رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجارب والضيقات.. حدودها وفوائدها.. لا تخلو حياة إنسان -أيًا كان- من التجارب والضيقات. فهي للكل، حتى للأنبياء والقديسين، والأمثلة عديدة، نذكر منها ما تعرض له أيوب النبي ويوسف الصدّيق.. فلا يظن أحد أن التجارب والضيقات هي للخطاة فقط بسبب خطاياهم. وإنما هي لجميع الناس. وهناك فرق بين خاطئ يتعرض لضيقة بسبب أخطائه، وبين بار تصيبه ضيقة بسبب شر الآخرين أو حسدهم، أو لأي سبب خارج عن إرادته. وجميع الأبرار اجتازوا بوتقة الألم، واختبروا الضيقة والتجربة، ولم يستثنهم الله من ذلك. فكثيرة هي أحزان الصديقين، ومن جميعها ينجيهم الرب. وحدوث تلك التجارب، لا تعنى مطلقًا تخلى الله عمن أصابتهم تلك المتاعب والضيقات. كما لا تعنى غضبه عليهم أو عدم رضاه..! بل أنه -تبارك اسمه- قد يسمح بالتجربة لمنفعتهم. ويكون معهم في التجربة، يعينهم ويقويهم ويحافظ عليهم، ويسندهم أيضًا.. إنه يسمح بالضيقة، ولكنه يقف معنا فيها.. وهكذا يغنى المرتل في المزمور ويقول "لولا أن الرب كان معنا، حين قام الناس علينا، لابتلعونا ونحن أحياء، عند سخط غضبهم علينا... نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض" (مز 124). |
18 - 11 - 2016, 09:29 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الضيقات والتجارب وكيفية احتمالها
إنه اختبار جميل: أن نرى معونة الله في خلال ضيقاتنا... وأن نختبر حنو الله ومحبته وعمله من أجلنا. وهذه هي إحدى فوائد التجارب التي فيها نشعر أن بعض القوات السمائية تقف معنا، وتصد عنا. ونختبر أيضًا قول المزمور "ملاك الرب حالّ حول خائفيه وينجيهم". من أجل هذا، فإن المؤمن لا يمكن أن تتعبه الضيقات. ذلك لأنه يؤمن بتدخل الله وعمله وحفظه. ويؤمن بأن الله يهتم به أثناء الضيقة أكثر من اهتمامه هو بنفسه. وكلما حلّت به مشكلة، يؤمن أن الله قادر على حلها، بل أن الله عنده حلول كثيرة. لذلك فالمؤمن لا يفقد سلامه الداخلي أثناء التجارب، ولا يفقد اطمئنانه، وثقته بعمل الله. إن كل تجربة هي بلا شك مجال لخبرة روحية جديدة، تعمّق مفاهيم الإنسان برعاية الله وعمله وإنقاذه.. على أن الله -في شفقته وحنانه- قد وضع قواعد معينة للضيقات التي يسمح لها أن تحدث. وفي مقدمتها: + إن الله لا يسمح بتجربة هي فوق طاقتنا البشرية. إنه -جلّت قدرته- يعرف مقدار احتمال كل واحد منا، ولا يسمح أن تأتيه التجارب إلا في حدود احتمال طاقته البشرية. ولعل أحدهم يسأل: ما أصعب التجربة التي وقعت على أيوب الصديق، في موت أولاده، وضياع ثروته، وفقد صحته، وتخلى أصدقائه... من كان يستطيع أن يحتمل كل هذا؟! ونجيب بأن الله كان يعلم أن الطاقة الروحية لأيوب كانت تقدر أن تحتمل كل هذا، لذلك سمح بما حدث. أما أنت فلا تخف. لو كنت في قامة روحية مثل أيوب، لأمكن أن تتعرض لمثل تجاربه. ولكن الله لا يسمح. لك أن تجرب إلا في حدود احتمالك. + الشرط الثاني أن الله لا يسمح بالضيقة إلا ومعها المنفذ... أي تأتى المشكلة ومعها الحل. فلا توجد تجربة وهي حالكة الظلام، دون أية نافذة من نور... فليس هناك مجال لليأس. إن الحل موجود، وربما يحتاج إلى شيء من الوقت، يمنح صاحب التجربة فضيلة الصبر وانتظار الرب. حيث ينظر إلى المشكلة في رجاء، يرى الحل بعين الإيمان قادمًا من خلال محبة