منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 09 - 2023, 10:37 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,386

آرميا النبي | أورشليم تؤله نفسها




أورشليم تؤله نفسها:

13 هأَنَذَا ضِدُّكِ يَا سَاكِنَةَ الْعُمْقِ،
صَخْرَةَ السَّهْلِ، يَقُولُ الرَّبُّ.
الَّذِينَ يَقُولُونَ: مَنْ يَنْزِلُ عَلَيْنَا؟
وَمَنْ يَدْخُلُ إِلَى مَنَازِلِنَا؟
14 وَلكِنَّنِي أُعَاقِبُكُمْ حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ،
وَأُشْعِلُ نَارًا فِي وَعْرِهِ (غابته) فَتَأْكُلُ مَا حَوَالَيْهَا. [13-14].

بقوله: "القائلة: من يقدر أن ينزل ضدك؟" يحمل أحد معنيين:
أ. إما أن أورشليم تظن أن الله لن ينزل ليؤدبها، وكأنه في سمواته لا يبالي بها، ولا ينشغل بتأديبها، فما يهدد به إنما هو كلام! أو أنه لن يلحق بها.
ب. ربما يعني أن أورشليم قد انحطت بالشر إلى الهاوية (أي 12: 13)، فصارت أسفل الأرض...
في كلا الحالتين ظنت أورشليم أنها بعيدة عن طائلة قانون الله وتأديبه.
جاءت كلمة "أنتِ" [13] بالمؤنث، فهو يحدث أورشليم، إذ ينظر إلى المدن كأمهات لسكانها، كما ينظر إلى القرى المحيطة بالمدينة كبناتٍ لها.
لقد ألَّهت أورشليم نفسها، فظنت أنه لن يقترب منها العدو، ولا يلحق بها الله نفسه. إنها ملكة متربعة على الوادي، وصخرة قوية ليس من يحطمها!
كانت أورشليم محاطة بالوديان العميقة من جهة الغرب والجنوب والشرق، لهذا لم تكن تحتاج إلى الدفاع إلا من جهة الشمال فقط.
قيل: "أيتها المتربعة على الوادي" [13]. كما أن الله هو المتربع علىالشاروبيم (1 صم 4: 4، 2 صم 6: 2، 1 أي 13: 6، مز 80: 2، 99: 1) هكذا يريد أن تكون مدينته متربعة ومتوَّجة فوق كل الوديان. متى كان حالاًّ فيها كملك، يقيم منها ملكة، ويضع تابوت عهده الممثل لحضرته في الهيكل المقام في أورشليم مدينته.
ربما بقوله "المتربعة على الوادي" يشير إلى شرها الذي أُعلن بوضوح في وادي ابن هنوم، والذي دعاه "وادي القتل"، فصارت ملكة، لا بقبولها الملك واتحادها معه، بل باحتضانها الفساد والشر، وارتباطها برجاسات وادي هنوم.
لعله دعاها "المتربعة على الوادي" مقابل دعوة صور "المتربعة على مداخل البحر" (حز 27: 3)، إذ جعلت من نفسها إلهًا (حز 28: 2)، وكأن إرميا النبي يقول لسكان أورشليم لقد صرتم كنعانيين (إر 10: 17) تدعون مدينتكم "متربعة على الوادي" كما يدعو الفينيقيون مدينتهم "المتربعة على مداخل البحر".
خطيتها هي الكبرياء والتشامخ، وكما جاء في المزمور: "رأيت المنافق يرتفع ويتعالى مثل أرز لبنان، وجزت فإذا ليس هو. التمسته فلم أجده مكانه" (مز 37: 35، 36).
* التكبر والغرور والغطرسة والافتخار بعجرفة، هذه كلها لا تنبع عن تعاليم المسيح الذي علَّمنا الاتضاع، بل عن روح ضد المسيح الذي يوبخه الرب بالنبي القائل: "وأنت قلت في قلبك: أصعد إلى السموات، أرفع كرسيَّ فوق كواكب الله" (إش 14: 13-14).
