أعظم وأكمل مثال لما أقوله لك، عزيزي الشاب، هو ربنا المعبود يسوع المسيح الذي أعلن يومًا عن الهدف السامي الذي جاء من أجله وكان يسعى نحو تحقيقه في أيام وجوده على الأرض: «وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا10:10). واستمر هذا الهدف أمام عينيه في كل يوم وكل اليوم، في كل عظة ألقاها، وكل معجزة صنعها، في كل إجابة عن سؤال وُجِّه له، في كل بيت دخل فيه، مع تلاميذه ومع الجموع. لقد جاء الرب لهدفٍ واحدٍ وهو راحة الإنسان؛ لذا أراحه من المرض والخوف والجنون، من الجوع والعطش والانحناء، من العبودية والنجاسة وقيود الخطية. وأنهى قصة حبّه هناك فوق رابية الجلجثة وهو معلَّق على عود الصليب بعد إكمال العمل وتحقيق الهدف. ولهذا صرخ من فوق الصليب قائلاً :«قَدْ أُكْمِلَ». (يوحنا19: 30). نعم لقد أكمل العمل، وتمَّم الهدف الذي عاش لأجله ومات أيضًا لأجل تحقيقه وإتمامه.