منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 05 - 2012, 04:52 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

مجمـــــع القسطنطينيــــــــة

المجمع المسكونى الثانى

( عام 381 م )

من قانون الأيمان :

"...........نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيى

المنبثق من الآب نسجد له ونمجده مع الآب والأبن

الناطق فى الأنبياء ، وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة

رسولية ، ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا

وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى آمين ."


مجمع القسطنطينية
إنه المجمع المسكونى الثانى الذى انعقد فى القسطنطينية عام 381 م ، بأمر الأمبراطور ثيئودسيوس الكبير للفصل فى بدعة مؤداها انكار لاهوت الروح القدس ، وصاحب البدعة هو مقدونيوس الذى قال بأن الروح القدس هو مخلوق كسائر المخلوقات ، ولكن ذو رتبة أسمى وليس أقنوما .

وكذلك بدعة ابوليناريوس ، الذى كان يعتقد بوجود تفاوت فى الأقانيم فالروح عظيم ، والأبن أعظم ، والأب هو الأعظم .

وكذلك بدعة سابيلوس ، الذى اعتقد أن الثالوث القدوس ذاتا واحدا وليس ثلاثة أقانيم .

وقد اجتمع المجمع وحاول الأساقفة اقناع المبتدعين فلم يقتنعوا ... فحرمهم المجمع وجردهم من رتبهم ثم قرر المجمع 7 قوانين خاصة بنظام الكنيسة ، وأهم هذه القرارات هو اضافة جزء هام إلى قانون الأيمان يرد على بدعة هؤلاء هو :

( نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيى المنبثق من الاب ، نسجدله ونمجده مع الآب والأبن الناطق فى الأنبياء ، وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ، وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى آمين ) .

كان ذلك المجمع فى عهد الأنبا تيموثيئوس ( البابا الـثانى والعشرين ) من باباوات الأسكندرية ، وهو أحد تلامذة الأنبا أثناسيوس بطل الأيمان الأرثوذكسى ، والمدافع الأول عن الأيمان القويم فى مجمع نيقية ضد آريوس وأتباعه ، ( وكان وقتها شماسا وتلميذا للبابا الكسندروس السكندرى )

لذا يجدر بنا ، قبل الحديث عن مجمع القسطنطينية ، أن نعود قليلا للوراء لنلقى نظرة سريعة على ظروف العالم الدينية والسياسية فى السنوات السابقة لعقد مجمع القسطنطينية ، وكذلك ظروف الكنيسة ، والأحداث التى مرت بها ، منذ مجمع نيقية العظيم ، وتأثير بدعة آريوس على الشعب المسيحى فى الشرق والغرب ، ودور أقباط مصر ونضالهم الروحى لحفظ الأيمان الأرثوذكسى القويم .

مدينة القسطنطينية :

اختار الأمبراطور مدينة القسطنطينية لتكون مقرا للمجمع المسكونى الثانى ، وهى المدينة التى بناها الأمبراطور قسطنطين فى المكان الذى كانت فيه بيزنطة على شاطىء البوسفور ، وأنشأ فيها أول حكومة مسيحية ، فى 11 مايو سنة 330 م ، ولما تنصب الأمبراطور اركاديوس ثبتها كعاصمة للأمبراطورية الرومانية الشرقية عام 395 م ، ويبدو أن موقعها الجغرافى الممتاز ومكانتها الأقتصادية والحربية قد وجهت إليها أنظار الطامعين والفاتحين ، فعانت لذلك حروبا كثيرة كادت تحيلها الى ميدان للقتال .

حاصرها العرب عام 685 م ، ولكن القيصر قسطنطين الرابع قد انتصر عليهم وردهم فاشلين فعادوا لمحاصرتها مرة ثانية سنة 741 م فى عهد لاون الثالث غير أنهم لم يفلحوا أيضا .

وعندما بدأت الحرب الصليبية ، ودعا بابا روما بعض الممالك التابعة له كى تشترك فيها – جاءت الجيوش عن طريق القسطنطينية ، ويقال أنها عبثت بمحاسن المدينة ونقلت إلى روما أكثر تحفها الثمينة ، ويذكر البعض أن سبب ما أحدثته هذه الجيوش بالقسطنطينية هو وجود نزاع فى تلك الأيام بين كنيستى الروم واللاتين لأختلافهما على بعض المسائل العقائدية .

