رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البنون وغروس الزيتون يروي الشاعر الإنجليزي صمويل كولريدچ (1772 1834) قصة حدثت معه، حين استمع إلى خطيب كان يدعو الأبناء إلى الابتعاد عن إرشادات الوالدين ونصائحهم، ونصح الآباء أن يتركوا أولادهم دون تأثير من جانبهم حتى يكبروا ويختاروا لأنفسهم كيف يعيشون. استمع كولريدچ إلى الخطيب المتحمس، ولم يشأ أن يُعَقِّب على كلامه في الحال. لكنه بعد وقت قصير دعاه لمشاهدة حديقته الرائعة، وطاف الشاعر بالضيف بين أركانها الغنية بالأزهار والألوان فتمنَّى لو قضى فيها مزيدًا من الوقت. لكن كولريدچ طلب منه الانتقال إلى الناحية الأخرى من الحديقة ليرى ما فيها، وهناك انقبض الضيف جدًّا لأنه رأى قطعة أرض مُجدبة مملؤة بالوعر والأشواك، فنظر إلى مضيفه في دهشة بالغة متسائلاً إن كان هذا الجزء ضمن الحديقة أم لا. فأجابه: “إن هذه البقعة لم تنضج بعد، ومن الظلم أن أفرض عليها الأزهار والورود، لا بُد أن أتركها حتى تكتمل أيامها فتقرِّر مصيرها، فليس من العدل أن أفرض عليها ما أُريد!” وأدرك الرجل ما أراده الشاعر. أحبائي، إن الآباء والأمهات لا يريدون فقط أن يزرعوا في طريق أبنائهم الورود الجميلة فقط بل ينظرون إليهم كحديقتهم الخاصة؛ فهم يريدون هذه الحديقة جنة في منتهى التنسيق والروعة. لذلك هم يهتمون بالتشذيب والتهذيب، وما أهون ضربات الفأس في أيدي آبائنا إن كانت لنزع الأشواك من تربة الأبناء! وما أيسر جروح المحاريث لتقلب سطح الأرض فتفتت الأحجار لتزهر الأزهار! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السلام لك يا مريم يا بكر بتول وعروس |
أيقونة مارجرجس وعروسھ جمیلة |
السلام لك يا مريم يا بكر بتول وعروس |
يابكر بتول وعروس |
طوباكى يابكر وعروس |