منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 11 - 2023, 03:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467



فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ




فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ

تشير عبارة "فَطوبى لِمَن آمَنَت" إلى تطويب مَريَم، لانَّ علامات إيمانها وابتهاجها ظهرت على وجهها حتى تحقَّقت أَليصابات أنَّها واثقة بوعد الله. وهي شريكة للمؤمنين في فوائد مواعيده تعالى. إن عمل الله هو أن يبارك ويُخلّص، في حين أنَّ عمل الإنسان هو الإيمان بالله الذي يُبارك ويُخلّص. العلامة المُميّزة لمَريَم هو إيمانها. مَريَم هي امرأة جديدة وضعت ثقتها وآمنت أن عمل الله فيها هو بركة وحياة. ويُعلق القديس أمبروسيوس قائلاً: " طُوباكُم أَنتم أَيضًا الذينَ سَمِعْتُم وآمنْتُم، لأَنَّ كُلَّ نَفسٍ إذا آمنَتْ فإنَّها تحمِلُ وتَلِدُ كلمةَ اللهِ وتَعترِفُ بأعمالِه" (في إنجيل القديس لوقا 2، 19 و22-23 و26-27: CCL 14، 39-42). أمَّا عبارة "طوبى" فتشير إلى إعلان وتهنئة من أجل حالة من السَّعادة أو الفرح. طوَّبت أَليصابات مَريَم العذراء لأجل الإله الذي تحمله في بطنها، وطوَّبتها أيضًا لأجل إيمانها. فالمطوَّبون هم الذين يرون، ويسمعون، ويتقبّلون كلمة الله ويضعونها موضع العمل، هم الذين يُؤمنون دون أن يروا. فكل نفس إذا آمنت يُمكنها أن تحمل وتلد كلمة الله، وتعترف بأعماله. ويُعلق الأخ ماكس توريان من تيزيه "مَريَم هي المرأة المُختارة من بين جميع النِّساء، وهي فوقهنَّ جميعًا، إنَّها المرأة الأُولى، إنها الكليّة الطوبى، ما من أحد قبْلها بُورك كما بُوركت، لا ولن يُبارك أحد مثلها. مَريَم أم المسيح، لها وحدها تمام البركة والطوبى، في جميع الأزمنة". أمَّا عبارة " لِمَن آمَنَت " فتشير إلى مَريَم العذراء التي آمنت بكلام المَلاك بمولد الطِّفل يسوع بينما شكَّ زَكَرِيَّا ولم يُؤمن بكلام المَلاك (لوقا 1: 18). آمنت مَريَم بكلمات المَلاك، وقبلت أن تحمل الطفل حتى في ظروف بشريَّة مستحيلة، لأنَّها آمنت أنَّ الله قادرٌ على عمل المُستحيل. وكان إيمان مَريَم من أمثلة الإيمان الذي ذكره بولس الرسول "الإِيمانُ قِوامُ الأُمورِ الّتي تُرْجى وبُرْهانُ الحَقائِقِ الَّتي لا تُرى"(العبرانيين 11: 1). لم تلتفت مَريَم إلى الموانع من إكمال الوعد بل نظرت إلى قوة الواعد تعالى. إن عمل الله هو أن يُبارك ويُخلّص، بينما عمل الإنسان هو الإيمان بالله الذي يبارك ويُخلّص. ويُعلق المجمع الفاتيكاني الثّاني " تقدّمت مَريَم في غربة الإيمان"، وفي هذا الصَّدد قال يسوع " طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا" (يوحَنَّا 20: 29). والإيمان وحده يجعل الله حاضرًا في العَالَم. ومن هذا المُنطلق، مَريَم تدعونا إلى التَّجاوب مع الله بالإيمان لا بالضحك، كما عملت سارة امرأة إبراهيم (تكوين 18: 9-15) ولا بالخوف، كما فعل منوح أبو شمشون (قضاة 13: 22)، ولا بالشك، كما فعل زَكَرِيَّا بل بالقبول التَّلقائي الخاضع. ليكن روح مَريَم في كل واحد منَّا ليُمجَّد الله، ليكن روح مَريَم في كل واحد منَّا ليبتهج في الله. إن كانت القدّيسة مَريَم قد صارت مُمثَّلة للبشريّة المُؤمنة، أو مُمثَّلة للكنيسة، لأنها قبلت الإيمان بوعد الله وانحنت لحلول كلمة الله فيها، ويُعلق المجمع الفاتيكاني الثّاني "إن المثال الكامل للحياة الروحية والرَّسولية هو الطوباوية العذراء مَريَم"(رسالة العلمانيين، 4). أمَّا عبارة " فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ" فتشير إلى ما عرفته مَريَم بوحي الرُّوحِ القُدُس. أمَّا عبارة " فسَيَتِمُّ " في الأصل اليوناني ὅτι μεται (تفيد السَّببية) فتشير إمّا إلى سبب إتمام وعد الله لمَريَم بمعنى "طوبى لِمَن آمَنَت لان سَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ" وبالتَّالي يصبح إتمام وعد الله لمَريَم يرتبط بإيمانها، وإمَّا تشير إلى إتمام وعد الله الذي هو سبب سعادة مَريَم وفرحها، وبالتَّالي تصبح التَّرجمة: "طوبى لِمَن آمَنَت: إن سَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ". إعلان أَليصابات لِمَا حصل معها، هو فعل إيمان واعتراف بعظمة تدخّل الله في حياتها وحياة مَريَم وابنها يسوع. لا إيمان دون عمل الرُّوحِ القُدُس، ولا إيمان دون شهادة، ليس بالأعمال فقط، بل بالإعلان أيضًا. لقد شهد الجَنين (يوحَنَّا) لوجود الرّبّ قبل أن يُولد، وشهدت أَليصابات المُسنَّة لأعاجيب الرّبِّ في حياتها، والبتول مَريَم قد حملت الرّبّ الجَنين وانتقلت به إلى الآخرين. ولا إيمان دون فرح، فالفرح يُميّز وجودَنا كمؤمنين بالمسيح. فالمسيح جاء ليُعطينا الفرح، "فيَكونَ فَرحُكم تاماًّ " (يوحَنَّا 16: 24). إنّ اللقاء بين القديسة أليصابات والقديسة مريم، في حدث الزيارة، لهو لحظة مركزيّة في تاريخ الخلاص.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فَطوبى لِمَن اختارَ اللهَ نَصيبًا
(لوقا 1: 44 ) فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ
فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ
تَعَلَمتُ المحبة مِمَن كرهوني أكثر مِمَن أحبوني
سطو مسلح على مصنع للسوست بالعاشر من رمضان


الساعة الآن 07:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024