وفى سنة 1453 م دخل السلطان محمد الثانى الفاتح مدينة القسطنطينية بجيوشه التركية ، وبعد أن استتبت له الأحوال ، حول كنيستها الكبرى ( كاتدرائية سانت صوفيا ) التى كانت من أكبر الكنائس فى ذلك الوقت وطرازا معماريا فريدا يدرس فى الكليات المعمارية إلى اليوم - إلى جامع اسلامى .... !! . وجعل المدينة عاصمة ملكه ومقر حكومته .

ولازالت المدينة باقية الى اليوم بأسم الآستانة أو أستانبول ، ومنها انطلق الحكم العثمانى ليشمل معظم الدول العربية فى التاريخ الحديث .


استمرار الصراع الآريوسى

وجهاد البابا أثناسيوس الرسولى :

لم تمضى ثلاث سنين على إقرار عقيدة نيقية حتى تغير مسلك قسطنطين الكبير تغيرا تاما ، حيث أن حسابات الأباطرة تدخل فيها المصالح السياسية ، فأراد التوفيق بين المسيحية من جهة والوثنية من جهة أخرى ليحافظ على وحدة الأمبراطورية ، فنجده قد مال إلى الآريوسية كحل وسط ، فقام باستدعاء آريوس من منفاه سنة 327 م ، وكان ذلك بداية لمرحلة خطيرة وهامة فى الصراع الآريوسى ، كما أنه فتح الطريق لكل من تسول له نفسه بابتداع هرطقة جديدة أو فكر منحرف دون مسآءلة أو حزم .

وفى مجال الصراع الآريوسى تعددت وتباينت الأطراف فى دورها :

لقد مال معظم أبناء قسطنطين الذين خلفوه فى الحكم إلى التعاطف مع المذهب الآريوسى ، حتى أصبح الموقف حرجا بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية .

لقد تعرضت الكنيسة الأرثوذكسية ، حسبما شرح القديس أثناسيوس فى رسالة عامة عام 329 م ، لأضطهاد مرير على أيدى الآريوسيين ، تحدث عن حرقهم لدور العبادة وسبى الأريوسيين للعذارى ، وانضم اليهود إليهم فى اضطهاد الأرثوذكس .

لقد تعرض للأضطهاد كل من البابا الكسندروس ثم القديس أثناسيوس الذى تحمل أكثر من 46 سنة من الأضطهادات المريرة والنفى أكثر من مرة للخارج .

كما يحكى لنا التاريخ أن أشد الناس تمسكا وغيرة على إيمان نيقية كانوا هم متوحدى ورهبان مصر ، كانوا مثالا للشعب فى التمسك بالأيمان وتحمل الأضطهادات .

هكذا لم يكن النصر الذى أحرزه المدافعون عن الأيمان فى مجمع نيقية نصرا نهائيا على الآريوسية ، بل ظلت الكنيسة تجاهد ضدها بعد مجمع نيقية بأكثر من نصف قرن من الزمان ، ووقف القديس أثناسيوس الرسولى مدافعا عن الأيمان برغم ما واجهه من صعاب واضطهاد ، لهذا فجميع الكنائس فى الشرق والغرب تعد الأنبا أثناسيوس الرسولى ليس من أكبر معلميها فقط بل وأيضا حامى الأيمان الرسولى ، وقد أنصف من دعاه من المؤرخين بمؤسس المسيحية الثانى

ونحن عندما نركز على تلك الفترة من التاريخ ، فليس لغرض الأطالة فى الحديث، ذلك لأن المجامع المسكونية الثلاث تعاقبت فى فترة زمنية متقاربة ، حتى ليخيل لدارسى التاريخ أنها كانت تعالج موضوعا واحدا ، ونحن بصدد الحديث عن مجمع القسطنطينية لابد من الربط بين فترة النضال الروحى للبابا أثناثيوس الرسولى ، الذى وضع للكنيسة منهجا فريدا فى الدفاع عن عقيدتها القويمة ، احتذى به من جاء بعده من البابوات ، ولهذا فنحن نتذكر دائما كيف حافظ الشعب القبطى وقياداته الدينية على الأيمان القويم بالجهاد والتضحية وبذل الأرواح وسفك الدماء ، فالأريوسية برغم هزيمتها واندحارها فى الماضى إلا أنها مازالت تطل على الكنيسة من جديد منذ أواخر القرن العشرين وحتى اليوم من خلال مايسمى " بجماعة شهود يهوه " ، أو الطوائف الدخيلة علينا ، وكأن ابليس لا يريد أن يعترف بهزيمته وأندحاره ، ويريد محاربة الكنيسة بشكل آخر ، فى العصر الحديث .

