رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تَرْشِيشَ ومعناها في العبرية " الزبرجد " وقد ترجمت فعلاً إلى " زبرجد " في مواضع كثيرة (خر 28: 20، 39: 13، نش 5: 14، حز 1: 16، 10: 9، 28: 13، دانيال 10: 6). ويرى البعض أنها كلمة فينيقية بمعنى " معمل تكرير ". وهى اسم بلاد أو مدينة تذكر دائماً بالارتباط بالسفن كما أن يونان نزل في سفينة ذاهبة إلى ترشيش (يونان 1: 3، 4: 2) من ميناء يافا ليهرب إلى أرض بعيدة (إش 66: 19). وإن الطريق إليها كانت عبر مياه البحر الأبيض المتوسط. وكذلك كانت سفن سليمان وحيرام تأتي كل ثلاث سنوات مرة إلى ترشيش حاملة ذهباً وفضة وعاجاً وقروداً وطواويس (1 مل 10: 22 و2 أخبار 9: 21) ولما كان يقتضي لتلك السفن ثلاث سنين لكي تعود من سفرها يستنتج أن تكون ترشيش بلداً بعيداً (اش 66: 19). وكانت تلك البلاد غنية بالمعادن مثل الفضة (ارميا 10: 9) والحديد والقصدير والرصاص التي كانت تصدر إلى البلاد الأخرى مثل صور ويافا (حز 27: 12). وقد كانت سفن ترشيش مخصصة للتجارة منها وإليها. منها وإليها. ثم بعد ذلك أصبحت سفن ترشيش من العظمة بمكان بحيث تسافر إلى كل جهة. وكانت الرياح تصدم سفن ترشيش المحملة بأثمن البضائع وتكسرها في مياه بحر الروم (الأبيض المتوسط) (مز 48: 7 واش 2: 16 و23: 1 و14 و60: 9 وحز 27: 25) وإن يهوشافاط بنى بعضاً من هذه السفن العظيمة فكانت تسافر إلى أوفير الواقعة على فرضة عصيون جابر (إيلات) على خليج العقبة في البحر الأحمر (2 أخبار 9: 21 و1 مل 10: 22). والأرجح أنها كانت بلادا في غربي البحر المتوسط. ويظن الكثيرون أنها " ترتيسوس " في أسبانيا بالقرب من جبل طارق، والتي ذكرها هيرودوت في تاريخه، فلابد أن ثروة أسبانيا المعدنية قد جذبت إليه الفينيقيين الذين أقاموا لهم مستعمرات هناك. كما يظن البعض أنها " قرطاجنة " في شمالي أفريقيا، والتي قامت بينها وبين روما الحروب البونية، التي اظهر فيها القائد القرطاجني هانيبال براعة حربية خلد بها اسمه في التاريخ. وقد اكتشفت في 1773 نقوشاً فينيقية أثرية في جزيرة سردينيا ترجع إلى القرن التاسع قبل الميلاد تحمل اسم " ترشيش ". ويظن " اولبريت " أن كلمة " ترشيش " نفسها تحمل معني التعدين أو صهر المعادن، وعليه فأي ارض بها مناجم للمعادن يمكن أن يطلق عليها اسم " ترشيش "، وبخاصة أن كلمة " راساسو " الاكادية القديمة تعني " يصهر " أهم " ينصهر " ويمكن أن يستخدم الاسم " ترسيسو " للدلالة على " مصهر " أو مصنع لاستخلاص المعادن. ولكن الأرجح أن المقصود بها هي أسبانيا. ويرى البعض أن " سفن ترشيش " لا تدل على ارتباطها بمكان معين صنعا أو تجارة، بل بالحري تدل على نوع معين من السفن كان يتميز بالفخامة والقدرة على السير في أعالي البحار إلى ابعد البلاد، كما يبدو ذلك في بعض العبارات (مثل: مز 48: 7، إش 2: 16، 23: 1، حز 27: 25). وان كانت في مواضع أخرى تدل على الانتساب إلى مكان معين (مثل حزقيال 38: 13، مز 72: 10)، علاوة على دلالتها على اتساع التجارة في البحر المتوسط والبحر الأجمر فهذه السفن كانت تحمل متاجر ثمينة مختلفة الأنواع وبمعنى آخر ربما يقصد بسفن ترشيش سفن التكرير على شبه السفن التي تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط ولها اتصال بالمناجم ومعامل التكرير في سردينيا وفي عهد متأخر سفن جنوبي اسبانيا مع فينيقية أو ربما يكون المقصود بسفن ترشيش السفن الكبيرة . وفي زمن الهيمنة الأشوريّة احتاجت الصناعة إلى المواد الاولى، ولهذا تقوّت العلاقات مع ترشيش. فهناك نصان بيبليّان (1مل 10: 22؛ حز 27: 12) يعودان إلى القرن السادس فيذكران الذهب والفضّة والعاج والحديد والرصاص .ويبدو مما جاء في التكوين (10: 4 و 5) وفي الأخبار الأول (1: 7) أن سفن ترشيش كانت ترتاد مواني الجزائر اليونانية. وقد أشار هيرودوت إلى اتساع التجارة في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد. ولكن على أساس تك (10: 4 ) أيضا (ومن هؤلاء تفرّقوا في جزر الأمم) نعتبر أن ترشيش أو ابنة ترشيش (إش 26: 10) تدلّ على نهاية الكون (مز 19: 5)، على بلد بعيد (إش 23: 6 - 7؛ يون 1: 3) اشتهر بغناه (1مل 10: 22) وتجّاره (حز 27: 12). ولا نقدر أن نصل إليه إلاّ بواسطة سفن ضخمة. من هنا العبارة المأثورة: سفن ترشيش (1مل 10: 222أخ 9: 21). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|