منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 06 - 2016, 05:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

ج-الكهنوت في العهد الجديد

أولاً: وظيفة المسيح الكهنوتية-المسيح الكاهن


إن العهد الجديد بأكمله مبني ومنطوِ على إعلان فريد، كامل ونهائي، وهو أن ذبيحة يسوع على الصليب قد أبطلت كافة الذبائح في العالم لأنه صالحنا بها مع الآب وأدخلنا إلى عمق الاتحاد بالله. وقد تمت تهيئة ذلك خلال العهد القديم نفسه إذ أن إسرائيل كله مجموع وممثل في المسيح والمسيح هو إسرائيل الحقيقي الوحيد. كان الله قد اختار إسرائيل ليطيعه ويتمم مشيئته فعصى وتمرد، ولم يكن في إسرائيل من يطيع الله حتى الموت، موت الصليب، سوى واحد هو الرب يسوع المسيح. قبل المسيح كانت كل ذبيحة من ذبائح البشر هزيلة، “دون الله”. إذ أن أياً من الكائنات المقربة كذبيحة كان صائراً إلى الموت في الأساس وبصورة محتومة وليس بفعل الذبيحة. ولكن المسيح وحده، كإله متجسد ومنزه عن الخطيئة، كان غريباً عن الولادة الطبيعة التي يقترن فيها الموت بالحياة وبالتالي لم يكن مقضياً عليه أن يموت فضحى بنفسه وقرّب ذاته ذبيحة. إن الذبائح والذبيحة، المقرب “بكسر الراء” والمقرب “بفتح الراء”، هنا واحد. الله هو الذي يذبح الآن ويذبح نفسه “كإنسان”. وذبيحته هذه كاملة المفعول لأن سلسلة الموت قد حُطِّمت للمرة الأولى في تاريخ العالم. إن ذبيحة الصليب تُبطل وتُلغي كل الذبائح الأخرى لأنها إنما تكشف لنا الألفة القصوى التي بيننا وبين الله، سر الأعماق الأخير الذي في الله، سر المحبة. إن ذبيحة المسيح لأجلنا ذبيحة محبة، لأن الله محبة. وقد أتى المسيح ليتمم مشيئة أبيه بأن لا يهلك أحد. وتحقيقاً لهذه المشيئة كان من الضروري أن “يزدوج” الله بصورة ما فيكون مقرِّباً للذبيحة ومقرَّباً كذبيحة في آن. لذلك حول هذه الذبيحة قد أُعلن لنا الثالوث، لجة المحبة، حيث الله واحد ولكنه غير وحيد. نحن في المسيحية فقط نفهم هذا، إذ حول الصليب فقط يكشف هذا السر الفائق الإدراك والوصف.
رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لتأصل في الله: سر الذبيحة

في المسيح إذن يبطل كل كهنوت سابق إذ يجد كماله في التجسد الإلهي وفي ذبيحة الصليب التي قرَّب بها المسيح الإله ذاته ذبيحة تفوق طهارتها العالم، لأن طهارة الخالق أزلية وليست من هذا العالم. إن المسيح بالتالي حطم بموته الموت، حطم سلسلة الموت المحتومة. فالجحيم لم يضبطه إذ لم يكن فيه شيء مما يستدعي الموت “أعني الأهواء”. وكل الذين يشاركون ذبيحته يشاركون حياته وقيامته، نوره وفرحه، يتغلبون على الموت. لقد مات من أجلنا ومن أجل كثيرين. أهرق دمه لا كدم ثور أو عجل بل كدم إله، كدم متدفق من أجل الخليقة كلها. إنه “الحمل الفصحي” الحقيقي المذبوح لخلاص العالم أجمع. لقد ذُبح على الصليب قبل عيد الفصح اليهودي أبان ذبح اليهود للحمل، وعلى غرار ذلك “لم يكسر له عظم”. بل فيه يجمع كل من كهنوت ابراهيم “الذي هو كهنوت إيمان” وكهنوت آدم “أي كهنوت الديانات القديمة الكونية”. إن كتاب ميلاد يسوع المسيح في إنجيل متى الموجه لليهود يبدأ من ابراهيم، وفي إنجيل لوقا الموجه للأمم يرجع حتى آدم. وذلك لأن كلا النسبين يلتقيان ويقترنان في المسيح. ويستولي المسيح بذبيحته على السيادة والملك لأن العدو الأخير قد غُلب (بضم العين) وهو الموت. فقد أخضع له كل شيء نتيجة ذبيحته. “ذبيحة وقرباناً لم تشأ لكنك هيأت لي جسداً….وحينئذ قلت ها أنا ذا آتٍ فإنه مكتوبٌ عني في صحائف الكتاب” (مزمور39: 6-7)…
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لتأصل في الله: سر الذبيحة