الله وقدرته... والله قادر أن يمنح الاحتمال والصبر. + ينبغي أن نعلم أيضًا أن التجارب التي يسمح بها الله، هي للخير. أو تنتهي بالخير... فكل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الرب. حتى إن كانت المشكلة تبدو شرًا في ذاتها، فإن الله بصلاحه قادر أن يحوّلها إلى خير وهكذا فالإنسان المؤمن يؤمن بخيرية التجارب، سواء في وقتها أو فيما بعد... ولهذا فإن التجارب لا تطحنه، ولا تضغط عليه، ولا تفقده سلامه. وكثيرًا ما كنت أقول: "إن الضيقة سُميت ضيقة، لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها. أما القلب الواسع فلا يتضيّق بشيء". + شرط رابع للتجربة: إن لها زمنًا محددًا تنتهي فيه.. فلا توجد ضيقة دائمة تستمر مدى الحياة... ولهذا ففي كل تجربة تمرّ بك، يمكنك أن تقول "مصيرها أن تنتهي" أي سيأتي وقت تعبر فيه بسلام... إنما عليك -خلال هذا الوقت- أن تحتفظ بهدوئك وبسلامة أعصابك. فلا تضعف ولا تنهار، ولا تصغر نفسك أمام التجربة. ولا تفقد الثقة في تدخل الله ومعونته وحفظه.. واعلم أن التجارب نافعة بلا شك. ولولا منفعتها، ما كان الله الشفوق يسمح بها.. وما أكثر الفضائل التي يمكن أن نحصل عليها، إن كنا نتعامل مع الضيقات بطريقة روحية. إنها تقوى النفس، وتمنحها ألوانًا من الخبرات، سواء في معالجة المشاكل، أو في الرجاء والإيمان بعمل الله. أو في الحكمة التي يقتنيها المختبرون، أو في التدرب على الصمود وقوة الثبات أمام الضيقة حتى تنتهي، مع التدرب على الاحتمال والصبر... ولولا الدخول في بوتقة التجارب، لأصبحت النفوس هشّة مدلّلة لا تقوى على شيء، ولم تتدرب على الدخول في الصعاب واحتمالها.. |
||||
18 - 11 - 2016, 09:30 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الضيقات والتجارب وكيفية احتمالها
الضيقة واحتمال التجربة ترفع الإنسان هذه البركات التي ننالها من التأديب تجعل من الضيق ضرورة يجب احتمالها عندما تتجلى لنا يد محبة الله ونعرفه عن قرب ونتعزى في شدائدنا، وهنا تحضرني قصة فتاة رأت في رؤيا. "رأت الساكنين في الفردوس في كمال من الجمال والفرح لا ينطق به، وأنها رأت أيضًا المكان المرعب للعذاب، وبين الذين يتعذبون رأت أمها وأختها... وعندئذ سمعت صوتًا يقول لها: لقد سمحت لهما بالأحزان في حياتهما الأرضية من أجل تهذيبهما وخلاصهما، فلو كانتا قد احتملتاها بالصبر والشكر وصمدتا بطول أناة أمام الضيقات الوقتية، لكانتا قد نعمتا بالتعزية الأبدية التي رأيتها في هؤلاء المباركين الذين في الفردوس! ولكن تذمرهما أهلكهما، لذلك فهما الآن تتعذبان. فإذا أردت أن تكوني معهما اذهبي وتذمري". كثيرون يتذللون أثناء الضيق فيعرفون أنفسهم ويدركون ضعفهم ويتضعون أمام الله ويمارسون عبادته بإخلاص وجدية، وربنا بغير الضيق ما كانوا ليتمتعون بهذا كله، فبسبب الخطايا نحتاج إلى التأديب كي نفهم ما لحق بنا من مذلة لأجل إصلاحنا وتهذيبنا. فما دام تأديب الله لنا نابع عن صلاحه وحبه لنا، لهذا نشكره على ما يحل بنا، حاسبين تأديبه عطية من قبل عنايته الإلهية، وعوض التذمر نقدم له الشكر، وبدلًا من الاعتراض على أحكامه نطلب أن يعلمنا حكمته. إذ أنه يوقع علينا حكم الضيق بسبب خطايانا وكذلك كي يمتحننا ويعلن إستحقاقنا، لذلك نقول له "خيرًا صنعت مع عبدك" فحسنًا تعمل معنا يد الله