![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بدأ الأعداء يخططون ضده، حاسبين أن ما يقوله إنما هي تهديدات لن تتم، فستبقى الحياة كما هي... لا يحل الخراب ولا تُبَاد الشريعة عن الكاهن إلخ. "فقالوا: هُلم فنفكر على إرميا أفكارًا، لأن الشريعة لا تبيد عن الكاهن، ولا المشورة عن الحكيم، ولا الكلمة عن النبي. هلم فنضربه باللسان، ولكل كلامه لا نصغِ" [18]. أرادوا الافتراء عليه باتهامات باطلة دون الإصغاء إليه، بقصد قتله [23]. لعلهم قصدوا بضربه باللسان هو اصطياد كلمات من فمه، لاتهامه بكلمات نطق هو بها، كسلاحٍ يستخدمونه لقتله، أو أنهم أرادوا أن يبكموا فمه فلا ينطق بكلمة الرب. العداء هو ضد كلمة الرب وإن ظهر أنه شخصي. إرميا ليس طرفًا في المعركة، إنما هو ممثل كلمة الرب التي لا يطيقها عدو الخير. العجيب أنهم وهم يقاومون الكلمة الإلهية يظهرون كأنهم مدافعون عنها، يعملون كي لا تبيد الشريعة عن الكاهن والمشورة عن الحكيم والكلمة عن النبي. يظهرون كأنهم مملئون غيرة على الشريعة والناموس الإلهي وخدمة الهيكل وهم في الواقع مقاومون لهذه كلها. الاتهامان الموجهان ضده: أولًا أنه ليس بنبي حقيقي وأنه يدعى النبوة، ما ينطق به ليس من الله، بل هو تجديف . لأن الشريعة تُؤخذ من فم الكاهن لا من فم إرميا. لذلك يجب الخلاص منه حتى تُسمع الشريعة من فم الكاهن والمشورة من الحكيم وكلمة الرب من فم الأنبياء. الثاني أنه أخذ موقفًا مضادًا للكهنة والحكماء والأنبياء (الكذبة). هذا بجانب الاتهامات الأخرى، كمحطمٍ لنفسية القيادات والشعب بنبواته المملوءة تشاؤمًا في نظرهم! لقد أرادوا أن يبكموا فمه فيصمت تمامًا، وإذ عرفوا أنهم لن يستطيعوا فكروا في قتله [23]. سبق أن قام أهل قريته عناثوث (أقاربه) بتدبير مؤامرة ضد إرميا، قاموا بها لأنهم حسبوه أساء إلى سمعتهم ووضعهم في موقفٍ لا يُحسدون عليه، أما الآن فالذين يخططون للمؤامرة هم الكهنة والحكماء والأنبياء الكذبة... اتفقوا معًا لاتهامه بالهرطقة والخيانة الوطنية. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|