رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكلمات الإرشادية (مفتاح السفر) يستخدم هذا المزمور مرادفات متعددة "للإعلان الإلهي" تصف كلمة الرب؛ يرى البعض أنها ثمانية، بينما يضيف إليها البعض المرادفين "طريق الرب، وحق الرب". وهي ليست مرادفات حرفية لغوية مجردة، إنما تشير إلي خصائص معينة لكلمة الله، توضح سموها وكمالاتها المتعددة. الشريعة (الناموس أو التوراة torah): الكلمة العبرية (توراة) تعنى بالأكثر أسفار موسى الخمسة؛ وقد تكررت هذه الكلمة 25 مرة، وردت في كل استيخون (قطعة) فيما عدا الاستيخون "ب". المعنى الحرفي لكلمة "التوراة" هو "التعليم"، أي التعليم الذي استلمه موسى على جبل سيناء. وقد ترجمها اليهود الهيلينيون "أصحاب الفكر اليوناني، "نوموس"، أي "الناموس"1. جاءت الكلمة مشتقة من فعل معناه "يوجه"، "يقود"، "يهدف"، "يصَّوب إلي قدام". هكذا تُدعى كلمة الله "شريعة الرب" أو "ناموسه"، لأنها توجهنا أو تقودنا إلي التعرف على أرادة الله المقدسة، لكي تربطنا بالحياة المطوّبة (مز 1:1) وتهبنا سلام الله وحقه الإلهي خلال الطاعة له. يلزمنا الخضوع لناموسه بكونه ملكنا الذي يقود حياتنا بقانون مملكته؛ لكنه في هذا لا يطلب لنفسه سلطانًا علينا بل يعلن أرادته لكي نحملها فينا لبنياننا وتقديسنا. يحدثنا هذا المزمور عن حالة التطويب التي يعيش فيها الساكنون في شريعة الرب، فمن هم هؤلاء السالكون في ناموس الرب إلا الذين يتَّحدون بالسيد المسيح الرأس، الذي وحده بلا عيب، وقادر أن يهب جسده الطاعة لناموسه، لا على مستوى الحرف القاتل بل الروح الذي يبني؟! والطاعة لشريعة الرب هنا لا تعني التنفيذ الحرفي لطقوسها، إنما تتميمها في المسيح يسوع بعمل الروح القدس فينا، الذي هو روح المسيح. فلا يستطيع إنسان بذاته أن يتمم شريعة الرب أو ناموسه، لذلك صار الكل في حاجة إلي عمل السيد المسيح الذي تممه من أجل الذين هم تحت اللعنة، لأنه مكتوب: ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به" غلا 10:3. * ها أنتم ترون كيف يبرهن أن الذين يلتصقون بالناموس هم تحت اللعنة، إذ يستحيل عليهم أن يتمموه (غلا 10:3، 11)، ثم كيف جاء الإيمان يحمل قوة التبرير هذه... استبدل المسيح هذه اللعنة بلعنة أخرى: "ملعون كل من عُلق على خشبة"... لم يأخذ المسيح لعنة عدم التقوى بل اللعنة الأخرى، لكي ينتزع اللعنة عن الآخرين. "على أنه لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش" إش 9:53. إذ بموته خلص الأموات من الموت، هكذا بحمله اللعنة في نفسه خلصهم منها . القديس يوحنا الذهبي الفم * لم يُعطَ الناموس لشفاء الضعفاء، وإنما للكشف عن ضعفهم وإظهاره (غلا 19:3)... لقد تسلموا الناموس الذي لم يستطيعوا أن يتمموه. لقد عرفوا داءهم، والتمسوا عون الطبيب، مشتاقين أن يبرأوا إذ عرفوا أنهم في كربٍ، الأمر الذي ما كانوا يعرفونه لولا عدم قدرتهم على تتميم الناموس الذي تسلموه. القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | الكلمات الإرشادية للإعلان الإلهي |
مزمور 77 | مفتاح السفر |
مزمور 25 - الكلمات الاسترشادية (مفتاح المزمور) |
مزمور 21 - الكلمة الاسترشادية (مفتاح السفر) |
مزمور 14 - كلمات ركيزية (مفتاح السفر) |