أما عن القديس أثناسيوس فمن الحديث عن شخصيته نستطيع أن نقدر على أى مستوى روحى يكونون تلاميذه أمثال البابا تيموثيئوس ، الذى سوف نشير إليه فى معرض الحديث عن مجمع القسطنطينية .

وبرغم حروب الآريوسية ضد قرارات مجمع نيقية ، فإن قرارت الآباء الثلاثمائة والثمانية عشر ظلت كالصخرة التى تحطمت عليها كل الهرطقات الآريوسية والهرطقات التى تلتها .

إن القديس أثناسيوس قد فعل كل شىء بكل قوة ليعد لإنحلال الأريوسية الأخير فى مجمع القسطنطينية سنة 381 م ، حيث اكتمل قانون الأيمان النيقاوى الذى بقى لكل التاريخ .

ثالثا : وفاة قسطنطين وانقسام الأمبراطورية :

بعد وفاة قسطنطين الكبير انقسمت الأمبراطورية إلى ثلاثة أقسام يحكمها أبنائه الثلاثة : فالغرب كان من نصيب قسطنطين الصغير ، وايطاليا والليريا وافريقيا كانت من نصيب قسطانس ، ومصر والشرق كانت من نصيب قسطنطيوس ، وقد عاد البابا أثناسيوس من منفاه فى مدينة تريف التى نفى إليها فى آخر أيام حكم الأمبراطور قسطنطين الكبير ، وكان ذلك النفى الأول له

ولكن كانت هناك فترة جديدة من الصراع تنتظره بعد أن اغتال قسطنطيوس الأريوسى أخاه قسطنطين – صديق البابا أثناسيوس - الأرثوذكسى امبراطور الغرب ، وعندها صارت الأمبراطورية إلى قسمين .

تسلسل الأباطرة وجهاد البابا أثناسيوس ضدهم وضد الأساقفة الآريوسيين

شخصية قسطنطينوس :

ان أشد ما قاساه الأنبا أثناسيوس ، بل والأرثوذكسية كان فى عهد ذلك الأمبراطور – لقد انتشرت الأريوسية فى عهده انتشارا حثيثا فى معظم ارجاء الأمبراطورية .

كان قسطنطينوس آريوسيا ، بينما كان قسطنطين الصغير وأخاه قسطانس ارثوذكسيين .

وبرجوع البابا أثناسيوس من المنفى الأول فى 23/11/337 م اضطرب الأريوسيين وأخذوا يعملون فى همة لأقصائه .

تم تعيين الوالى فبلاجريوس واليا على الأسكندرية من قبل الأمبراطور قسطنطينوس خصيصا لمحاربة الأنبا أثناسيوس ، وفى أثناء هذه الفترة حضر الأنبا أنطونيوس إلى الأسكندرية عام 338 م لمساندة البابا أثناسيوس فى جهاده ضد الآريوسيين ، وهذا يعطينا فكرة أن الآباء الرهبان برغم اعتزالهم العالم ، إلا أنهم مشاركون للكنيسة فى جهادها الروحى وغير منفصلين عن بقية المؤمنين .

تم عقد مجمع للآريوسيين فى أنطاكية عام 339 م – حكموا فيه بتجريد الأنبا أثناسيوس من رتبته ، وتم نفيه إلى روما – وكان هذا هو النفى الثانى له ، الذى بدأ من 7/4/339 م وحتى 21/10/346 م . ولعل الأنبا أثناسيوس أختار روما لتعاطف قسطانس امبراطور الغرب معه ، وكذلك الأسقف يوليوس ( أسقف روما ) .

بعد مقتل قسطانس عام 350م ، فى صراعه مع خصمه ماجنتيوس ، بدأت فترة اضطهاد ثانية للأنبا أثناسيوس حيث دس له الآريوسيين مكيدة بأنه كان على اتصال بالثائر ماجنتيوس ، حيث تم نفيه بيد الأمبراطور قسطنطينوس ، فذهب إلى الصحراء وتنقل بين الأديرة ، وكان هذا النفى الثالث له عام 355 م لمدة ست سنوات .

بحلول عام 359 م عمت الآريوسية الأمبراطورية الرومانية شرقا وغربا .

بوفاة قسطنطينوس تولى جوليان الحكم ، وكان يبغض المسيحية ، ولكنه أفرج عن جميع المنفيين ، وهكذا عاد الأنبا أثناسيوس للأسكندرية فى 22/2/362 م .

