في اليوم الأخير من رحلته الطويلة، وفي لقائه الأخير مع يوسف ابنه المحبوب، كان يعقوب يسترجع تاريخه، وكان الشـيء البارز الذي يشغَل تفكيره هو ”اللهُ الْقَدِيرُ“ وما فعله معه عبر السنين.
ففي البداية توقف عند أجمل أيام حياته، يوم ظهر له الرب في حُلم الليل في ”لُوز“، التي دعاها ”بيت إيل“، وباركه (تك28). وكيف بورك يعقوب في ذلك اليوم؟ لقد خدع أباه وكذب عليه خمس مرات وانتهج مسلكًا مُشينًا لا يليق (تك27). وهو نفسه كان يخشى أن يجلب على نفسه لعنة لا بركة. لكن ”اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ“ تسامى في نعمته وتحكَّم في إسحاق لتصل البركة ليعقوب طبقًا لقصده في النعمة الذي لا يُعطله فشل الإنسان. لقد ارتعد إسحاق ارتعادًا عظيمًا أنه كان سيُخطئ ويبارك عيسو مخالفًا لفكر الله. ورغم توسلات عيسو ودموعه ثبَّت البركة ليعقوب قائلاً: «بَارَكْتُهُ ... نَعَمْ، وَيَكُونُ مُبَارَكًا!».