عندما سقط الإنسان الأول وكسر الوصية الإلهية، حدثت فيه تغيرات وتشوهات كبيرة وخطيرة لم تخطُر قَطّ على باله، ليس على نفسه فقط، بل على كل الجنس البشري من بعده عبر كل تاريخ البشرية. هذه التشوهات الرهيبة يستحيل إصلاحها. فقد صار «كل الرأس مريض وكل القلب سقيم. من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة، بل جرحٌ وأحباطٌ وضربةٌ طرية لم تُعصر ولم تُعصب ولم تُليَّن بالزيت» (إشعياء1: 5،6). هذه الطبيعة الفاسدة بهذا الشكل يستحيل أن ينبع منها أي عمل صالح يكون مقبولاً ومرضيًا لدى الله. وهذا ما أوضحه الرب بقوله: «هل يجتنون من الشوك عنبًا أو من الحسك تينًا؟ ... لا تقدر شجرة ردية أن تصنع أثمارًا جيدة» (متى7: 16-18). لهذا أيضًا قال الرب يسوع: «ينبغي أن تُولدوا من فوق» (يوحنا3: 7).