رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو إطار مَثَل الابْنَين؟ ضرَبّ يسوع مَثَل الابْنَين (متى 21: 28-32) في هيكل اورشليم أثناء مواجهته إلى خبث ورياء وعناد عظماء الكهنة ورؤساء الشيوخ (متى 21: 23) عندما قاوموه، وقاموا من قَبْله يوحَنَّا المَعْمَدان. استخدم يسوع المَثَل كأداةٍ يشرح بها عن نفسه، ودافع عن ذاته أمام مُعارضيه ليُقنعهم. ثار عظماء الكهنة ورؤساء الشيوخ، وهم أصحاب السُّلطة الدِّينية، على إثر طرد الباعة من الهيكل فسألوا يسوع "بِأَيِّ سُلطانٍ تَعمَلُ هذِه الأَعمال؟ ومَن أَولاكَ هذا السُّلطان؟ " (متى 21: 23)، لكن يسوع المسيح رفض أن يُجيبهم صراحة، لأنَّهم فقدوا صفة القضاء بسبب تأويل مطالب يوحَنَّا المَعْمَدان. وهنا جرّهم يسوع إلى منصة الدَّينونة. إذ انهم يُعلنون انَّهم يُطيعون إرادة الله، لكنهم يرفضون الاسْتماع إلى يوحَنَّا المَعْمَدان الذي جاءهم برسالة الهيه، كما اكّد ذلك لوقا الإنجيلي " أَمَّا الفرِّيسيُّون وعُلَماءُ الشَّريعَة فلَم يَعتَمِدوا عن يَدِه فأَعرَضوا عن تَدبْيرِ اللهِ في أَمرِهم" (لوقا 7: 30) وبالرغم من أنَّ العَشّارين والبَغايا يسخرون علنًا بالدِّين، قد استمعوا إليه، وتابوا عن ماضيهم الأثيم، كما ورد في إنجيل لوقا "جَميعُ الشَّعبِ الَّذي سَمِعَه حَتَّى الجُباةُ أَنْفُسُهم بَرُّوا الله، فاعتَمَدوا عن يَدِ يوحَنَّا" (لوقا 7: 29)؛ ومن هنا يُروي يسوع لهم مَثَل الابنين موضحًا به موقفهم المُرائي. الابن الأول الذي يقول "لا" لأبيه ورفض طلبه، لأنه لا يرغب، ولكنَّه ندم ولبَّى رغبة أبيه، وذهب في آخر الآمر إلى الكَرْم؛ هو يُمَثَل العَشَّارين والبَغايا؛ وهذا دليل أنّ الأبواب مفتوحة لكلّ من يرجع إلى الله بصدقٍ، ومن كلِّ قلبه، والآب يستقبل بفرح الابن الّذي يتوب بصدقٍ. وأمَّا الابن الآخر الذي قال "نعم "، وتظاهر بأنَّه مُطيع لكنه في الواقع رفض رغبة أبيه ولم يُنفِّذها. ما الفائدة من قول كلمة "نعم" بدون تطبيقها؟ كل من الابنين أخطأً، فالابن الذي ذهب أخطأ في مخاطبة أبيه بلهجة جافة، والمُتأدب أخطأ في انه لم يَصدقْ في وعده. لكن أحدهما قد تاب وندم، أمَّا الآخر فقد تمادى في عصيانه وتمرُّده. والابن الأول أُمتدح مرتين: المرة الأولى على صدقه في عدم إعطائه وعدًا قد لا ينفِّذه؛ والمرة الثَّانية لتراجعه عن خطأه وعاد لتنفيذ مشيئة أبيه. وأمَّا الابن الثَّاني فقد ذُم مرتين: المرة الأولى، لأنَّه أعطى وعدًا ولم ينفِّذه، والمرة الثَّانية لعصيانه مشيئة أبيه. وفي هذا الصدد قال الشاعر القديم المثقب العبدي في قصيدته: حسن قول "نعم" من بعد "لا" وقبيح قول "لا" بعد "نعم". وإذا قلت "نعم" فاصبر لها بنجاح القول إن الخلـف ذم. يسأل يسوع في بداية المَثَل رأي رؤساء اليهود " ما رَأيُكم؟ " (متى 21: 28)، وأمَّا في نهاية المَثَل فيقوم يسوع بطرح هذا لسؤال "أَيُّهما عَمِلَ بِمَشيئَةِ أَبيه؟"(متى 21: 31). فقد اقرّ رؤساء اليهود مبدا أولوية العمل على القول. "فقالوا: الأَوَّل"(متى 21: 31)، فالقرار الأخير هو مسالة الأخلاق. فالأخلاق لا تكمن في الرَّغبة، ولا في القول الذي يُمكن تكذيبه، بل في العمل. تطبيق القرار يكمن بالحكم التالي " قالَ لَهم يسوع: ((الحَقَّ أَقولُ لكم: إِنَّ الجُباةَ والبَغايا يَتَقَدَّمونَكم إلى مَلَكوتِ الله. فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه، وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه. وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه" (متى 21: 31-32). وراء علاقة الأب بابنيه في المَثَل تُظهر العلاقة التي تُوحّد الله بشعبه مُبيِّنًا انحراف الأبرار واستقبال الخطأة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هي أبعاد مَثَل الابْنَين؟ |
مَثَل الابْنَين | "ودَنا مِنَ الآخَرِ وقالَ لَه مَثَل ذلك" |
مَثَل الابْنَين | "ما رَأيُكم؟ |
مَثَل الابْنَين | الطَّاعَة الحقيقية |
ما هو إطار مثل الابْنَين؟ |