رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوصية غنى الشاب "وفرحت بطريق شهاداتك مثل كل غنى" [14]. كان داود النبي يشتهي أن يبني بيت الرب، وإذ جاءه الوعد أن يقوم ابنه بهذا الدور فتح أبواب خزائنه ليجمع الذهب والفضة وكل ما هو ثمين، لا ليفتخر بالغنى والثروة، وإنما ليعد لابنه كميات وفيرة لبناء الهيكل... كان متهللًا بهذا العمل. لقد حُرم داود من بناء الهيكل على جبل صهيون لكنه فتح خزائن قلبه لغنى الوصايا الإلهية الوفيرة التي تقيم مقدسًا للرب في أعماقه، وتحول حياته بكل ما فيها من متاعب وآلام إلي شهادة حق لله! * سبق أن تكلمنا عن "الشهادات" (الاستشهاد). طريق الشهادات يتحقق عندما نسلك "ليس عن حزنٍ أو اضطرارٍ" (2 كو 7:9)، وإنما بفرحٍ كاملٍ كقول داود النبي. وكما جاء في رسالة بولس الرسول إلي أهل كورنثوس: "أشكر إلهي في كل حين من جهتكم على نعمة الله المعطاة لكم في يسوع المسيح، انكم في كل شيء استغنيتم فيه في كل كلمة وكل علم" 1كو4:1-5. لأن الغنى متنوع لذلك يقول: "إنكم في كل شيء استغنيتم"، بمعنى: في كل فضيلة، بالعمل والتأمل، حيث يطابق العمل الإدراك. حقًا إن من يحصل على غنى مادي يفرح بسبب هذا الغنى، ليس عندما يكون لديه جزء من الغنى، وإنما يحصل على "كل الغنى"، كل الأصول الثابتة والمتداولة، أي العقارات والنقود. هكذا أيضًا من يرغب في الغنى الروحي يفرح ويبتهج عندما ينال غنى كاملًا، وذلك بفضل تقدمه في شهادات الرب وممارسته للفضائل. كأنه يقول: لتكن شهاداتك هي التي تغنيني عن كل شيء، لتكن هي فرحي وغناي. العلامة أوريجينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|