فجوهر كهنوت الله إذن هو بذل الذات كلياً (هيأت لي جسداً لا قرباناً) بدافع المحبة (ها أنا ذا آتٍ) وكأن الرب متعطش لتلك الذبيحة. إن الرب يسوع المسيح “ليتورجي” بالطبيعة إذا جاز القول، معد للذبح منذ البدء. فالخليقة وجدت من أجل التجسد والتجسد كان من أجل الصليب، والصليب من أجل خلاص العالم… إنه الحمل المذبوح “قبل كون العالم”. وعند مجيئه إلى العالم جاء ليلقي “ناراً على الأرض” وكيف ينحصر حتى تكتمل (لو12: 50). إنه لا يطيق صبراً حتى يدخلنا الخليقة الجديدة. في الخليقة الأولى كانت الذبيحة تحمل معاني الألم والضيق. أما الآن فقد تغيرت إذ أنها تحمل معاني الفرح والمحبة وروح الخدمة. ولذا يبني المسيح عهده الجديد حول ذبيحة يدعوها إفخارستيا أي شكر، حمد لله. إنه يقرب الذبيحة وهو يشكر ويبارك… وبالتالي نحن علينا أن نبث الشكر في كل شيء في الخليقة الجديدة eucharistifier، لأن كل شيء هو من الله وقد تحوّل كل شيء وصار جديداً في دم المسيح وجسده، في سر “المحبة المصلوبة”. إن الروح قد خرج من جسد المسيح المصلوب وأُعطيّ لنا: لقد “أسلم الروح” يقول الكتاب. وفي تلك اللحظة تم العهد الجديد إلى الأبد.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لتأصل في الله: سر الذبيحة

إننا نتبين ذلك أولاً في سفرين “كنسيين” هما أعمال الرسل والرؤيا يتميزان بعلاقة عميقة بينهما. فسفر الأعمال يروي قصة امتداد الكنيسة بعد صعود الرب، ويبدأها لوقا كاتب السفر بالتكلم عن صعود الرب والعنصرة: عن المسيح المنسكب، عن الكنيسة كعنصرة دائمة. أما سفر الرؤيا فيعرض الوجه الداخلي لهذه الكنيسة كما هو في السماء، إذ نراها مجتمعة حول “الحمل القائم وكأنه مذبوح” (رؤ5: 6)، مذبوح ولكنه أسد غالب في الوقت نفسه (رؤ 5: 5)، “خروف له سبعة قرون وسبع أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض” (رؤ5: 6). فالحمل المذبوح إذن هو الذي يغلب.
والرسالة إلى العبرانيين من جهتها ترينا المسيح رئيس كهنة إلى الأبد (عب5: 5 و 6) يعيش في أيام جسده كل هذا السر الكهنوتي بصراخ ودموع (عب5: 7) ويدخل وراء الحجاب إلى قدس الأقداس السماوي كوسيط العهد الجديد، يجد فداءً أبدياً (عب9: 11–15) ما دام يعود إلى حضن أبيه بالجسد، إلهاً وإنساناً معاً، حاملاً طبيعتنا معه… وهذا يبلغ بنا إلى النقطة التالية:
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لتأصل في الله: سر الذبيحة

ثانياً: كهنوت المسيح في الكنيسة


لكي نفهم دور المسيح الكاهن في الكنيسة ينبغي أولاً أن نرفع نظرنا إلى السماء حيث دخل المسيح بعد إتمام رسالته على الأرض. إن ذلك المسيح الذي عاش بين الناس قد صعد إلى السماء “ليس بالمعنى المادي للكلمة طبعاً”. أي أنه خرج من الوضع البشري الأرضي، خرج من الزمان والمكان اللذين كان قد نزل إليهما، وقد اصطحب الآن في صعوده وجلوسه عن يمين الآب إنسانيته الممجدة المليئة بألوهية الله. لقد دخل إلى الله بعد أن غلب الموت… وفي هذا كله اشتركنا معه. أما هذا الاشتراك فيتم في الكنيسة وبواسطة الكنيسة: لقد رأينا أعلاه أن المسيح هو كاهننا الأوحد وأن ذبيحته على الصليب، بين سائر الذبائح، هي الذبيحة الوحيدة المرضية لله والفعالة حقاً. غير أن المسيح هو المذبح أيضاً بالإضافة إلى الذبيحة. نحن في الكنيسة نقدم ذبيحتنا عليه. وذلك بناءً على كلامه ووصيته. وبسبب استمرار قيام سرّ الليتورجيا في السماء حول المسيح نفسه المصلوب والمذبوح على الدوام لخلاص البشر فليس هناك سوى مذبح واحد في العالم هو المسيح. كل المذابح المسيحية في الدنيا هي في الحقيقة مذبح واحد، هو المذبح السماوي، هو المسيح. والمذابح الأرضية تشترك بصورة سرية بسر المسيح الجاري في السماء. وليس في الحقيقة سوى كاهن واحد هو المسيح، لأنه يقرب أمام الآب من دون انقطاع الإفخارستيا الوحيدة التي هي هو. وهكذا فإننا بالليتورجيا السماوية فقط نفهم ليتورجيا الكنيسة على الأرض.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لتأصل في الله: سر الذبيحة

