وكأنّ من كانَ أنا رحلَ للأبد ولن يعود

[walaa farouk]

لم يعرفُني أحد حقّ المعرفة،
لم يفهمني أحد رغمَ أنّي واضحة
، جميع من قابلتهم في حياتي كانوا عابرين لا أكثر،
حتى أولئكَ الذين ظننتُهم أصدقائي افلتوا يدي
عند أول عثرة، تلاشوا في عِز إحتياجي،
أنا يا صديقي مُمتلئةٌ بالنّدوب ، محطّمة من الداخِل مهما بدَوتُ أمامك متماسِكة ، يسكُنُني الحزن حتى وإن لم تُفارقُني الإبتسامة ،
أُنظُر إلى ملامحي كيفَ غدَت شاحبة ،
ونبرة صوتي أصبحت من عمق الحزن حادّة
، أصبحتُ أخاف كثيراً من الجلوس وحدي
وفي ذات الوقت أعجز عن مغادرة عُزلتي ،
حاولتُ كثيراً يا صديقي أن أبدَأ من جديد
، أن أتخلّص من بقايا الماضي الأليم،
من أرَق الأمنيات وطول الإنتظار، لكنّ جميع محاولاتي باءَت بالفشَل ،
صعبٌ جداً يا صديقي أن أنتزِع جزء منّي
، منهكةٌ انا حقاً، كل شيء بداخلي باهِت
، مُبعثَر ومُتهالِك ، لا أحد يعرفني، حتى أنا بمُرور الأيام لم أعُد أعرِفُني ، ساعدني يا صديقي، أريد أن تنتهي كل الأحلام المزعجة
التي تطاردني، لا أريد أن أعيش على قَيد الوَهم،
أريد أن أتوقف عن القلَق اتجاه كل شيء،
ألّا تُغيّرُني عواصف الأيام، أن أجد نفسي بعدَ كل ذلك التّيه،
أريدُ أن أجِدَني وأعانقَني.. فقد اشتقتُ لي كثيراً
وبحثتُ عن شيء بداخلي يوصِلني لي فلم أجِد
وكأنّ من كانَ أنا رحلَ للأبد ولن يعود