رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"تارة أتكلم على أمةٍ وعلى مملكةْ بالقلع والهدم والإهلاك، فترجع تلك الأمة التي تكلمت عليها عن شرها، فأندم عن الشر الذي قصدت أن أصنعه بها وتارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالبناء والغرس، فتفعل الشر في عيني، فلا تسمع لصوتي، فأندم عن الخير الذي قلت إني أحسن إليها به" [7-10]. قام الرب بتهديد الأمة الأولى، وظهر آثار هذا التهديد: فقد تم سبيهم، وخُرَّبت مدينتهم، وُهدم الهيكل، ودُنِس المذبح، ولم يبقَ عندهم شيئًا من المقدسات التي كانوا يملكونها، لأن الرب قال لهذه الأمة: ارجعي إليّ، فلم ترجع. ويتحدث الرب إلى الأمة الثانية عن بنائها وغرسها، لكنه يرى أن تلك الأمة مكونة من أناسٍ قابلين أيضًا للسقوط والفساد؛ لذلك يهددها ويقول لها: بالرغم من أنني تكلمت عليك في البداية بالبناء والغرس، إلا أنك إن أخطأتِ يحدث لك ما حدث مع غيرك حينما أخطئوا. راجع كل الكتاب المقدس، تكتشف أن معظم أجزائه تتحدث عن هاتين الأمتين. اختار الرب الآباء الأولين (إبراهيم وإسحق ويعقوب) وأقام معهم وعودًا، وقام بإخراج الشعب الآتي من نسل الآباء من أرض مصر وحررهم من العبودية. كان طويل الأناة معهم حينما كانوا يخطئون، وكان يصحح أخطاءهم كأب، وأدخلهم إلى أرض الموعد وأعطاهم إياها، وأرسل لهم الأنبياء في فترات متعددة. كان يوجههم ويرشدهم ويتوبهم عن خطاياهم، وكان في طول أناة يرسل إليهم دائمًا أشخاصًا لكي يساعدوهم على الشفاء، إلى أن جاء رئيس الأطباء، والنبي الذي يفوق جميع الأنبياء. لكنه عندما جاء أسلموه للموت، قائلين: "خذه خذه"، خذ مثل هذا الإنسان من الأرض! "أصلبه أصلبه" (يو 19: 6، 15). من هنا اختار الله أمة أخرى. انظروا كيف أن الحصاد كثير بالرغم من أن الفعلة قليلون. في كل مكان وزمان يعمل الله على أن تكون شبكته دائمًا مُلقاة في بحر هذا العالم لكي يجمع فيها الأسماك من كل الأنواع؛ ويرسل صيادين كثيرين، وقانصين كثيرين، ويصطاد على كل جبل وعلى كل أكمة: انظر كم يعمل الله من أجل خلاص الأمم! إذًا "هوذا لطف الله وصرامته، أما الصرامة فعلى الذين سقطوا"،أي على الأمة اليهودية التي سقطت، "وأمااللطف فلنا نحن الأمة الأخرى، إن ثبتنا في اللطف، وإلا فإننا أيضًا سنُقطع" (رو 11: 22). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | النبي الذي معه حُلم، فليقص حُلمًا |
آرميا النبي | فأندم عن الشر الذي قصدت أن أصنعه بها |
آرميا النبي | ثمار الشر |
آرميا النبي | إصرارهم على الشر |
آرميا النبي | تجاوبوا مع الرعاة في الشر |