أما اشتراك كل المذابح المتعددة في المذبح الوحيد فيتم بواسطة الكهنوت الكنسي. لقد وعدنا الرب بأنه لا يتركنا. فترك لنا نفسه. إن سر كنيسته هو بالضبط الاتحاد الذي لا ينفصم بين المسيح السماوي ووجودنا الأرضي. وقد حقق الرب هذا الأمر بصورة منظورة كليتورجيا. “خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي للعهد الجديد… اصنعوا هذا لذكري”. فكان عهد جديد وشعب جديد، شعب كهنوتي أيضاً وأكثر جدارة من شعب العهد القديم. وذلك لأنه على كل تلميذ أن يحمل صليبه (متى16: 24) وأن يشرب الكأس التي شربها المسيح (متى20: 22) وأن يحمل رسالته مبشراً بملكوت الله (لو9: 60) و(لو10: 1-16) وأن يشهد له حتى الموت (متى10: 17-42). كل الناس أبناء لله وملوك مسحاء. إنه يجعلنا كلنا كهنة معه لأن مسحة الروح المنسكبة على الرأس إنما تبلغ إلى كل أعضاء الجسد. كل عضو يشترك في المسحة لأنه عند انتمائه للكنيسة يدخل في الأسرار الثلاثة: المعمودية والميرون والشكر. فنصبح بتلك المسحة أمة كهنة وشعباً كهنوتياً (1 بط2: 5 و 9)؛ إن إيماننا هو حسب تعبير بولس الرسول بمثابة ذبيحة تنسكب (في 2: 17) وعطايانا “نسيم رائحة طيبة ذبيحة مقبولة”… (في4: 18) وأجسادنا وعبادتنا “ذبيحة حية مقدّسة” (رو12: 1). ذلك هو فحوى الكهنوت الملوكي الذي ينتمي إليه الشعب المؤمن.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لتأصل في الله: سر الذبيحة

غير أن الكنيسة هي أمة كهنة بالضبط وفقط لأن الرب قد سلّم إليها سر الشكر. فسر الشكر هو الذي “يصنع” الكنيسة كما أن الكنيسة بدورها “تصنع” سر الشكر. إن سر الشكر يصنع الكنيسة لأن سرها الأساسي، سر كيانها، هو سر حضور المسيح فيها، سر ذبيحة المحبة التي توحد الشعب. إنه السر الذي يخلق الكنيسة لأنه يجمع كل الذين يشتركون فيه ويجعلهم واحداً. والكنيسة بدورها تصنع سر الشكر لأنها هي التي تقيمه وتقرِّب القربان والذبيحة وليس أي كان وفي أي مكان. وهي تقيمه طاعة لأمر الرب الذي اختار له رسلاً وأوصاهم وخلفاءهم من بعدهم أن يقيموه. وبالتالي فإن هناك، إلى جانب الكهنوت الملوكي العام المشار إليه أعلاه، كهنوتاً خاصاً لإقامة سر الشكر، كهنوتاً “سرياً” sacramental. وذلك لأننا جميعاً سائرون نحو المقدّس السماوي، وسر الشكر يرافقنا في مسيرتنا هذه. الكنيسة كنيسة سائرة وسر الشكر هو الذي يشير إلى الطريق: “فأنتم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء” (1 كو11: 26). إن سر الشكر “يخبر بمجيء الرب” والكهنوت الذي يقيمه هو بالتالي كهنوت “سري” sacramental أي أنه “يحضر” المسيح بصورة سرية.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لتأصل في الله: سر الذبيحة

