رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه، وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه. وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه. تشير عبارة "طريقَ البِرّ" δικαιοσύνης إلى نوال البِرَّ عن طريق الحق والتَّوبة والإيمان بالمسيح الذي أعلن عن نفسه بقوله إنَّه " الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة " (يوحَنَّا 14: 6). أمَّا عبارة "فلَم تُؤمِنوا بِه" فتشير إلى الفَرَّيسيِّين الذين هم بمثابة الابن الذي تظاهر بأنَّه مطيع، ولكنَّه لم ينفِّذ قول أبيه. وكذلك عظماء الكهنة وشيوخ الشعب الذين تسلموا رسميًا التُّوراة، لكنهم لم يبدَّلوا حياتهم، بل رفضوا دعوة يوحَنَّا المَعْمَدان ودعوة يسوع إلى التَّوبة وظلُّوا متحجري الضَّمير وقُساة القلوب، وبالتَّالي منافقين أمام الله والنَّاس. أمَّا عبارة " فآمَنوا بِه " فتشير إلى التَّوبة وقبول تعليم يسوع وشهادته أنَّ يسوع هو المسيح. وأمَّا عبارة " وأَنتُم رَأَيتُم ذلك " فتشير إلى ما كان واجب على الفَرَّيسيِّين أن يرغبوا في التَّوبة اقتداءً بالعَشَّارين. أمَّا عبارة "فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ" فتشير إلى إصرار عظماء الكهنة ورؤساء الشُّيوخ على عدم التَّوبة وبقاء قلوبهم الشَّريرة على تقواهم وعبادتهم الشَّكلية. إن بِرَّ الفَرَّيسيِّين الذي افتخروا به لا قيمة له أمام الله تعالى، وانَّهم محتاجون إلى التَّوبة كالعَشَّارين. أمَّا عبارة "آمَنوا بِه" فتشير إلى العَشَّارين والبَغايا، فالإيمان هو تسليم الذَّات للمسيح، لكن تسليم الذات لا يتم إلاَّ بالتَّوبة والرجوع إلى طاعة الله. والطَّاعَة لا تتم ُّبالكلام بل بالعمل والحق. وبالرغم من أنَّ رؤساء الشعب والفَرَّيسيِّين رأوا ندامة الخطأة من العَشَّارين والزُّنَاة، لكنَّهم لم يتعلموا ولم يتوبوا. أمَّا عبارة "فلَم تَندَموا" فتشير إلى عدم إظهار التَّوبة. ولم يعلم المسيح بهذا المَثَل أنَّ رجاء خلاص الشَّرير اقوى من رجاء خلاص الذي سيرته الظاهرة حسنة، إنما أراد أن يوضح أن الأمل بخلاص الخاطئ إذا تاب وترك خطاياه هو اقوى من الأمل بنجاة الذي يتظاهر بالفضيلة وهو لا يترك خطاياه بسبب كبريائه اتكاله على البِرّ الذَّاتي. في هذه الآية يجيب يسوع على السؤال الذي طرحه هو نفسه في بداية المَثَل "ما رَأيُكم؟" (متى 21: 28). ومهما كان الأمر فإن خطوة النَّدامة مطلوبة من الجميع. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|