عمل البابا أثناسيوس على زيادة تأكيد الأرثوذكسية ، فعقد مجمعا سنة 362 م قرر فيه ما يجب اتباعه مع الآريوسيين التائبين ومعاملتهم بالشفقة ، وتمكن بذلك أن يكسب عددا عديدا من الآريوسيين إلى صفوف الكنيسة .

استاء الأمبراطور جوليان من نشاط البابا أثناسيوس وأمر بنفيه بحجة أن الأعفاء عن المنفيين هو لرجوعهم لبلادهم فقط وليس لكراسيهم .

وكان هذا هو النفى الرابع للأنبا أثناسيوس ، حيث قضى فترة النفى هذه فى صعيد مصر ، وبين الأديرة بمنطقة طيبة ، ووسط الاباء الرهبان .

لم يكن بوسع الوالى أن يقتل البابا أثناسيوس إذ التف الشعب المصرى كله حول البابا ، لا كزعيم روحى فحسب ، بل باعتباره رمزا حيا بطوليا للتحديات المصرية ضد حكومة بيزنطة المستبدة ومليكها العاصى .

إن المؤرخين الذين يسقطون – عن عمد – تاريخ العهد القبطى منذ دخول المسيحية إلى مصر على يد القديس مارمرقس البشير ، ولعدة قرون بعد ذلك ، إنما يرتكبون جرما كبيرا فى حق التاريخ المصرى ككل ، لقد كانت تلك الفترة مليئة بالنضال الروحى والوطنى فى آن واحد ، ولولا صلابة الأقباط واعتزازهم بهويتهم وعقيدتهم ، لضاع من ايدينا ما نفخر به الآن كمصريين بصفة عامة من اعتزازنا بأصالتنا الفرعونية الممتدة للآف السنين للخلف ، وما كانت مصر تتبوأ مكانتها الآن فى مقدمة دول الشرق الأوسط .

بعد مقتل جوليان فى 26/6/363 م فى معركة مع الفرس ، تولى عرش الأمبراطورية جوفيان الذى قرر الغاء الأمر الصادر من سلفه ضد البابا أثناسيوس الرسولى .

وعاد الأنبا أثناسيوس – ولكن لسوء الحظ – لم تطل أيام جوفبان فى الحكم اكثر من 7 أشهر ، ففقد البابا صديقا مسيحيا مخلصا .

وقد خلفه فى الحكم أخوان : فالنتيان فى الغرب ، وفالنس فى الشرق ، فكان على البابا أن ينتظر نفيا آخر كان قصير الأمد .

أصدر فالنس عام 365 م أمرا بنفى كل الأساقفة الذين سبق أن نفاهم قسطنطينوس وأعادهم جوليان . فغادر البابا أثناسيوس الأسكندرية وأختبأ فى بيت ريفى عند فرع النيل الغربى حوالى 5 أشهر من 10/365 م وحتى 2/366 م .

وأمام ثورة الأقباط عاد البابا من منفاه بكل تكريم إلى الأسكندرية ، إلا أن فالنس لم يكن قد غير اتجاهه وميوله الأريوسية .

نياحة البابا أثناسيوس :

عاد البابا أثناسيوس من نفيه الخامس والأخير فى فبراير عام 366 م . ليمضى بعد ذلك سبع سنين يجنى ثمار غرسه طوال ما ولى من السنين . وقد حرص الأمبراطور فالنس على أن لا يعكر صفو سلامه على أمتداد ما بقى للبابا أثناسيوس من عمر .

وبرغم تقدم البابا أثناسيوس فى الأيام ، إلا أنه لم يفتر عن مقاومة الآريوسية فى كل مكان ، وفى الثانى من مايو سنة 373 م . ودع البابا أثناسيوس الأسكندرى شعب الأسكندرية ودنياه ، بعد أن احتفظ بكنيسة الأسكندرية ومصر جزيرة للنيقية وسط بحر الآريوسية فى الشرق الرومانى . إذ ظل ستا وأربعين سنة على كرسى الأسقفية يصارع الآريوسيين أساقفة وأباطرة ، ينالون منه ويطاولهم ، حتى أعيتهم فى أمره الحيل ، وبلغ بهم وبه الصراع مبلغ الجهد ، فتركوه وشأنه .

ولم توات الأمبراطور الفرصة للأنتقام ، إلا بعد وفاة الأنبا أثناسيوس ، فأرسل رسله يؤيدهم جنده ، لتحطيم قوة الرهبان بمهاجمة أديرتهم خاصة فى وادى النطرون ، لرفع لوقيوس الأريوسى طريد الأسكندرية أسقفا على الأسكندرية ، مما دفع البابا بطرس خليفة البابا أثناسيوس إلى الفرار بنفسه إلى الغرب محتذيا سبيل سلفه وأستاذه عام ( 373 م – 380 م ) ولكنه عاد إلى الأسكندرية بعد مصرع الأمبراطور فالنس ، وتم طرد لوقيوس الآريوسى .