صانع الخيرات، وهي لا تكف عن أن تحول كل شيء إلى خيرنا، والإنسان المثقف بالإلهيات يدرك العمل الإلهي معه فيعرف أن قصد الله "صالحًا وأدبًا ومعرفة". فبدون رحمة ربنا ومعونته لا نقدر على إحتمال التجارب والضيقات، ورحمته ومعونته غير منظورة للأعين الجسدية، حقًا أنه يود خلاصنا بالضيق لأن طبيبنا يعالجنا حسبما تقرر مهنته... إنه طيب للذين يترجونه وصالح للذين يطلبونه. إنه يضربنا بسهام حبه (مز 120: 5) لنكون شركاء معه في الميراث ونملك معه هناك، لذا لا ينزع عنا لا التجارب ولا الضيقات إنما يهبنا مجدًا خفيًا في الداخل وسط الآلام الخارجية ليستعلن في يوم الرب العظيم، فآلام هذا الزمان لا تُقاس بالمجد العتيد. لم تعد التجارب والضيقات تحطم النفس بل هي علة الدخول إلى موكب الغلبة والنصرة تحت قيادة المسيح يسوع المتألم والمصلوب، ليس فقط نغلب إنما نتغلب بذات التجارب التي وُضعت لإمتحاننا، وبهذا سنكون ليس فقط غالبين بل أكثر من غالبين، إذ نختبر النصرة لأن الحمل ببره الذي يهبه لنا لا ينزع عنا الضيقات بل يرفعنا فوقها، فنجتازها أو تعبر هي بنا ونحن نراها سر تزكيتنا. "فكما أَنَّ كُلَّ الأَمور تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ" (رو8: 28)، هكذا تتحول للهلاك للذين يقاومون الله ويجحدونه ويرفضون التجاوب مع عمل نعمته.... لذا عندما نتصالح مع الله تصطلح الطبيعة معنا وتتحول كل الطاقات لبنياننا وكلا التجارب والآلام تعمل لحساب خلاصنا وأبديتنا. |
||||
18 - 11 - 2016, 09:30 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الضيقات والتجارب وكيفية احتمالها
الاستعداد للتجارب كن مستعدًا للتجربة وقل للرب "خيرًا لي أنك أذللتني حتى أتعلم حقوقك" (مز91: 71) وداوم على الصلاة وطلب المعونة والنعمة متذكرًا أن "أحكام الرب....أحلى من العسل" (مز 19: 9) وكل من يداوم ويحفظ أفكاره في الله لن يظل إطلاقًا بدونه، إنه سيلطف آلام أجسادنا ويشدد طاقاتنا على الاحتمال وسيطيب خواطرنا ويبارك مشاعرنا ويعزي نفوسنا وحتى إذا إمتلأت أجسادنا بجروح متقيحة فسنكون قادرين على الابقاء على هدؤنا وإتزاننا وذلك بمعونة ربنا يسوع المسيح الحي والمالك إلى الأبد. قد يحاول الشيطان المحتال أن يقنعك بأن الله يعاقبك ويكرهك وقد تخلى عنك، هذا غير صحيح لأن القديس بولس الرسول أعطى شوكة في الجسد ومن أجلها تضرع إلى الله عدة مرات حتى يرفعها عنه لكنه لم يستجب له، لذلك نصبر على الآلام ولا نطرح ثقتنا التي لها مجازاة عظيمة. إننا عندما ندرك مقاصد الله من وراء التجارب، نقدر على تحملها بصبر، إنها علامة على محبة الله ودليل على أننا أبناء له، لذا هو يربينا ويدربنا ويعلمنا ويؤدبنا ويصلحنا بالضيقات والتأديبات، إنه يهذبنا بالحق لأننا أبناءه وهو أبونا "كَمَا يُؤَدِّبُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ قَدْ أَدَّبَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ" (تث8: 5). إنه كأب يؤدب أولاده، فالأب يعبر عن محبته لابنه من خلال تربيته له وتعليمه حتى لو اضطر أن يستخدم أسلوب التأديب. وفي هذا يقول معلمنا بولس الرسول: "نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ" (رو8: 28). فقوله "كل الأشياء" يتضمن ليس فقط الأمور الجيدة بل أيضًا الأمور التي تبدو أنها تأديب