رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا يسوع، لا شيء أَفْيَد إلى النفس أكثر من الإذلال. يَكمُنُ سرّ السعادة في تحقير الذات، لمّا تدرك النفس أنها، بحدّ ذاتها، تعيسة وتافهة، وأنّ كل ما لديها من جودة هو هبة من لَدُنِ الله. عندما تدرك النفس أنها أُعطيَتْ كل شيء مجاناً، وأنّ الشيء الوحيد الذي تملكه من ذاتها هو مجرّد تعاستها، يتبيّن لها حينئذ أنّ كل ذلك يثبّتها في حالة متواصلة من السجود المتواضع أمام عظمة الله. وإنّ الله، وقد رأى النفس في هذه الاستعدادات، يتعقّبها بمراحمه. إذا ما النفس تابعت استغراق ذاتها أكثر فأكثر عمقاً في لجّة تعاستها وحاجاتها، فإنّ الله يستعمل كل قدرته ليرفعها. إذا ما وجدت نفسٌ سعيدة حقًّا على الأرض فلا تكون، بالواقع إلاّ النفس المتواضعة. إنّ محبة الذات، في بادئ الأمر، تتسبّب بكثير من الآلام ولكن بعدما تكون النفس قد جاهدت بشجاعة، فإنّ الله يعطيها من النور ما يمكّنها، على ضوئه، أن ترى أنّ كل شيء هو مليء بالتفاهة وخيبة الأمل. يسكن حينئذ الله وحده في قلبها. إنّ النفس المتواضعة لا تثق بذاتها بل تضع كل ثقتها بالله. يحمي الله النفس المتواضعة ويلجُ هو بذاته إلى أسرارها فتستقرّ النفس في سعادة لا تفوقها سعادة ولا يستطيع أحد إدراكها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرغبة في الإنسحاب هي أكثر الرغبات داخل النفس |
الأرملة والمحبة للفقراء أكثر من النفس |
ثمر رغم الإذلال |
أكثر شيء يُحذّر منه خبراء النفس |
هذا النصيب أكبر من النفس ... |