لأَنَّكَ أَنْقَذْتَ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ،
وَعَيْنِي مِنَ الدَّمْعَةِ،
وَرِجْلَيَّ مِنَ الزَّلَقِ [8].
يصرخ المرتل فقد حلت به الشرور من كل جانب، لحقت بنفسه فدخلت بها إلى الموت، وبعينيه فلم تتوقف عن البكاء، وبرجليه فتعثرتا. لكن جاء المخلص لينقذ ويعين في الوقت المناسب وبالكمال. نعمته فيها كل الكفاية.
لا يكف المؤمن عن الصراخ لمخلصه، فهو يحتاج دومًا إلى تطلع المخلص إليه!
* من لا يبكي في العالم الحاضر، يسكب الدموع في العالم الآتي. "طوبى للحزانى لأنهم يتعزون" (مت 5: 5)...
لأن قدمي لم يثبتا على الصخرة "كادت تزل قدماي، لولا قليل لزلقت خطواتي" (مز 73: 2). لقد ُأنقذت رجلي من الزلق. لماذا؟ لأن نفسي رجعت إلى راحتها.
القديس جيروم
* إنه يصف الراحة المستقبلية، مقارنًا إياها بالأمور الحاضرة. يقول: هنا أحزان الموت قد أحاقت بي، أما هناك فقد خلص نفسي من الموت. هنا عيناي تسكبان الدموع بسبب المتاعب، وأما هناك فلا تعود توجد دمعة تظلم أعين الذين يتهللون بالتأمل في جمال مجد الله. إذ يمسح الله كل دمعة من كل وجه.
القديس باسيليوس الكبير