والتي مر بها الرسول بولس نفسه (2كو 6: 7)، من هوان وفقر وصيت ردئ ومرض معتبرًا أنها سلاح للبر، كذلك نال الطوباوي أيوب المكافأة عندما انتصر على شدائده. إلا أنه عندما حُرم في لحظة واحدة من أبنائه السبعة لم يقُهر من الحزن المر كأب، بل كخادم حقيقي لله قبل مشيئة خالقه، ولما افتقر بعد أن كان قويًا، وصار محتقرًا ومزدرى به بعد أن كان مشهورًا ومكرمًا، ومع ذلك صار متجلدًا غير متزعزع، وأخيرًا لما تجرد من كل ثروته صار مكانه في المزبلة وكان يخرج من جسمه أعدادًا هائلة من الدود، وفي كل ذلك لم يسقط اطلاقًا في اليأس والتجديف ولا تذمر بكلمة واحدة على خالقه، لكنه قال "أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟. عريانًا خرجت من بطن أمي وعريانًا أعود إلى هناك، الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركًا". (أي2: 10). |
||||
18 - 11 - 2016, 09:30 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الضيقات والتجارب وكيفية احتمالها
أنواع التجارب والضيقات إذن فلنعلم أن التجارب والضيقات التي تأتي علينا هي ثلاثة أنواع: الأول: لأجل إمتحاننا، وهو يحدث كثيرًا. الثاني: لأجل نمونا الروحي، وهو يحدث أحيانًا. الثالث: لأجل خطايانًا، وهو يحدث في بعض الحالات / الأحوال. فالضيقات تأتي علينا من أجل إمتحاننا وتجريبنا ومعرفة ما في قلبنا وهل نحفظ وصايا الله أم لا "كما يؤدب الإنسان ابنه قد أدبك الرب إلهك" (تث8: 2) وكما قيل لأيوب "هل تظن أنني عاملتك بهذه الطريقة إلا لكى تظهر أنك بار" (أي 40: 3) وأيضًا "بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أع14: 22). أما النوع الثاني فهو لأجل نمونا الروحي، وهو يحدث عندما يؤدب الله الأبرار على بعض الخطايا الصغيرة أو العرضية، أو لكي يرفعهم إلى حالة أسمى مما هم فيها، ولينزع من قلوبهم كل تقصير وبذلك يهيئهم مثل الذهب النقي ليوم الدينونة إذ لا يسمح ببقاء أي شيء في داخلهم يجعلهم معرضين لعذاب النار، بل يكشف كل العيوب المستترة هنا في الدنيا بالضيقات حسب قوله "كثيرة هي أحزان الصديقين" (مز34: 19) "امتحني يا رب وجربني، نقي كما بنار كليتى" (مز26). أما النوع الثالث كعقاب على الخطايا إذ "كثيرة هى نكبات الخطاة" (مز32: 10) والسيد المسيح نفسه يقول: "هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ" (يو5: 14) لذا نقول " أَدِّبْنِي يَا رَبُّ بِالْعدل لاَ بِغَضَبِكَ" (أر10: 24) و"يرْتَدَّ غَضَبُكَ وَتُعَزِّينِي" (أش12: 1). إذن لنفهم تأديبات الله لأنها تعلن أن لنا أبًا سماويًا يحبنا ويعتني بنا ويسهر بنفسه على تربيتنا وتهذيبنا، فـ "الذي يحبه الرب يؤدبه" تعني أن الرب يؤدب أولاده، إذ أن التأديب هنا هو أوضح تعبير عن محبة الله الأبوية لنا، فإن كنا نحترم أباءنا الجسدانيين عندما يؤدبوننا، فكم بالأولى أبونا السماوي "إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا" (عب12: 7). إن الحب الأبدي الإلهي هو الدعامة التي يستند عليها الغرض الإلهي من التأديب والتي من خلالها نفهم سر الألم المسيحي كصورة حية عن تأديب الرب لأولاده بغية تقدمهم الروحي. حقيقة أن التأديب مؤلم ومحزن (عب12: 11) إلى أن الله يؤدبنا لكنه إلى الموت لا يسلمنا، يؤدبنا لكي نشترك في قداسته (عب12: 10) ولكي نحصد من التأديب السلام والبر (عب12: 11) كما أنه يقوينا ويشددنا بالتأديب فتتقوم أيادينا المسترخية وركبنا المخلعة سالكين في مسالك مستقيمة (عب12: 12). |
