رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زكريا والرؤيا يقول البشير لوقا إنه بينما كان زكريا يُبخِّر في هيكل الرب «ظهر له ملاك الرب... فقال له الملاك: لا تخف يا زكريا، لأن طلبتك قد سُمِعَت وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنًا وتسميه يوحنا» (لوقا1: 8-13). «لأن طلبتك قد سُمِعَت»: كلمات ينبغي أن نتوقف عندها قليلاً. إن أعظم الأحداث في العالم جاءت نتيجة الصلاة وليس بسبب ذكاء الإنسان أو جهده أو كفاءته. قال بيللي صانداي عن الصلاة: “صلى إبراهيم من أجل ابن فأعطاه الله نسلاً مثل الرمل الذي على شاطئ البحر، وصلى لأجل سدوم فسمع الله وأنقذ لوطًا. وصلى يعقوب لأجل إنقاذه من أخيه عيسو. وصلى موسى ليغفر الله للشعب. وصلى يشوع فاكتشف عَخَان. وصلَّت حنة فوُلِد صموئيل. وصلى حزقِيَّا فمات 185000 من جنود سنحاريب. وصلى دانيال فكمم الله أفواه الأسود. وما كان شيء من هذا ليحدث بغير الصلاة. صلى لوثر فجاء الإصلاح. وصلى نوكس فاهتزت اسكتلندا. وصلى برنارد فخضع الهنود. وصلى وسلي فاتجهت ملايين نحو الله. وصلى هوايتفيلد فتجدد الألوف. وصلى فِني فحدثت النهضة العارمة. وصلى تايلور فتأسست إرسالية الصين الداخلية. وصلى موللر فجمع سبعة ملايين دولار لإطعام آلاف الجياع واليتامى. نعم، إن الناس تصلي، والله يسمع!” لكن لماذا تأخرت إجابة الرب لزكريا؟ حاشا، هي لم تتأخر لكنها جاءت في الوقت المناسب؛ فقد كان لا بُد من ولادة يوحنا قبل المسيح بأشهر قليلة فقط إذ كان هو السفير المُرسَل قبل المَلِك ليعد الطريق أمامه. ألا نتعلم حكمة الله في تأنيه في إجابة طلباتنا؟! هل نعرف أن اسم زكريا اسم عبري معناه “الرب يذكر”، وأليصابات معناه “قَسَم الله”، ويوحنا “نعمة الله ورحمته”، والدرس واضح: فالرب يذكر عهده ووعده وهو في الوقت المُعَيَّن يُظهر نعمته ورحمته. ألا يشجعنا هذا؟! لكن كيف كان رد فعل زكريا؟ أولاً اضطرب وخاف لرؤية الملاك، فطمأنه بكلام مشجع، وحدَّثه عن صبي له من السمات ما يجعله متميزًا عن جميع الصبيان؛ فمَنْ مِنْ البشر المولودين بالخطية «من بطن أمه يمتلئ من الروح القدس»؟ لا شك أننا أمام حالة خاصة تتفق ومأمورية يوحنا الخاصة: أن يعد الطريق أمام المسيح. كان ينبغي لزكريا أن يقبل هذه الكلمات كما فعلت المطوبة مريم بعده رغم صعوبة الأمر جدًا بالنسبة لها (لوقا1: 38)، لكنه أثار المشكلة التي يثيرها الضعف البشري عندما توزن الأمور بموازين العقل البشري: «كيف أعلم هذا لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها». ولكن متى كانت قدرة الله متوقفة على حدود الذهن الإنساني القاصر؟! إن كلمة “كيف؟” لا توجد في قاموس الله، وينبغي أن تُرفَع من قاموس الإيمان. ألم يحدث هذا سابقًا مع إبراهيم وسارة؟ ثم تكرر مع حَنة أم صموئيل؟ وبعدها مع الشونمية؟ عوقب زكريا بالصمت وظلَّ هكذا حتى ولادة يوحنا المعمدان. ولك أن تتصور معي هذا الكاهن، المعتاد على ترديد التسبيحات وتعليم الشريعة، وهو صامت لمدة تزيد عن تسعة شهور! أكان هذا سهلاً عليه؟ كلا، بلا شك. لكن هذا هو تأثير عدم الإيمان: إنه يُغلق الفم ويوقف الشهادة. ألا يحدث هذا معنا كثيرًا؟! أما الإيمان فهو يفتح الفم: «آمنتُ لذلك تكلمت» (2كورنثوس4: 13). لكن من الجانب الآخر كان صمت زكريا لازمًا له، فقد كان عليه، قبل وصول العطية الإلهية، أن يقضي فترة في روح التأمل والشركة مع الله. كان عليه أن يصمّ أذنه عن البشر والعالم (وقد كان أصمًّا على أغلب الظن) ليتفكر في حكمة الله وقدرته وأمانته ووفائه بعهده. وما عليك سوى أن تقرأ تسبيحته لتكتشف ما كان يدور في ذهنه في هذه الفترة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
زكريا الكاهن |
زكريا الكاهن |
زكريا الكاهن |
زكريا الكاهن |
زكريا الكاهن |