وبمصرع الأمبراطور فالنس ، تولى عرش الأمبراطورية ثيؤدسيوس الكبير ، وبدأت فترة جديدة على الكنيسة المصرية .

لا يفوتنا قبل الأنتهاء من الحديث عن تلك الفترة المليئة بالأحداث الخطيرة فى تاريخ الكنيسة ، أن نتذكر قول السيد المسيح : " .......... على هذه الصخرة أبنى كنيستى ، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها " .

إنه وعد من الله بحماية كنيسته وشعبه إلى المنتهى ، نلاحظ أن الأباطرة والحكام الذين مدوا أيديهم للأساءة للكنيسة منذ فجر المسيحية وحتى تاريخنا الحديث قد أنتهت حياتهم بالقتل ، وظلت الكنيسة باقية وصامدة كما هى .

عندما تولى الأمبراطور ثيؤدسيوس الكبير عرش الأمبراطورية ، ارتاع مما أصاب كنيسة القسطنطينية على أيدى الاريوسيين ، فطلب من البابا بطرس الثانى أن يعاونه على إعادة الكنيسة إلى سالف مجدها ، فبادر البابا السكندرى بتكليف القديس غريغوريوس الثيئولوغس ( الناطق بالإلهيات ) أسقف سازيما بآسيا الصغرى بالذهاب إلى القسطنطينية لتعليم شعبها وتثبيته على الأيمان القويم .

ثم رأى البابا السكندرى أن يعزز غريغوريوس فى جهاده فأرسل إليه نخبة من كهنته برياسة تيموثاوس ، الذين أدوا دورهم الروحى على أكمل وجه وعادوا إلى الأسكندرية مرتاحى الضمير ، وعاود تيموثاؤس التعليم فى مدرسة الأسكندرية الساطعة


نياحة الأنبا بطرس الثانى :

اقتربت أيام الأنبا بطرس الثانى من النهاية ، وأنتقل إلى اورشليم السمائية ، وارتحل إلى الموضع الذى هرب منه الحزن والكآبة والتنهد بعد أن ساس كنيسة مصر خمس سنوات ، وتسعة أشهر .

ولما كان الشعب القبطى يعرف عن جهاد تيموثاؤس الروحى والفكرى ، ولما كان يجد فيه قبسا من نور معلمه الكبير الأنبا أثناسيوس ، فقد انتخبه ليكون راعيه الأول سنة 76 ش ، فأصبح بذلك الخليفة الثانى والعشرون للقديس مارمرقس الرسول .

وفى تلك الفترة رأى بعض الأساقفة الغربيين اعتبار قوانين المجمع السرديكى متساوية مع مجمع نيقية

*** ( مجمع سرديكا – التى تقع على الحدود بين الأمبراطوريتين الشرقية والغربية - عقد عام 343 م باتفاق بين قسطانس وأخيه قسطنطيوس ، بهدف ارجاع السلام والوحدة إلى الكنيسة والأمبراطورية ، إبان الصراع بين الأنبا أثناسيوس والآريوسيين ، وقد أكد المجمع من جديد التمسك بقانون إيمان نيقية ، وارجاع الأنبا أثناسيوس إلى كرسيه ) .

........ غير أن الأساقفة الشرقيين عارضوهم أشد المعارضة ، معلنين أن مجمع نيقية لكونه مسكونيا له الأولوية على مجمع سرديكا لكونه مكانيا ، وبعد تبادل الأساقفة الخطابات ، ومجهود الأنبا تيموثاوس ، اتفق الأساقفة ( شرقا وغربا ) ، على أن قوانين المجمع المكانى تأتى فى المرتبة الثانية بعد قوانين المجمع المسكونى – ومن ثم كان لمجمع نيقية الأولية على مجمع سرديكا .

رد مع اقتباس
قديم 17 - 05 - 2012, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
رمانة
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية رمانة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 13
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلــــ غزة ـــب
المشاركـــــــات : 8,903

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

رمانة غير متواجد حالياً

افتراضي

الرب يباركك
مووضووووع متميز
ننتظر جديدك
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 05 - 2012, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Ebn Barbara

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ebn Barbara غير متواجد حالياً

افتراضي

ميرسي كتير للتشجيع
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024