||||
18 - 11 - 2016, 09:31 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الضيقات والتجارب وكيفية احتمالها
ثلاث نصائح في التجارب إذا أحاطت بك تجربة وضيقة، فلا تضطرب، ولا يملك عليك الحزن والضجر. فما أسهل أن تجوز الضيقة في سلام قلبي وهدوء نفسي، إن تذكرت العبارات الثلاث الآتية، في عمق وفي إيمان: ربنا موجود- كله للخير- أنتظر الرب. شعورك بأن الله موجود يطمئنك من جهة أنك لست واقفًا وحدك. فهناك من يسندك، الله الذي قال لنا إنه حتى شعور رؤوسنا جميعها محصاة (مت 10: 30) الله الذي يحبك ويدافع عنك، ولا يسمح أن يسلمك لأعدائك. قال الكتاب: "الرب يقاتل عنكم، وأنتم تصمتون" (خر 14: 14) فمهما أحاطت بك الضيقات، اطمئن وقل في نفسك: (ربنا موجود) إن كان عدوى قويًا، فالله أقوى منه. وإن كان الموضوع معقدًا، فالله قادر أن يحل كل مشكلة. (غير المستطاع عند الناس، مستطاع عند الله) (لو 18: 27). ضع الله بينك وبين الضيقة، فتختفي الضيقة ويبقى الله المحب. ولا تضع الضيقة بينك وبين الله، لئلا تختفي عنك المعونة الإلهية، وتبقى الضيقة أمامك، فتشكو وتتذمر.. يطمئنك أيضًا أن تقول لنفسك وسط الضيقة: (كله للخير). يوسف الصديق باعه أخوته كعبد، ثم لفقت له امرأة فوطيفار تهمة باطلة وأُلقِيَ في السجن ومع ذلك آل كل ذلك إلى الخير. هم قصدوا به شرًا، والله قصد به خيرًا، فحول الشر إلى خير. حقًا يشجعنا هنا قول الرسول: (كل الأشياء تعمل معًا للخير، للذين يحبون الله) (رو 8: 28). كم من ضيقات كانت نتيجتها خير. فعش بالرجاء والإيمان، في هذا الخير المقبل، وليس في الضيقة الحاضرة. صل إلى الله أن يكون معك ويقويك. وإن تأخرت الاستجابة، لا تتضايق ولا تفقد سلامك. يعزيك قول المزمور: (أنتظر الرب. تقو وليتشدد قلبك، وانتظر الرب) (مز 27: 4). قد يبدو أن الله تأخر، ولكنه لابد سيأتي، ولو في الهزيع الأخير من الليل، فانتظره بقلب قوى. احتمال الضيقة فضيلة كبيرة. وأكبر منها الفرح في الضيقة. |
||||
18 - 11 - 2016, 09:31 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الضيقات والتجارب وكيفية احتمالها
- لماذا يسمح الله بالتجارب الشديدة؟ الله يسمح بالتجربة بغرض معين يختلف من شخص إلى شخص. فبالنسبة لمارمرقس مثلا كان سبب التجربة هو خطة الله في حياة مارمرقس أن ينتقل هو وعائلته من القيروان إلى أورشليم حتى يصبح من التلاميذ وأحد رسل السيد المسيح السبعين لأن له رسالة معينة سيؤديها. أما بالنسبة لأيوب. فالشكوى التي اشتكاها الشيطان على أيوب والتي يشتكيها على كل أولاد الله، هي: "هل مجانًا يتقي أيوب الله؟"، "هل مجانًا يتقي الإنسان الله؟". يشتكي الشيطان على الإنسان للرب قائلًا: لقد أعطيته الصحة، والمال، والنجاح، والكرامة من الناس، فطبيعي أن يعبدك. هو يعبدك لأنك أعطيت له. يعبدك لأنك تغدق عليه العطاء. وإذا منعت عنه هذا العطاء أو حرمته منه، سترى ماذا سيفعل هذا الإنسان. والله يريد أن يكشف معدن الإنسان، يريد أن يذكيه أكثر ويريد أن يعطيه إكليلًا أكبر. فيسمح الله بهذه التجربة. يد الرب قد خرجت على أيوب كي ما تمتحن أيوب كي ما يتذكى أيوب، جيد أن الإنسان عندما يدخل في ضيقة من هذا النوع، معناها أنا الرب يريد أن ينقيه ويصفيه "كفضة مصفاه" فالحياة لا تخلو من الشوائب. والتجارب هي الوسيلة التي ينقي بها الله الإنسان. † فلا يجب أن يأخذ الإنسان التجارب على أنها عدم محبة من الله ويظل يردد: الله لا يحبني. لماذا تركني؟ لماذا يسمح بهذا؟ ألست مواظبًا على الكنيسة؟ ألست أصلي؟ لا بد أن نفهم سياسة وحكمة ومقاصد الرب. |
