«فَهَلَكَتْ تِلْكَ الثَّرْوَةُ بِأَمْرٍ سَيِّئٍ، ثُمَّ وَلَدَ ابْنًا وَمَا بِيَدِهِ شَيْءٌ» (ع14).
ويا له من تحذير موَّجه لكل مولع بالكسب، أو من يظن أن في زيادة ثروته ضمان لمستقبل آمن له ولأولاده مِن بعده. فكم من غني ضاعت ثروته في مشاريع خاسرة، أو ضاعت بسبب أي مصيبة أو مشكلة: حرب، زلزال، سرقة، حريق... إلخ. «فَهَلَكَتْ تِلْكَ الثَّرْوَةُ بِأَمْرٍ سَيِّئٍ». ولم يترك لابنه شيئًا «ثُمَّ وَلَدَ ابْنًا وَمَا بِيَدِهِ شَيْءٌ».
ما أرعب أن يضيِّع المرء الجهد كله لكي يوفِّر لأولاده ثروة، ثم يكتشف أن هذا الجهد ضاع مع الريح. ولكن ما هو أكثر إيلامًا أن لا يترك الإنسان لأولاده الطريق السليم؛ طريق الإيمان والاتكال على الرب. وما أروع إعلان الكتاب المقدس: «فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ ثِقَةٌ شَدِيدَةٌ، وَيَكُونُ لِبَنِيهِ مَلْجَأٌ» (أمثال14: 26)، «أَيْضًا كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَرَ صِدِّيقًا تُخُلِّيَ عَنْهُ، وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزًا. الْيَوْمَ كُلَّهُ يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ، وَنَسْلُهُ لِلْبَرَكَةِ» (مزمور37: 25، 26).