يقول القديس يوحنا الذهبي الفم
إن المرتل على ما يبدو يتحدث عن كل المخلوقات أنها تعلن حكمة الله،
وأنه يُدَبِّر كل العجائب والمعجزات في مناسبات كثيرة
من أجل الجنس البشري. إنه يأمر النار والبَرَدْ والثلج والرياح
العاصفة فتُتمم أوامره (مز 104: 19-20).
كل المخلوقات ليست فقط تُتمم ما خُلقتْ لأجله حسب الطبيعة
التي أوجدها عليها، بل وحينما يأمرها تُتمم ما هو على غير طبيعتها.
[كمثال أعطى أوامر للبحر ليس فقط ألا يُغرِقُ أحدًا، حسب طبيعة
عمله، وإنما يستبعد أمواجه ويسمح لجمهور اليهود أن يعبروا
في أمان أكثر مما لو كانوا على صخرة (خر 14: 21-22).
والأتون ليس فقط ألا يُحرِقُ، وإنما يُقَدِّم ندى خفيفًا (دا 3: 50 تتمة دانيال).
الوحوش المفترسة ليس فقط تمتنع عن أن تأكل بل قامت
بدور الحراس في حالة دانيال (دا 6: 22). وحش البحر (الحوت)
لم يمتنع عن افتراس راكبه (يونان) بل وحفظه في أمان (يونان 1: 17؛ 2: 10).
الأرض ليس فقط لم تُعطِ ثباتًا للسير عليها بالأقدام،
بل انشقت بأكثر خطورة من البحر وابتلعت داثان وجماعة ابيرام (عد 16: 31-32).]