||||
18 - 11 - 2016, 09:31 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الضيقات والتجارب وكيفية احتمالها
السؤال: لماذا يسمح لنا الله أن نجتاز التجارب والضيقات؟ الجواب: إن واحد من أصعب جوانب الحياة المسيحية هو حقيقة أن صيرورتنا تلاميذ للمسيح لا تحصننا ضد تجارب الحياة وضيقاتها. فلماذا يسمح لنا إله صالح ومحب بأن نجتاز أمور مثل موت طفل، أو معاناتنا نحن أو أحباؤنا من أمراض وإصابات، أو المرور بأزمات مالية، أو القلق، أو الخوف؟ بالتأكيد، لو أنه يحبنا، سوف يبعد عنا كل هذه الأمور. ففي نهاية الأمر، ألا تعني محبته لنا أنه يريد لنا الحياة السهلة المريحة؟ في الحقيقة، كلا، ليس هذا معناها. يعلمنا الكتاب المقدس بكل وضوح أن الله يحب أولاده، وهو "يجعل كل الأشياء تعمل معاً للخير" من أجلنا (رومية 8: 28). فلا بد أن هذا يعني أن التجارب والضيقات التي يسمح لنا بها هي جزء مما يعمل معاً لخيرنا. لهذا، فإنه بالنسبة للمؤمن، كل التجارب والضيقات لها غرض إلهي. وكما هو الحال بالنسبة لكل الأشياء، فإن هدف الله الأسمى لنا هو أن ننمو أكثر فأكثر متشبهين بصورة إبنه (رومية 8: 29). هذا هو غرض حياة المؤمن، وكل شيء في حياته، بما فيها التجارب والضيقات، يعمل على تحقيق ذلك الهدف. إنها جزء من عملية التقديس، أو التخصيص لتحقيق خطة الله والحياة لتمجيده. وتشرح رسالة بطرس الأولى 1: 6-7 كيف تحقق التجارب هذا: "الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ - إِنْ كَانَ يَجِبُ - تُحْزَنُونَ يَسِيراً بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." إن إيمان المؤمن الحقيقي ترسخه التجارب التي يجتازها حتى يتيقن ويعرف أنه إيمان حقيقي يثبت إلى الأبد. إن التجارب تنمي الصفات المقدسة فينا، ولهذا: "نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي الضِّيقَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا" (رومية 5: 3-5). لقد أعطي الرب يسوع أعظم مثال لنا. "وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" (رومية 5: 8). تكشف هذه الآيات جوانب من قصده الإلهي للتجارب والضيقات التي إجتازها المسيح، وكذلك التي نمر بها نحن. إن الثبات والإحتمال يبرهن إيماننا: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" (فيلبي 4: 13). ولكن، علينا أن ننتبه ألا نبرر "تجاربنا وضيقاتنا" إن جاءت نتيجة أخطاؤنا. "فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِلٍ، أَوْ سَارِقٍ، أَوْ فَاعِلِ شَرٍّ، أَوْ مُتَدَاخِلٍ فِي أُمُورِ غَيْرِهِ" (بطرس الأولى 4: 15). سوف يغفر الله خطايانا لأن عقوبتها الأبدية قد إستوفيت بتضحية المسيح على الصليب. ولكن، لا زال علينا أن نتحمل النتائج الطبيعية لخطايانا وإختياراتنا السيئة في هذه الحياة. ولكن الله يستخدم حتى هذه المعاناة لتشكيلنا حسب خطته ولصالحنا