لو هناك زانية مشهورة ومعروفة دخلت اجتماع صلاة، أو حضرت القداس الإلهي وطلبت أن تتناول على اساس انها تائبة، هل أحد سيصدقها ويعترف بتوبتها وهل يجوز فعلاً انها تتناول وهي مسيحية في الأساس لكنها عاشت في الزنا أكتر من 10 سنوات؟
__________________
في الحقيقة الكلام من فوق المنابر ما أسهله وما أروعه، لكن ما اصعب التنفيذ والتطبيق الواقعي العملي للأمور، لأن ما اسهل أن نكون فلاسفة في الكلمات لا في الأعمال.
+ فمن فوق المنابر وحسب العظات الإجابة طبعاً نعم، لأن من حقها تتوب وتتناول والمسيح الرب أتى ليخلص كل نفس تعود إليه وتطلبه من قلبها - دية الإجابة النموذجية المحفوظة.
+ لكن على مستوى الواقع العملي مين يصدق زانية معروفة ومشهورة ستشوة سمعة الكنيسة في وسائل الإعلام وفي كل مكان يُذكر فيه ان الزانية الفلانية دخلت الكنيسة واشتركت في الصلاة والخدام قبلوها وسطهم وكاهن ناولها - إيه يكون شكل هؤلاء سوى انهم سيتهمون بقبول الزنا، والكنيسة اشتركت في هذا الفعل وتحلله... فممكن تلاقي أنه ابتداء من الغفير لغاية أكبر واحد في الكنيسة سيقوموا بطرد سريع فوري لئلا تتشوه سمعة الكنيسة وتبقى محل التركيز الإعلامي وهياج الناس وحربهم ضد الكاهن والخدام في كل مكان، حتى في الكنائس الأخرى.
لكن في الواقع المسيحي الأصيل، كل من يفعل هذا فقد طرد المسيح الرب شخصياً الذي اتى ليُخلِّص ما قد هلك، فالكنيسة مستشفى الله التي يتواجد فيها الأعمى والأعرج والكسيح والأخرس.. الخ، بمعنى أنها مكان خاص للمرضى والأموات بالخطايا والذنوب، لأنها تُقدِّم العناية الفائقة بروح الحياة في المسيح يسوع لهؤلاء جميعاً بلا استثناء، بل وعلى استعداد أن تتحمل وزرهم وتُتهم بنفس التهمه الموجهة إليهم، ل وعلى استعداد أن تموت لأجلهم بكل رحابة صدر وشكر، لأن المسيح الرب لم يخجل من أن يُجالس العشارين والخطاة، بل وترك الزانية ان تغسل قدميه بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها، وقد اتهم من الناس أنه خاطي ويجالس العشارين والخطاة، وفي النهاية قدم نفسه ذبيحة كفارة عنهم وعن العالم كله.
فمن يخدم قد باع نفسه للمسيح الرب ووضع كرامته تحت حذائه، مستعد ان يُتهم بابشع التهم بل ويموت ايضاً من أجل أن يعود خاطي وحد لراعي النفوس واسقفها شخص المسيح الرب المحب للعشارين والخطاة، المبرر الزناه وقابل توبة الزواني ببساطة وسهولة، وهو الذي استمع للذي رفع عينيه قائلاً: اللهم ارحمني انا الخاطي.
وعموماً من ينسى نفسه ولا يدرك كم كان خاطئاً ورحمه الله حسب كثير رحمته وأعطاه نعمة ودعاه لخدمته، فهو الذي يتكبر وينتفخ ويظن أنه بار في عين نفسه فيرفض بكل عجرفة توبة غيره، ونسى أن ليس له سلطان ان يمنع أحد أو يحجب نعمة الله عن إنسان قال أنا تائب، فشدة ودينونة لتلك النفس التي تحاسب غيرها على خطاياها وتبرر نفسها مع أن من رحمها هو الرب لأن لم ولن يوجد إنسان في الخليقة كلها يستحق نعمة الله الموهوبة منه مجاناً بلا ثمن.