إن الكنيسة المسيحية مؤسسة على رسل المسيح وهي تؤلف من بعدهم جسد المسيح أي جماعة الذين يحيون حياتها بواسطة الأسرار والمناولة المقدّسة التي سلمها إليهم السيد المسيح. لقد اختار السيد اثني عشر تلميذاً سلم إليهم تعليمه وسلطانه ووصيته بإقامة الأسرار من أجل مد حضوره وذبيحته في العالم. إننا نرى أساس الكنيسة ممثلاً في سفر الرؤيا باثني عشر حجراً هم الرسل الاثنا عشر. فالكنيسة “رسولية” تحافظ على تعليم الرسل وعلى خلافتهم غير المنقطعة حتى الآن وتمدها بواسطة وضع الأيادي. وقد ورد في الرسالة إلى العبرانيين وصف لكنيسة العهد الجديد بإزاء كنيسة العهد القديم يقول: “لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة وهتاف بوق… حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد، بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية… وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات وفي الله ديّان الجميع وفي أرواح أبرار مكملين وإلى وسيط العهد الجديد يسوع وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل” (عب12: 18-24)…
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لتأصل في الله: سر الذبيحة

إلا أن كهنوت الكهنة الخاص ليس من شأنه بحدِّ ذاته أن يجعل منهم مسيحيين “أرقى” من غيرهم أو أفضل بل هو بالعكس مدعاة لمسؤولية أعظم إذ أنه وظيفة أخص لأجل خدمة أسمى. “كهنوت خدمة” فليس هناك درجتان أو فئتان في الانتماء للمسيح، بمعنى أن الكهنة لا يؤلفون طبقة خاصة ذات حقوق أو امتيازات. ولكن من جهة ثانية ينبغي الاحتراس من الضلالة الأخرى التي تزعم بأن كهنوت الكهنة إنما هو صادر وناجم عن الشعب وتفويض الشعب وحسب ولا يستمد سلطانه من المسيح. كلا بل يسوع وحده يستطيع أن يجعل الكاهن كاهناً، أن يعطي الكهنة سلطان ما يصنعه الكاهن كل يوم في الكنيسة. لا يستمد الكاهن كهنوته من سلطة بشرية وإلا فإننا نعود إلى الوراء حتى بالنسبة للعهد القديم. فالسلطان عمودي هنا وليس أفقياً، إذ لا يستطيع الشعب أن يُفوِّض أو يُوكِّل أو يُعطي سلطاناً ليس له. إن الكاهن الذي يقرِّب الذبيحة لا يمثل الحاضرين المشتركين في الذبيحة فقط بل يمثل المسيح أيضاً. لا شك إن في صلوات الليتورجيا قسطاً كبيراً يعود للشعب كالطلبات وما إليها، والكاهن في تلاوته لها هو لسان حال الشعب. ولكنه في الأعمال المتعلقة بإجراء السر وتحويل المقدَّسات إلى جسد الرب ودمه الكريمين هو يقيم أولاً “خدمة الرب”، خدمة العبادة التي يقرِّبها الرب نفسه. فالكاهن هو خادم للمسيح أولاً وممثل للمسيح بالدرجة الأولى. إنه يُكهن “في المسيح” (en Christo).
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لتأصل في الله: سر الذبيحة

وهو وحده يستطيع أن يقول: هذا هو “جسدي” (نحن نقول هذا هو “جسد الرب”). إن الذين يختارهم للكهنوت يحققون في الكنيسة استمرار الخلافة الرسولية التي إنما تمثل الأسقفية سرها: سر رسولية الكنيسة. “فحيث الأسقف هناك الكنيسة” كما يقول القديس أغناطيوس الأنطاكي. في الكنيسة مذبح واحد، وأسقف واحد، وجسد واحد، وكأس واحد… ولكن الأسقفية بالإضافة إلى تأمين استمرار الخلافة الرسولية تحفظ أيضاً تعليم الكنيسة، أي العقيدة الصحيحة التي هي شرط الملء والحياة: “فالمحبة الكبرى والفضلى تبقى الحقيقة”. وشرعة الإيمان هي أساس شرعة الصلاة وإقامة الطقوس (lex credendi lex orandi). إن العلاقة الصحيحة بين كهنوت الشعب وكهنوت الكهنة علاقة “هيرارخية” تسلسلية وهي لا تنكر الوحدة القائمة بين الفئتين. يقول القديس ديونيسيوس الأريوباغي: “المسيح في الليتورجيا هو واحد للجميع ولكن الأسقف يعطيه للكهنة والكهنة يعطونه بدورهم للشعب” إنها هيرارخية الإعلان الإلهي التدريجي.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هابيل يقم الذبيحة إلي الله لون الصورة
متلصم 100 تلصيمة
الله الذي تمجد في الذبيحة
حوار مع معلم الكنيسة البطرسية وهل تأثرت الذبيحة وماذا كان رد فعل كاهن الذبيحة
فأنا أتأصل بقوة


الساعة الآن 10:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024