الذاتي، بل صار لنا – بشخصه – زياً وقوتاً وزاداً في الطريق، وهذه هيَّ خُلاصة دعوتنا ومسيرتنا وكل ما لنا في الطريق الذي دعانا لنسير فيه نحو الغاية الذي وضعها لنا كالتدبير:
(1) أن لم تؤمنوا إني أنا هوَّ تموتون في خطاياكم: (لأني) أنا هوَّ الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف؛ متى رفعتم ابن الانسان فحينئذ تفهمون إني أنا هوَّ؛ أنا، أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا اذكرها.[13]
(2) أنا هوَّ نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة؛ أنا هوَّ القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا؛ أنا هوَّ الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية؛ أنا هوَّ الباب أن دخل بي أحد فيخلص، ويدخل ويخرج ويجد مرعى؛ أنا هوَّ خبز الحياة، من يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً؛ أنا هوَّ الخبز الحي الذي نزل من السماء، أن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد، والخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم.[14]
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 09 - 2018, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها


فمجموعة الآيات الأولى (1)
تُعبَّر عن القاعدة والأساس المبني عليه مسيرتنا في الطريق، وهو رفع عائق الخطية[15] والموت، أي الخلاص (شفاء النفس) والحصول عليه بالإيمان (وحده) لكي نتبرر ويكون لنا سلام مع الله، وذلك لكي نستطيع أن نحيا في شركة مع الله بسهولة دون مانع أو عائق.
أما مجموعة الآيات الثانية (2)
تُعبِّر عن السير الإيجابي والعملي في الطريق، بتبعية أمانة لمسيح القيامة والحياة، لكي تُكتب سيرتنا في السماوات، وتُخط بأشواق المحبة الصادقة نحو العريس السماوي (وهي تُعبِّر عن واقعية التبرير بالإيمان وفاعليته، لأن لو التبرير نظري فكري فلسفي لن يُترجم لمسيرة، بل سيظل مجرد فكر يوحي للإنسان أنه عايش بالبرّ وهو أبعد ما يكون عنه)
+ لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ؛ كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ؛ اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ؛ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ؛ اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ؛ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ؛ فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا؛ وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي لِلَّهِ فِينَا. اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ؛ بِهَذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً.[16]
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 09 - 2018, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها

وبناء على ما سبق علينا الآن
أن نتعرَّف على مسيرتنا الجديدة في طريق الحياة الأبدية، لأن كل طريق وله شروطه الخاصة للسير الشرعي فيه، وأي خروج عن هذا الطريق الشرعي المُحدد، يجعل الإنسان يتوه وقد يذهب لطرق أخرى كثيرة خدَّاعة قد يهلك فيها، لأنه لن يصل لهدفه أبداً، بل سيحيد عنه بالضرورة، ويضل طبيعياً بكونه لا يعرف قانون الطريق معرفة صحيحة ومن اين يبدأ المسير، وما هي ملامح الطريق وشكله لكي يعرف أنه يسير سيراً سليماً ولا يدخل في حالة التيه التام، لأن إذا تاه الإنسان فأنه في النهاية سيفقد دعوته تماماً، لأنه توجد إغراءات بطرق مُغرية جداً تظهر مستقيمة في عينيه، لأنها تأثر في مشاعره، وتُثير عاطفته وتُهيجها، وتُشبع عقله، لكن نهايتها الموت والظلمة الدائمة، وذلك مثل المسافر حينما يرى على جانبي الطريق أسواق تحتوي على بضاعة ترفيهية مُغرية، فإذا انجذب نحوها فأنه يشتريها ويدفع فيها كل ما معهُ، حتى لا يبقى من مصاريف سفره شيئاً فتتوقف مسيرته ومن ثم يذهب ليبحث عن عمل في أي مكان لكي يستطيع أن يحيا ويعيش ويأكل ويشرب، حتى أنه ينسى سفره وربما يرتبط بالمكان ولا يتركه أبداً فيضل عن غايته ويضيع الهدف الذي من أجله خرج من البداية.
+ توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت؛ كل طرق الإنسان مستقيمة في عينيه والرب وازن القلوب؛ ويلٌ لكم أيها الذين فقدوا الصبر وتركوا الطرق المستقيمة ومالوا إلى طُرق السوء.[17]
لذلك علينا الآن بعزم قلب يُريد ويبتغي أن يسير في طريق البرّ،


طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع، أن نقرأ هذا الموضوع بتدقيق وتركيز عظيم، لكي نسير بخطوات ثابتة غير مرتعشة أو بنفس مترددة برأيين، لكي نصل للهدف الذي أمام أعيننا: رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه؛ اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم، نقوا أيديكم أيها الخطاة وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين[1]
________________
[1] (يعقوب 1: 8؛ 4: 8)
[1] (عبرانيين 4: 10؛ متى 11: 28)
[2] (أيوب 14: 1)
[3] (تيطس 3: 5؛ غلاطية 2: 16)
[4] (رومية 5: 8؛ يوحنا 1: 18؛ 3: 16؛ 17: 3، 26)
[5] وعرفتهم اسمك وسأُعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم (يوحنا 17: 26)
[6] [قَدْ أَتَيْتُمْ... إِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ؛ لأَنَّهُ يُوجَدُ إلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ؛ وَلأَجْلِ هَذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُّوُونَ – إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ – يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ (عبرانيين 12: 22، 24؛ 1تيموثاوس 2:5؛ عبرانيين 9: 15)]
[7] (1كورنثوس 2: 14)
[8] القصد دعوة الله لإبراهيم الذي قال له أترك أهلك وعشيرتك وأذهب للأرض التي أُريك، فأطاع وترك وخرج وهو لا يعلم إلى أين يذهب
[9] إذاً أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً (2كورنثوس 5: 17)
[10] (1تيموثاوس 6: 16)
[11] فقلت ويلٌ لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين، لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود (أشعياء 6: 5)
[12] (أفسس 6: 11، 13)
[13] (يوحنا 8: 24؛ 10: 11؛ 8: 28؛ أشعياء 43: 25)
[14] (يوحنا 8: 12؛ 11: 25؛ تثنية 5: 6؛ يوحنا 10: 9؛ 6: 35؛ 6: 51)
[15] الخطية التي تسببت في الموت وطرد آدم من حضرة الله ومنعته عن ان يرى النور لأن الظلام استحوذ عليه وأفقده الاستنارة
[16] (غلاطية 5: 6؛ أفسس 1: 4؛ نشيد 8: 6؛ كولوسي 3: 14؛ 1كورنثوس 13: 8؛ 1يوحنا 4: 7، 10، 16، 17)
[17] (أمثال 14: 12؛ 21: 2؛ سيراخ 2: 16)
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 09 - 2018, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها

الجذب الإلهي
لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها


واقعياً لا يُمكن أن يبدأ إنسان في المسير في طريق من نهايته ولا من منتصفه،
بل لا بُدَّ من أن يبدأ الطريق من بدايته، ويدخل إليه قانونياً أي دخولاً شرعياً، والدخول الشرعي يبدأ من باب الطريق، لأن لكل طريق صاحب هو وحده من يفتح الباب لمن يقرع، وذلك لكي يدخل قانونياً، لأنه لا يستطيع أحد أن يَعبُّر من مكان آخر، أو شخص غريب يفتح له الباب ويدخله وهو ليس صاحب هذا الطريق، لأنه – أن دخل بأحد هذه الطرق – سيعتبر سارق ولص، مصيره الطرد بلا شفقة، فباب الطريق المؤدي للحياة قد أُغلق بسبب التعدي والسقوط، لأن من المستحيل أن ينظر أحد الحُسن الذي لشمس النهار ويتفرس فيه بعينيه، لأنه سيُصاب بالعمى، لأن عينيه غير مُهيأتان لتلك الرؤية وهذه المشاهدة، وهكذا لن يستطيع أحد أن ينظر وجه نور الحياة، أي وجه الله المُنير ببهاء مجد القداسة الغير منظور ويُعاينه، ويسلك في الطريق السماوي المجيد، وكلهُ ظُلمة، يحيا تحت سلطان موت الخطية والفساد، لأنه لن يصمد أمام النور، لذلك الرب قال لموسى: لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش[1]؛ وكل هذا بسبب الظلمة التي سيطرت على الإنسان وزحفت على كل كيانه داخلاً، وظهر ثمرها خارجاً، حتى أنه لم يعد يحتمل النور.
فكما أن الإنسان الطبيعي لا يحتمل أن يعيش على سطح الشمس الساطع،
بل يهرب من حرارتها الحارقة، هكذا الإنسان يهرب من وجه الله الحي، لأنه لا يحتمل الوجود في حضرته من شدة قوة بهاء القداسة المُطلقة التي تشع من طبيعته الفائقة، فالإنسان لكي يرى الشمس وينظر إليها أو يعيش عليها، لا بُدَّ، بل ومن الضرورة، أن يحدث تغيير وتحوِّل جذري في طبيعته الخاصة، أي أن عينيه يتم معالجتها معالجة خاصة ليقوى على النظر، وأيضاً طبيعة جسده تتغير لتتوافق مع قوة نيران الشمس المتقدة ويستطيع أن يحيا على سطحها دون أن يحترق بلهيبها أو يتضايق من حرارتها وقوة نورها الساطع.
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 09 - 2018, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها

فمن أجل ذلك أتى المسيح الرب ليفتح لنا باب المجد المنغلق علينا نحن الضالين
ويدخلنا من خلاله إلى الآب: "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي"[2]، وبكونه هو من نفس ذات طبيعة الآب المُشرقة، وواحد معه في الجوهر النوراني الشديد البهاء والنقاء المطلق، لبس جسدنا غارساً نفسه في طبيعتنا باتحاد لا يقبل الافتراق، لكي كل ذي جسد يؤمن به يستطيع أن يحتمل نور طبع لاهوته الخاص حينما يساكنه، لذلك جدد طبيعتنا بطبعه وأعطانا طبع آخر جديد سماوي يحتمل رؤية الله ويتعايش معه، بل ويتحد به اتحاداً سرياً فائقاً.
ولكي نصير فعلياً مؤهلين لحياة الشركة الأبدية
فأنه على مدى حياتنا معه – هنا على الأرض – يستمر في أن يُجددنا على صورته ويُلبسنا ذاته ويعطينا حياته الخاصة، لكي نتشرب من نوره وتصير طبيعتنا كلها نور[3]، وبذلك نستطيع أن نُعاين النور[4] بفرح، ونحيا مُكرسين القلب والحياة كلها له[5]، لأنه يُكيف كل قوانا لتتناسب مع لقاء الله والحياة في ملكوت مجده الأبدي[6]، لأنه أن لم يُكيف كل قوانا (بروحه الخاص) ويغيرنا إليه، كيف نستطيع أن نعيش مع الله إلى الأبد في ملكوت محبته؟
فمن المستحيل أن نأتي إلى الآب ونتعايش معهُ بطبع آخر غريب عنه،
لا يتوافق مع قداسته وطبيعة نقاوته، ولذلك لا نستطيع أن نجرؤ – من تلقاء أنفسنا – أن نتقدم إليه باسمنا الشخصي ولا بطبعنا الساقط الميت، مهما ما عملنا من أعمال إنسانية سامية للغاية، وقدمنا أعمال رحمة عظيمة تفوق كل وصف، لأننا لا نقترب إليه بشيء آخر غير باسم ابنه الوحيد مستترين فيه[7]، لأنه هو الباب (وحده فقط) المؤدي للحياة، ولا يوجد اسم آخر تحت السماء به ينبغي أن نخلص أو نقترب به إلى الآب السماوي.
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 09 - 2018, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها

فنحن لن نستطيع – في المطلق – أن نفلت من الموت للحياة
إلا في المسيح يسوع ربنا وحده، لأنه مكتوب: "لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت"[8]، لأننا لا نقدر أن ندخل إلى محضر الآب إلا لو عُتقنا من ناموس الخطية والموت أولاً، ودخلنا في حرية مجد أولاد الله[9]، لأن في الحضرة الإلهية لا يوجد موت ولا ظلمة ولا شبه خطية إطلاقاً، لأن الله قدوس لا يتعامل أو يقبل شبه شرّ، لأن بسبب طبيعته الكاملة في النقاوة لا يقدر أن يقترب إليه أحدٌ قط إلا من يتساوى مع قداسته وطُهره المُطلق[10]، لذلك الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو وحده فقط الباب المؤدي إليه، ولم ولن يوجد آخر سواه، وذلك لأنه يدخل إليه باستحقاق بره الخاص، وقداسته المتفقة بانطباق تام مع طبيعته (طبيعياً)، لأنه واحد معه في الجوهر.
لذلك لن نستطيع، تحت أي مُسمى أو مبدأ أو شكل أو صورة،
أو مهما ما كان عندنا عظمة أعمال صالحة، أن ندخل للطريق المؤدي للحضن الإلهي الأبوي إلا بالمسيح يسوع ربنا وحده، بل ووحده فقط، وفقط لا غير، فلم ولن يوجد (في الوجود كله) طريق آخر سواه، وهذا طبعاً بشكل قاطع مُطلق، لأننا لن نستطيع أبداً أن نصنع قداسة تتفق مع قداسة الله، أو نتقدم بكمالنا لكي نستحق أن ندخل لحضرته بلا عائق أو مانع، وذلك مهما ما كانت أعمال صلاحنا، بل وأن صارت طُرقنا ومسالكنا كلها مستقيمة، لأنه وضع شكل كمالنا وقداستنا الذي ينبغي أن نكون عليه، وأظهر عجزنا عن تتميمه عن قصد إذ قال: فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل؛ كونوا قديسين لأني أنا قدوس[11]
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 09 - 2018, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها

وهذه الوصايا المُلزمة تجعلنا نتوقف كثيراً أمامها
لأنها تُعتبر صدمة لكل إنسان أمين يسمعها، فهذه الآيات هي المفتاح الحقيقي لطريق البرّ المرسوم من الله، وأمامها يجد الإنسان نفسه في حالة من الفلس المروع والعجز التام، لذلك ليس أمامه سوى أن يعترف بعجزة، متوسلاً إلى الله بانسحاق وتواضع قلب، لكي ينعم عليه ويُلبِسه قداسته وكماله لكي يستر عورته: فمررت بكِ ورأيتُكِ وإذا زمنك زمن الحب، فبسطت ذيلي عليكِ وسترت عورتكِ، وحلفتُ لكِ ودخلت معكِ في عهد يقول السيد الرب: فصرتِ لي؛ اشير عليك ان تشتري مني ذهباً مُصفى بالنار لكي تستغني، وثياباً بيضاً لكي تلبس، فلا يظهر خُزي عُريتك وكحل عينيك بكحل لكي تبصر.[12]
عموماً حينما نعي هذه الحقيقة
ونؤمن بها سنجد أن الباب مفتوح على مصراعيه للجميع، لأن الرب الإله القدوس الظاهر في الجسد أعلن أنه هوَّ الباب الحقيقي: "الحق، الحق، أقول لكم أن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارق ولص، وأما الذي يدخل من الباب، فهو راعي الخراف؛ فقال لهم يسوع أيضاً: الحق، الحق، أقول لكم إني أنا باب الخراف.[13]
فالرب يسوع هو الباب والراعي والطريق في آنٍ واحد،
وكل من يأتمنهم على الرعية دخلوا من خلاله إلى الحظيرة، وهو الذي عينهم تحت رعايته، لأن هو الراعي الصالح، وكل من يخدم فهو خادم رعويته، لذلك لا يقدر أن يزيد أحد على إرادته أو يُنتقص منها شيئاً[14]، بل كما يُريده – حسب التدبير – هوَّ يفعله وينفذه ويعمله بكل دقة وتدقيق حسب مسرة مشيئته المُعلنة لهُ بروحه، لئلا يكون دخل من موضع آخر ولهُ رسالة أُخرى غريبة عن إنجيل يسوع المسيح، إنجيل خلاص وشفاء النفس، لذلك فهو يُقدِّم طعام مظهره حلواً لكنه فاسد يحمل رائحة موت لموت، ولا يكون للبنيان بل للهدم.
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 09 - 2018, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها

فالدخول للطريق المؤدي للحياة
لا يأتي إلا عن طريق الباب الذي هو شخص ربنا يسوع الذي قال: كل ما يُعطيني الآب فإليَّ يُقبل، ومن يُقبل إليَّ لا أخرجه خارجاً[15]، وكل حركة تنشأ فينا من نحو المسيح الرب، فهي ليست منا بل هي فعل جذب خاص نحو المسيح الرب وقت الافتقاد، ولننتبه لهذه الآيات المهمة للغاية لتتضح لنا الصورة:
+ وكما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة، هكذا افتقد غنمي وأُخلِّصها من جميع الأماكن التي تشتتت إليها في يوم الغيم والضباب.[16]
+ مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه؛ بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المُشرق من العلاء؛ فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه.[17]
+ لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ أن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني وأنا أُقيمه في اليوم الأخير.[18]
+ لأنه لاق بذاك الذي من أجله الكل، وبه الكل، وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد، أن يُكمل رئيس خلاصهم بالآلام؛ لأن المقدِّس والمقدَّسين جميعهم من واحد (من طبع واحد، لأنهم نالوا في المسيح طبيعة جديدة)، فلهذا السبب (بكونهم حصلوا على الطبيعة الجديدة) لا يستحي أن يدعوهم إخوة. قائلاً أُخبِّر باسمك إخوتي وفي وسط الكنيسة أُسبحك، وأيضاً أنا أكون متوكلاً عليه، وأيضاً ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم الله.[19]
إذاً أن لم ننتبه بكل تدقيق لعمل الله في حياتنا الشخصية،
فأننا لن نعرفه ولن نحيا في الطريق الصحيح المؤدي للحياة الأبدية، بل سنظل تائهين متغربين عنه، نتساءل أين الطريق ولا نجده، وسنسير على غير هُدى ضالين عن الحق تماماً، حتى لو كان يبدو أننا في الطريق ونخدم اسمه العظيم القدوس، فلننظر مُدققين، لأن العمل إلهي بالدرجة الأولى، وكل عملنا فقط أننا نؤمن ونطيع صوته ونسير وفق نداءه هوّ، وليس حسب أفكارنا، ولا معرفتنا، ولا تدبيرنا، ولا ميولنا، ولا دراستنا، ولا فلسفتنا.. الخ.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إننا محتاجون إلى قوته ليس فقط في الخلقة وإنما أيضًا في الوجود والاستمرار في الحياة
كيف يمكنني الحفاظ على الأمل والاستمرار في الحياة بعد التعرض لخسارة كبيرة
لا تستمر بالتظاهر أبدأ الحياة
المسيح هو الحياة، لأنه هو مصدر الحياة الروحية
كيف يمكنني أن أبدأ الحياة في طهارة؟


الساعة الآن 02:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024