منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 10 - 2012, 04:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

موضوعات أسريه مهمه
موضوعات أسريه مهمه
المجتمع وهي

أيضًا نواة الكنيسة، وهي مؤسَّسة إلهية روحية لا تقل أهمية عن الكنيسة. هي كيان أسَّسه وشرَّع له الله بنفسه بحيث أن الخروج عن هذا الكيان تمرد علي نظام وصفالله. ولأن الأسرة كيان إلهي، فإن أعداء كل ما هو من الله هم أنفسهم أعداء الأسرة الروحيون، وأعني بهم: الشيطان، والعالم، والجسد. إنهم أعداء المؤمن، وأعداء الكنيسة، وهم أعداء الأسرة المسيحية أيضًا.


وليس خافيًا على أحد في هذه الأيام أن هؤلاء الأعداء يكثّفون هجومهم بصورة مرعبة، ويشنون حربًا شعواء ضد الأسر المسيحية، فالشيطان يهجم بكل ضراوة، والعالم بمبادئة وروحه يهدم بيوت المؤمنين، وكلاهما يستخدم الجسد المستعد دائمًا لاستقبال الإشارات والإيماءات الشيطانية والعالمية.

ويعلم هؤلاء الأعداء جيدًا أن حملاتهم ضد الأسرة المسيحية، إن هي نجحت، فإنهم يصيبون في مقتل المؤمنين كأفراد والكنيسة كجماعة. لذلك ما أحوجنا أن نعرف أعداءنا وأن ننتبه جيدًا إلى ما يُحاك ضدنا من مؤامرات.


رد مع اقتباس
قديم 21 - 10 - 2012, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات أسريه مهمه

ما هو المقصود بالعالم؟
موضوعات أسريه مهمه

طبعًا ليس هو العالم الطبيعي، أو الطبيعة التي خلقها الله لمتعة الإنسان وبركتة، وليسوا هم الناس لأنهم موضوع محبة الله الفائقة «هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد» (لو13: 16).


ولكن المقصود هو النظام الذي ابتدعه الإنسان، والمبادئ التي أرسى قواعدها لكي يستقل بعيدًا عن الله، لكي ينسى به الله ويبعده عن فكره وعن طريقه. وهو نظام من وحي الشيطان الذي زيَّنه ليلهي به الإنسان عن العلاقه مع الله، فهو يكره كل شيء مصدره الله.


هذا هو العالم الذي كان في فكر يوحنا الرسول عندما كتب «لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم» (1يو2: 15)، والذي كان أمام يعقوب عندما أعلن «أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟»(يع4: 4). وقد كانت البداية من قايين، حيث نقرأ في تكوين4 «فخرج قايين من لدن الرب»، ويا له من أمر مرعب! صحيح أنه لم يكن شاعرًا بالارتياح في محضر الرب، ولكنه بخروجه من لدن الرب ترك الينبوع الوحيد للنور والخير، ومضى يبني لنفسه مدينه ويزوِّدها بكل وسائل الراحة والرفاهية، وهي ليست شريرة في حدِّ ذاتها، لكن الدافع له في إعدادها كان أن يبتعد عن الله ويستقل عنه. ومبادئ العالم عمومًا تستبعد الله من حسابتها، أو تعطي عنه صوره مشوَّهه وناقصة.


أما الأدوات التي يستخدمها العالم فهي ثابتة لا تتغيير عبر الأجيال، ويلخِّصها الرسول يوحنا بالقول «لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة» (1يو 2: 16، 17). أما إذا لم تنفع هذه الأدوات كلها، فإن العالم يقدِّم أيضًا ديانته.


وإن كانت أدوات العالم ثابتة، لكنها تطوِّر نفسها مع الأيام لتصبح أكثر شرًّا وتهديدًا. وعلى مَرّ العصور، ما كان العالم مغريًا وشهواته سهلة وجذابة ومحبَّبة كما في أيامنا هذه! أنت يا عزيزي لا تحتاج أن تذهب بعيدًا أو قريبًا، فالعالم بشهواته وضجيجه تحت أطراف أناملك، وإلا فما هذا الذي تقدمه وسائل الإعلام؟ وما هذا الموجود علي المواقع المختلفة من شبكات الإنترنت؟ إن ما يجذب العالم به الناس في هذه الأيام هو ما يهاجم به الأسرة المسيحيه. إن التحديات كثيرة وكبيرة ومخيفة!


أما أولاً: فإن العالم يهاجم فكرة تكوين الأسرة من الأساس كنظام أسّسه الله وشرّع له.


هناك تيار متنامي في الغرب للعيش خارج إطار الشرعية الأسرية، وفكرة الزواج مرفوضة عند الكثيرين من الشباب، والبديل معروف بداهة!
ربما لم يصل هذا التيار عندنا إلى حدِّ الخطر أو إلى درجة الظاهرة، لكننا تعودنا أن الأمور تبدأ هناك ثم تأتي إلينا بعد وقت طال أو قصر


ثانيًا: عدم الالتزام في أمر النير المتخالف


أصبح الخط الفاصل بين المسيحيين الحقيقيين وغيرهم باهتًا، وصار أمرًا عاديًا أن يرتبط الشاب المؤمن بزوجة غير مؤمنة، أو الع**، تحت دعاوي مختلفة، الأمر الذي يهدِّد سلامة الأسرة روحيًا، ويجعل الأولاد حائرين وضائعين، مع أن الوصية الكتابية صريحة «لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟» (2كو6: 14، 15).
والسبب الأساسي في ذلك هو أن روح العالم ومقاييسه في الاختيار، تلك المقاييس غير المميِّزة لأمور الله، قد تسربت إلى أولاد المؤمنين وبناتهم.


