![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() نحن نقرأ قول الرب يسوع لنِيقُودِيمُوس: «يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ» (ع7). وهنا تُشير كلمة «يَنْبَغِي» إلى حاجة الإنسان إلى الحصول على حياة جديدة وطبيعة جديدة، وهي صحيحة بالنسبة إلى البشر عمومًا. قد توجد فوارق كثيرة وعظيمة في الحالات الاجتماعية والأدبية، ولكن سواء كان الإنسان متدينًا أو شريرًا كما يقول الناس، فإنه في الحالتين في حاجة ماسة لأن يُولَد ثانية. وإن لم يُولَد الإنسان ثانية فليس له الحق في الدخول إلى السماء، فالولادة الثانية هي ضرورة حتمية للدخول في علاقة مع الله (يوحنا3: 3، 5). والإنسان الطبيعي سيقبل بالتأكيد ضرورة الولادة الجديدة لأولئك الذين يعبدون الأوثان، أو لأولئك الذين يعيشون في خطايا جسيمة، لكن كون كل إنسان يجب أن يُولد ثانية، فهذا ما لا يقدر الإنسان الطبيعي أن يفهمه. ولكن الرب يسوع يقول هذا ليس فقط عن أعدائه، لكن أيضًا عن أولئك الذين اعترفوا به، مثل نِيقُودِيمُوس، رجل الدين، الفريسي، رئيس اليهود، ومُعَلِّم إِسْرَائِيلَ، والذي أعطى الرب يسوع أعظم إكرام يُعطَى لإنسان (يوحنا3: 2). إن الإنسان الطبيعي لا يستطيع أن يفهم أنه حتى مثل هذا الشخص يجب أن يُولد ثانية (يوحنا3: 7)، لكن الذي يقول هذا هو ذاك المجيد الذي يتكلَّم بِما يعلَم، لأنه هو الأزلي (يوحنا3: 11). أيها الأحباء، لا يهم مَن تكون، أو ماذا تملك، فالرب لم يقل: “ينبغي أن تُصلح نفسك” أو “ينبغي أن تجتهد وتصير أفضل” أو “ينبغي أن تُغيِّر أسلوب حياتك”، ولكن «يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ»، وهي تعني الجميع على السواء، وتتحدث إلى كل الطبقات، وإلى كل الفئات؛ إلى الإنسان في كل بيئة ورتبة، وفي كل معتقد أو طائفة. إنها لا تنشد إصلاحًا بل تجديدًا، لا ترميمًا بل تغييرًا شاملاً. ينبغي أن يُولَد الإنسان ثانية (أو من جديد)، أو من فوق؛ أي بحالة جديدة تمامًا من مصدر جديد للحياة. والرب يسوع يُخبرنا في يوحنا3: 5 عن ماهية هذا المصدر أو النبع الجديد: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ». وفي الكتاب المقدس نجد أن الماء هو رمز معروف وواضح لكلمة الله في تطبيقها على الإنسان بواسطة الروح القدس (أفسس5: 26؛ يوحنا13: 10 مع يوحنا15: 3). وكلمة الله مُطبَّقة بواسطة الروح القدس تُظهِر ميول وأفكار وأفعال الإنسان، وفي نفس الوقت يستخدم الروح القدس الكلمة ليُنتج حياة جديدة في الإنسان؛ حياة مختلفة تمامًا، لا تحمل صفات الوالدين الطبيعيين، لكن تحمل صفات ذاك الذي كان سببًا في وصول هذه الحياة للمؤمن «الْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ» (يوحنا3: 6). وهكذا فإن كلمة الله يجب أن تجد لها مكانًا في النفس بواسطة قوة الروح القدس حتى يُمكن أن يُولَد الإنسان ثانية (1كورنثوس4: 15؛ يعقوب1: 18؛ 1بطرس1: 22-25؛ 1تسالونيكي1: 5). وروح الله ليس فقط يُبكِّت الإنسان على الخطية، ولكنه يُوَجِّه ذلك الإنسان إلى مُخَلِّص الخطاة، وهذا يقودنا إلى كلمة «يَنْبَغِي» الثانية التي نطق بها الرب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|