|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من هم المدعوون لدخول في ملكوت الله على الصعيد المسكوني؟ يكشف المثل الوارد أعلاه أنَّ الرَبّ لا يحتقر عاملاً جاءه في ساعة متأخرة ولا عاملاً من طبقة متواضعة، إنَّ خلاص الله لا يُحصر في أمة دون أمة، وإنَّما الله هو الذي يهب الخلاص للنَّاس أجمعين دونما اعتبار للمَكانة أو للزَّمان أو لمدَّة الخِدمة. الله أكبر من قلوبنا (يوحنا 3: 20)؛ فيَحقُّ للجميع أن يشاركوا في محبَّة الآب السَّماوي في الخلاص الذي قدّمه عن طريق ابنه يسوع المسيح. فلماذا التذمر والحَسَد إن نال الآخرون ما نلناه نحن؟ الرَبّ يدعو الجميع حتى آخر لحظة، ويقبل حتى من يأتي متأخراً. اقتداءً بالرَبّ، ينبغي أن ينظر الأوّلون الآخرين باللطف وبمحبَّة، وليس بعين الحسود وبقلب شرّير. وكلنا نعلم بأن الحَسَد هو عكس الشكر والتمجيد، فالحَسَد يجعلنا نحزن على وجود ما هو إيجابي لدى الآخر، بينما الشكر والتمجيد يجعلنا نفرح. يبيّن لنا المَثل أنّه لا يشترط الأقدميّة لدخول ملكوت الله. فالرَبّ لا يحكم من باب العَدْل والاستحقاق فقط، بل من باب المَحَبَّة أيضا، والمَحَبَّة هي عطاء دون حِساب، وإنَّها تتفوّق وتسمو على العَدْل. فالرَبّ هو إله الجميع، وهو لا يدفع أجرة فحسب، إنما يعطى بمحبة وبسخاء، يُعطى أكثر مما نظن أو نتوقع. إنَّه يعطي بحسب نعمته، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول "ذاكَ الَّذي يَستَطيعُ، بِقُوَّتِه العامِلَةِ فينا، أَن يَبلُغَ ما يَفوقُ كثيرًا كُلَّ ما نَسأَلُه أَو نَتصَوَّرُه" (أفسس 3: 20). نحن لا نكسب ما نناله من الرَبّ بجهدنا، لكنّه يُعطينا من جوده وصلاحه وحبّ قلبه؛ فالدُّخول إلى ملكوت الخلاص هو بفضل نعْمَة الرَبّ ومحبته للجميع. فلك منا يا رب الشكر والحمد لاستقبالك الجميع. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|