الأبدي. تأتي التجارب والضيقات ولها هدف ومكافأة. "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ... طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (يعقوب 1: 2-4، 12). ونحن منتصرين في كل تجارب وضيقات الحياة. "شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (كورنثوس الأولى 15: 57). وعلى الرغم من أننا في حرب روحية، إلا أن الشيطان ليس له سلطان على المؤمن الذي في المسيح. لقد منحنا الله كلمته لإرشادنا، والروح القدس ليقوينا، وإمتياز أن نتقدم إليه لإي أي مكان وأي وقت وأن نصلي من أجل أي أمر. ولقد أكد لنا أننا لن نمتحن فوق ما نستطيع إحتماله، وأنه "سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا" (كورنثوس الأولى 10: 13). |
||||
18 - 11 - 2016, 09:31 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الضيقات والتجارب وكيفية احتمالها
عون الله لك في الصعوبات:
لكل منا متاعبه. نواجه جميعا المشاكل، المحن، الألم، والضيق. نحن بحاجة إلى القوة، الجلد، والصبر. لماذا يعاني الإنسان؟ هل تتسبب الخطايا التي يرتكبها الإنسان في التجارب التي يعاني منها؟ لماذا يسمح الله بالتجارب، القلق، الاضطراب، والصعوبات؟ هل ينبغي لنا أن نلقي باللوم على الله وأن نبتعد عنه؟ هل تصنع الصعوبات والضيقات من الشخص إنسانا أفضل؟ هل يمكننا احتمال الصعوبات التي نواجهها بإيمان؟ ما هي الحلول التي يقدمها الإنجيل لمساعدتنا على تحمل المشاكل، المحن، الشدائد، والتغلب عليها؟ مقدمة: "الإنسان مولود المرأة، قليل الأيام كثير الشقاء" (سفر أيوب ١٤:١). يمكننا أن ندرك المعنى الاستثنائي لهذه الكلمات إدراكا كاملا عندما نفكر في الألم الذي احتمله قائلها. تختلف المشاكل والمحن التي يتعرض لها مختلف الناس، ويبدو أن البعض منهم يقاسي مشقات أكثر من غيره. لكننا ندرك جميعا، من خلال خبراتنا الشخصية، ومن خلال خبرات أولئك الذين نعرفهم، مدى صدق عبارة أيوب. تثير المتاعب القلق في نفس الإنسان، ليس لأن المشقات هي عبء بحد ذاتها فحسب، ولكن لأن المحن قد تقودنا إلى التجارب الروحية أيضا. قد نشعر بأن المحنة التي نمر بها تبرر ارتكابنا للخطيئة. قد ينتابنا اليأس نتيجة للمشاكل إلى حد أننا نلقي باللوم على الله، نفقد إيماننا به، أو نبدأ في الشك في صلاحه ورحمته. كما قالت زوجة أيوب، "جدف على الله ومت" (سفر أيوب ٢: ٩). ____________________ |
||||
18 - 11 - 2016, 09:32 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الضيقات والتجارب وكيفية احتمالها
السؤال الأول: لماذا يعاني الناس؟ ____________________ هناك أسباب عديدة لمعاناة الإنسان وليس سبب واحد فقط. يعاني الإنسان أحيانا نتيجة لخطيئته. عاش الملك شاول حياة بائسة وقتل في نهاية المطاف لأنه تمرد على الله (سفر أخبار الأيام الأول ١٠:١٣، ١٤). قتل يهوذا نفسه لأنه قد خان يسوع ( إنجيل متي ٢٧: ٣ـ ٥). كذلك في الوقت الحاضر، قد يصاب المدمنون على الكحول بالأمراض، قد يسجن اللصوص، إلى آخره. يظن البعض أن هذا هو السبب الوحيد لمعاناة الإنسان، لكننا سنرى لاحقا أن هذا غير صحيح. يعاني الأبرياء أحيانا نتيجة لخطايا الآخرين. قد ينجم هذا عن القسوة أو الحوادث، كأن يدهس سائق مخمور أبرياء على جانب الطريق، أو عندما يهاجم اللصوص ضحاياهم بعنف. في