إن المسيح لا يميز بين أبيض أو أسود أو أحمر. يقول الرسول بولس: «ليس يهودي ولا يوناني. ليس عبد ولا حُر. ليس ذكر وأنثى. لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع» (غلاطية3: 28). وهل ننسى أن أول من ضُرِب بمرض البرص اللعين هي مريم أخت موسى النبي؟ ولماذا ضُرِبَت بهذا المرض؟ أليس لأنها تكلَّمت على موسى الذي كان قد تزوج بامرأة سوداء البشرة من أرض كوش.
وعندما كان اليهود لا يعاملون السامريين، ضرب المسيح أروع الأمثلة في محبته للجميع، فتحدث مع امرأة سامرية، ولم يتركها حتى تركت ماضيها الأثيم وصارت تشهد عن المسيح المُغَيِّر العظيم (يوحنا4)؛ بل وشَبَّه المسيح نفسه بالسامري الصالح الذي يصنع الرحمة (لوقا10)؛ بل وعندما اتُّهِمَ المسيح بأنه سامري (كنوع من الاحتقار) وبه شيطان، دافع المسيح عن التهمة الثانية بأنه ليس به شيطان، ولكنه لم يدافع عن التهمة الأولى بأنه ليس سامريًا لئلا يجرح مشاعر السامريين.