بدون صلاة يستحيل تماماً تكون للنفس فضيلة
+ أظن أنه واضح لكل إنسان أنه بدون صلاة يستحيل تماماً تكون للنفس فضيلة ، لأنه كيف يتسنى لإنسان أن يجاهد من أجل فضيلة ما دون أن يسأل ويتضرع ويسجد أمام واهب الفضائل ؟
+ كل من بُريد أن يعمل عملاً ناجحاً ويضمن رضا الله ، سواء في البحث عن زوجة عفيفة أو في السير بلا لوم في طريق البتولية أو في حفظ الإنسان نفسه نقياً من الحسد ، أو في أي عمل صالح آخر ، فيمكنه أن يتممه بسهولة إذا اتخذ الصلاة مرشداً له . لأن كل من يسأل عفه أو استقامة أو وداعة أو رحمة فمستحيل أن تُرفض مسألته : " أسألوا تُعطوا ... " يقول الرب ( مت7:7 ) ، وهكذا يحثنا الله على المثابرة على الصلاة ونحن خاضعون لمشيئته .
+ ربما يظن بعض الكسالى الذين يُعرضون عن الصلاة الحارة أنه يمكن لهم أن يبرروا ذواتهم باستخدامهم آية السيد الرب : " ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يعمل إرادة أبي الذي في السماوات " (مت7: 21 )
أجاوب هؤلاء أنه إذا كان ادعائهم حقيقياً ، فصلاة واحدة تكفي للخلاص ، ولكن الله يقول : " صلوا كل حين " " صلوا بلا انقطاع " " أسهروا وصلوا " " صلوا لئلا تدخلوا في تجربه " ، فالصلاة هي رأس كل الأعمال الصالحة ، فلا العفة وحدها ولا عنايتنا بالفقراء ، أو رحمتنا لهم ، ولا خدمتنا للآخرين تكفي وحدها ، لأن الصلاة هي أساس هذه جميعا
من يتوكأ على عكاز الصلاة لا تزل قدماه - الصلاة هي تاج الجهاد
كل العطايا المادية يعطيها الله من ذاته ، أما كل العطايا الروحية فهي نازلة من فوق من عند أبي الأنوار . ولكن علينا أن نسألها من الله . نُظهر احتياجنا إليها ونؤمن أنه هو معطيها .
+ الله يأمرنا أن نُصلي : " أُدعُني يوم الضيق ... أسئلوا ... أطلبوا ... أقرعوا ... صلوا ..." لأن احتياجنا ، جسدياً كان أو روحياً ، فهو إنما يقودنا إلى الصلاة .
فالمحن والشدائد والعوز والضيقات التي تحل بنا لا نستطيع أن نحتملها أو أن ننتصر عليها أو نتخلص منها إلا بمعونة الله التي تُعطَى للذين يسألونه في الصلاة . ربح كثير يأتي بواسطة الصلاة المتضعة .
+ إن سرّ دوام النعمة والفضيلة هو في دوام الصلاة .
+ كل من يتوكأ على عكاز الصلاة لا تزل قدماه ... وحتى إذا زلت فهو لن يقع تماماً ، لأن الصلاة سند للسائرين في طريق التقوى .
+ إذا قدمتَ للملك شكايتك المستمرة ضد أعدائك فحينئذٍ لا تفقد شجاعتك إذا هاجموك ، فأنت لن تجاهد طويلاً لأنهم سريعاً يرحلون من تلقاء ذواتهم . لأن هذه الأرواح النجسة إنما تخشى أن تأخذ عليها فرصة بالصلاة ، لأن الصلاة هي تاج الجهاد الذي إذا شعرت به تفر كما من عذاب النار .