الشهيد كبريانوس
* كل من يتعاظم ينحدر.
تعاظم قايين على أخيه هابيل فقتله، لُعن وصار هاربًا متشردًا في الأرض.
أيضًا تعاظم أهل سدوم على لوط فأنزل الله عليهم نارًا من السماء وأحرقهم، وانقلبت المدينة عليهم.
تعاظم أيضًا عيسو على يعقوب واضطهده، ونال يعقوب بكوريته وبركته.
تعاظم أولاد يعقوب على يوسف، ثم عادوا فسجدوا أمامه في مصر.
تعاظم فرعون على موسى وشعبه، فغرق فرعون وجنوده في البحر...
الأب أفراهات
يرى البعض أن عبارة "المتربعة على الوادي" [11] تشير إلى "الملك" حيث تقابل "ساكنة الوادي (العمق)" [13] التي تشير إلى الشعب، فقد صار الملك متربعًا على الوادي، يهتم بسلطانه، مستخدمًا كل عنف وضغط، عوض أن يمارس أبوّته وخدمته للشعب. تحولت الملوكية من أبوة وخدمة حانية، خاصة بالنسبة للمظلومين والأيتام والفقراء، إلى تسلطٍ وعنفٍ.
يدعوها "صخرة السهل" ليؤكد لها أنها وإن كانت كالصخرة تحميها الطبيعة وتجعل منها مدينة محصنة يصعب على العدو أن يهزمها، مع ذلك تتم الهزيمة حتمًا!
دُعي الله صخرة 33 مرة في العهد القديم، منها 16 مرة في سفر المزامير ، وكأن الله يريد من أورشليمه أن تحمل لقبه وتكون صخرة يحتمي فيها المؤمنون، حيث يجدون فيها الله ملجأ لهم وحماية. لكنها للأسف صارت عاجزة عن حماية نفسها، فصارت أشبه بأتون نارٍ تحترق فيه غاباتها. هنا يشبه اليهود بالأشجار التي تجمعت معًا، لكن الفساد ألهبهم بنارٍ محرقة.
"ولكنني أعاقبكم حسب ثمر أعمالكم يقول الرب.
وأشعل نارًا في وعره (غابته) فتأكل ما حواليها" [14].
الحديث هنا موجه إلى سكان أورشليم، ويرى البعض أنه موجه ضد القصر الملكي، الذي دُعي في (1 مل 7: 2؛ 10: 17، 21) "بيت وعر لبنان"، وذلك بسبب كثرة ما استخدموه من الأرز في تأسيسه، ودُعي في إشعياء (إش 22: 8) "بيت الغابة"، كما يُستخدم تعبير الغابة عن الهيكل (1 مل 6: 9-36) وتستخدم كلمة "الوعر" أيضًا كموضع تختبئ فيه حيوانات البرية (إر 5: 6؛ 12: 8). هنا نتصور "الموضع الخفي"، فبحرق الغابات لا تجد الوحوش مكانًا تختفي فيه...
بالتأكيد لا يوجد في أورشليم ذاتها غابات، ولكن توجد على التلال التي حواليها.
نختم هذا الأصحاح بعبارات القديس أغسطينوس:
[لا يخدع إنسان نفسه ظانًا أنه لن يُعاقب بمراحم الله، إذ يوجد حكم.
ولا يخاف إنسان يتغير إلى الأفضل من حكم الرب، متطلعًا أن الرحمة تتقدم الحكم!
فإنه عندما يحكم البشر أحيانًا إذ يريدون تنفيذ حكمٍ صارمٍ يفقدون الرحمة.
أما الله فلن يفقد حزم الحكم في سخاء الرحمة، ولا الحكم الحازم ينزع سخاء الرحمة ].
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا النبي | أورشليم الجديدة
آرميا النبي | ويل لكِ يا أورشليم، لا تطهرين
آرميا النبي | وراء كل هذا شر أورشليم
آرميا النبي | شر أورشليم هو السبب
آرميا النبي | قد بررت نفسها العاصية إسرائيل


الساعة الآن 09:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024