رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرب يخرجنا من طريق الظلم والطمع "أمل قلبي إلي شهاداتك لا إلي الظلم (الطمع)" [36]. إن كان المرتل قد سبق فأعلن أنه إنما يهوى سبيل أو طريق الرب [35] لكنه لا يأتي بنفسه أو قلبه، طالبًا من هاديه الإلهي أو مرشده، ليس فقط أن يمسك به وإنما أن يلهب قلبه حبًا، مجتذبًا إياه إلي شهاداته، حتى قبول الموت شهادة لبرّ الله ووصاياه، حافظًا إياه من محبة الأباطيل والزمنيات والطمع والظلم. * بقوله "أمل قلبي إلي شهاداتك" [36] وأردد عيني عن النظر إلي الباطل، يعلمنا اجتناب السوء والتمسك بالخير. نعم، إن هذا في سلطاننا واقتدارنا، لكننا في حاجة إلي معونة الله ومؤازرته. بهذا المعنى يقول ربنا: "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 5:15). أنثيموس أسقف أورشليم * ينسب القديسون كل شيء إلي الرب. فلنتعلم أننا لا نستطيع أن نصنع شيئًا بدون الرب؛ يقول الرب: "إن لم تثبتوا فيَّ لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (راجع يو6:15 ،5). ربما يعترض أحد على ذلك، قائلًا: إذ أنسب كل شيء للرب، فماذا يخصني أنا؟ لنفحص في كل موضع ما يخصنا حتى لا يمتزج مع ما يأتي من قبل الرب. يقول: "ضع لي يا رب ناموسًا في طريق حقوقك" [33]. ما يخصنا نحن "أطلبه في كل حين" [33]. مرة أخرى أطلب من الله: "اعطني حكمة فأفحص ناموسك" [34]. مرة ثالثة أطلب: "اهدني في سبيل وصاياك" [35]، ماذا يخصني؟ يشير إلي ما يخصني بالكلمات: "فإني إياها هويت" [35]... لنطلب ما يأتينا من الله لكي نحصل عليه، ولنعده أيضًا بما يعتمد علينا نحن، ولا نتخلى عن وعدنا، حتى لا ننقض الميثاق الذي يربطنا بالرب. هذا ما يقوله المرتل "أمل قلبي إلي شهاداتك لا إلي الطمع" [36]، عالمًا بأن الطمع هو رذيلة ذات نفوذ قوي تؤله مكاسب الأشرار، وقد دعاها الرسول: "عبادة الأوثان" كو3:5. هذا ونتعلم من هذه العبارة أن الطمع لا يتفق مع شهادات الرب. العلامة أوريجينوس يقول أبوليناريوس [إذ يتمسك قلب الإنسان بقوة الشر منذ حداثته (تك 12:8) يحتاج إلي الرب كي يحول قلبه إلي البرّ، بمعنى أن الرب يوجه قوة عزمنا بالطريقة التي بها ينظم الأحداث وذلك بعمل الروح القدس (فينا).] * إن كان قلبنا لا يميل إلي الطمع فإننا نخاف الله وحده لأجل الله، فيكون هو وحده مكافأتنا عن خدمتنا له. لنحبه لأجل ذاته، لنحبه في داخلنا، ونحبه في أقربائنا الذين نحبهم كأنفسنا، سواء كان لهم الله أو من أجل أن يكون لهم الله... * "أملْ قلبي إلي شهاداتك لا إلي الطمع"، لأن قلبنا وأفكارنا ليست تحت سلطاننا. عندما تُصاب بالعمى فجأة تجعل الذهن والروح في ارتباك وتقودهما في موضع آخر غير ما تقصده أنت، تدعوهما إلي العالميات وتدخل بهما إلي الزمنيات وتحضرهما إلي الملذات وتمزجهما بالإغراءات. في نفس الوقت الذي فيه نستعد لنرفع عقولنا إلي فوق تقتحمنا الأفكار الباطلة وننطرح بالأكثر نحو الأمور الأرضية . القديس أغسطينوس * إنني سأتكلم بما هو نافع، فاقتطف كلمات النبي: "أمل قلبي إلي شهاداتك لا إلي الطمع" [36]، فإن نعمة الكلمة نافعة لا تثير فينا محبة المال . القديس أمبروسيوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|