حالات أخرى قد يلحق الأشرار الأذى بالأخيار لاستيائهم منهم. تصف العديد من الآيات هذا النوع من الاضطهاد الديني. رسالة بطرس الأولى ٢: ١٩ـ ٢٣ ـ ـ يسوع هو مثال على من لم يرتكب أية خطيئة على الإطلاق، مع ذلك فقد اضطهده الأشرار وقتلوه. وهكذا قد نعاني نحن أيضا عند إتباعنا لمثاله، ليس بسبب أخطائنا، لكن بسبب عمل البر. إنجيل يوحنا ١٥: ١٨ـ ٢٠ ـ ـ ينبغي أن تنذرنا المعاملة التي تلقاها يسوع بالمعاملة الني يمكن أن نتوقعها. فقد أبغضه العالم واضطهده، وسيفعل الشيء نفسه بأتباعه. رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١١: ٢٣ـ ٢٦ ـ ـ تبين حياة بولس أن أتباع يسوع غالبا ما يضطهدون في الواقع. رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٣: ١٠ـ ١٢ ـ جميع الذين يريدون أن يحيوا حياة التقوى في المسيح سوف يعانون الاضطهاد. (طالع أيضا رسالة بطرس الأولى ٤:١٢ـ ١٦؛ الرسالة إلى العبرانيين ١١ـ ٣٥ـ ٣٨؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي ٣: ٢ـ ٤؛ كتاب أعمال الرسل ١٤: ٢٢؛ إنجيل يوحنا ١٦: ٣٣؛ سفر التكوين ٥٠: ٢٠) يعاني جميع البشر نتيجة لخطيئة آدم وحواء. جعل الله آدم وحواء في البدء في حالة من النعيم بغير متاعب من أي نوع كان. لكنه حذرهما من عاقبة الخطيئة. عندما أخطئا على أي حال، حكم عليهما بتحمل الألم، المعاناة، الضيق، والموت في نهاية المطاف (سفر التكوين ٣: ١٦ـ ١٩). قاسى جميع البشر منذ ذلك الحين نفس هذه المتاعب. على الأخص، وبسبب آدم، حكم على الجميع بالموت (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس ١٥: ٢٢؛ الرسالة إلى العبرانيين ٩: ٢٧). بناء عليه، لا يمكن أن تعزى المعاناة التي يكابدها البشر إلى أي خطيئة محددة ارتكبها شخص على قيد الحياة اليوم. إنه مجرد قدر الجنس البشري المشترك بسبب وجود الخطيئة في العالم. لا يعني هذا، كما يعظ البعض، أن الإنسان يولد اليوم في حالة الخطيئة بسبب خطيئة آدم أو أنه سوف ينال القصاص بسببها (نبوءة حزقيال ١٨: ٢٠؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس ٥: ١٠). إلا أننا نعاني بسببها في هذه الحياة. ليست المعاناة أحيانا سوى تجربة من إبليس. ( يذكر سفر أيوب ١:١ـ ٢:١٠ ) صراحة أن معاناة أيوب كانت تجربة من الشيطان. فقد رجا أن يبتعد أيوب عن الله بسبب معاناته. هناك آيات كثيرة أخرى تبين أن إبليس هو المسؤول عن معاناة أشخاص آخرين (طالع رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس ١٢: ٧ـ ١٠؛ إنجيل لوقا ١٣: ١٦؛ كتاب أعمال الرسل ١٠: ٣٨). الدروس التي ينبغي أن نتعلمها لا تقتصر المعاناة على الأشرار. يعتقد البعض أن المعاناة تقتصر على الأشرار، وأن الله هو إلى جانب الأخيار وسوف يزيل جميع متاعبهم. يتبع ذلك أنه، إذا كان الإنسان يعاني، فلابد أنه قد ارتكاب خطيئة ما وينبغي عليه أن يتوب عنها. كانت هذه هي نظرية أصدقاء أيوب (سفر أيوب ٤: ٧ـ ٩)؛ تدور الفكرة الرئيسية لهذا السفر حول دحض هذه النظرية. ____________________ |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الخدام الحقيقيون الضيقات لا يمكن احتمالها إلا بمعونة الروح القدس |
في وسط الضيقات والتجارب |
الضيقات والتجارب وكيفية احتمالها |
الضيقات والتجارب |
بالصور: موضوع متكامل عن لغة الاشاره وكيفية تعلمها |