“الله أعلم” والاحتياج!
الآن، إن كنتَ قد حسمتَ إجاباتك وتقابلت مع المسيح شخصيًّا، فإليك هذا الأمر المُعَزِّي: إن المسيح اهتم بأمر آخر قد يؤرقك ويُتعبك اسمه: الاحتياج؛ فهو يعلم أن هَمَّ البشر الأول هو كيفية تسديد احتياجاتهم اليومية، وضمان احتياجاتهم “الغَدِّيَّة” (من الغد)! لذلك فليس عجيبًا أن له رسالة مُطَمئنة بشأن الاحتياج، لكن العجيب والمدهش أن الرسالة عنوانها أيضًا: “الله أعلم!”
فالمسيح لم يَعِد المؤمنين بحياة بلا احتياج ولا أعواز، ولم يُمَنِّيهم بالمسيحية المُرَفَّهة ذات الخمس نجوم، لكنه استخدم منطق الإقناع في توضيح حقيقية واحدة كافية أن «أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها» (متى6: 32). فإن كان مَن يخترع آلة أو جهازًا هو الأقدر على صيانته وتوفير “لوازمه” و“أكسسواراته”، فكيف لله المُحِب، الذي صمَّم وخلق الإنسان، أن يجهل أبعاد احتياج إنسانه؟!
حاشا! فهو أول مَن نَبَّه آدم لاحتياجه للزواج: «وقال الرب الإله: ليس جيدًا أن يكون آدم وحده فأصنع له مُعِينًا نظيره» (تكوين2: 18)، وأول مَن نَبَّه موسى لاحتياجه للصديق والرفيق الذي يسانده: «ألَيْسَ هَارُونُ اللاوِيُّ أخَاكَ؟ أنا أعْلَمُ... هَا هُوَ خَارِجٌ لاسْتِقْبَالِكَ. فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ» (خروج4: 14)، وهو الذي نَبَّه إيليا لاحتياجه للطعام: «وَقَالَ: قُمْ وَكُلْ لأَنَّ الْمَسَافَةَ كَثِيرَةٌ عَلَيْكَ» (1ملوك19: 7)، وغيرها الكثير من الأمثلة التي تصب في اتجاه واحد أن “الله أعلم” بالاحتياج!