ثالثًا:الانشغال الزائد في العمل، والجري واللهاث لتحسين المستوى الاجتماعي والمعيشي للأسرة


نرى هذا الانشغال من كل من الزوج والزوجة، مع انشغال الأولاد في دراستهم أو حياتهم الخاصة، كل هذا جعل الأسرة مفككة؛ فكل فرد فيها كأنه يعيش في جزيرة منعزلة، لا يدري شيئًا عن الآخرين، وندر أن يلتئم شمل الأسرة معًا للصلاة أو دراسة الكلمة أو معرفة فكر الرب في الأمور المختلفة. ولا تعلم عندما يغلق أي فرد من الأسرة باب حجرتة عليه ماذا يفعل أو ماذا يسمع أو ماذا يري ...
ثم تُفاجأ بالعالم وقد غزا البيت، وبمشاكل ما كان لها أن تباغت الأسرة لو كان رب الأسرة أو ربّة البيت في حال من الإنتباه واليقظة المستمرة. قال السيد: «ماذا ينتفع النسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟»، ويمكننا أيضًا القول: ”ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر أسرته؟“.


رابعًا: مشابهة أهل العالم في الأفكار والتصرفات، وفي الطموح والتطلعات


بيت أفخم.. سيارة أحدث.. مصيف أرقي.. مظاهر ومظاهر.. وأمور تجعل الحياة أريح، والمعيشة أعظم، وهي ليست شرًّا في ذاتها، لكن إن كانت هي المحور وموضوع الاهتمام الرئيسي للأسرة، فالحالة الروحية باهتة وباردة والداخل خاوٍ وضعيف.


ثم ما رأيك في هذا الذي تراه في حفلات زواج أولاد وبنات بعض المؤمنين؟! ما رأيك في هذا الزي الذي ترتديه الأخت المؤمنة، بل وأحيانًا المشتركة علي مائدة الرب؟ ثم أين تعلَّم الأولاد الرقص؟ وكيف عرفوا الموسيقى الصاخبة وما يصاحبها؟ ... في هذه المناسبات - أحيانا - تظهر الأمور علي حقيقتها.. ويظهر كم أصبحنا عالميين وعالميين جدًا؛ سقط الحاجز، وما عاد أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس


ثم ما هو موضوع افتخار الأسر عند الإقدام علي زواج الأبناء والبنات؟ هل التقوي ومخافة الرب؟ أم المال والممتلكات والبيوت والأثاث؟


خامسًا: قضاء أوقات الفراغ وأيام الراحة


قد لا توجد مشكله كبيرة تواجه أفراد الأسرة في الدراسة أو العمل، فالكل يذهبون إلى المدارس والجامعات وأماكن العمل. لكن هناك مشكلة في قضاء أوقات الفراغ، فهل تقضيها الأسرة مع شركاء وإخوة مؤمنين؟ أم مع أناس عالميين؟ لا يوجد خطإ بعينه في الاشتراك في النوادي الرياضية الاجتماعية، وارتياد الأماكن المختلفة لقضاء الإجازات، وممارسة النشاطات المتباينة. ولكن مَن هم الناس الذين نختلط بهم؟ وما هي مفاهيمهم؟ وما مدي تأثرنا بها؟ إن المقصود بالروح العالمية أمورا ليست شريرة في حدِّ ذاتها، لكنها لا تقرِّبنا إلى الله، بل تبعدنا عنه وتستبعده من حساباتنا!


سادسًا: علي أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الأسرة المسيحية هو محاولة الجمع والموائمة بين مباديء العالم، والمباديء المسيحية كما يعلمها لنا الكتاب.


وهي محاولة متعسفة دائمًا. فتعطي الأمور مسمّيات خادعة، وتختلط الأمور ليس لها أن تختلط.. إنها محاولة إضفاء الصبغة المسيحية علي الروح العالمية، وتعيش الأسرة بفكر مزدوج. أن الكتاب يقول: «رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقة» (يع1: 8). وما ينطبق علي الرجل، ينطبق علي الأسرة أيضًا.
لقد انهدم ”سور الانفصال عن العالم“، وهو تعبير فقد تأثيره من كثرة ما رددناه مع ندرة ما طبَّقناه.


سابعًا: إن الروح العالمية تشمل أيضًا المعاملات المادية


ومنها أوجه الإنفاق المختلفة، ونصيب الرب وأمور الرب، في ميزانية الأسرة. أن مراجعة هذا البند وحده مؤشِّر حساس، نعرف منه إلى أي منحى تتجه الأسرة. كما أنها تشمل أيضًا منظومة القيم التي تحكم الحياة اليومية والعلاقات المتبادَله بين أفراد الأسرة. فهل الروح السائدة هي روح اللطف والتسامح والتنازل عن الحقوق وانكار الذات؟ أم روح القسوة والتمسك بالرأي والإصرار علي الحقوق؟


هل روح الوداعة.. أم روح العالم المتعجرف والعدائي؟


هل روح الرحمة.. أم الأنانية والمشغوليات التي محورها الذات؟


العالم لا يعرف شيئًا اسمه ”الخضوع”، أما الروح المسيحية فهي تتسم بالخضوع من الزوجة والأولاد، وأيضًا بالمحبة الحقيقية الصادقة بين أفراد الأسرة جميعًا.


وأخيرًا: فإن العلاقات الاجتماعية للأسرة المسيحية هي ترمومتر حساس لا يخطيء للحالة الروحية، فمن هم الأصدقاء المقربون من الأسرة وما هي صداقات الأبناء والبنات.. إن الطيور دائمًا علي أشكالها تقع.



  رد مع اقتباس
قديم 21 - 10 - 2012, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات أسريه مهمه

موضوعات أسريه مهمه
ما هو العلاج؟
كيف نتصدى لهذا العدو الشرس الذي يواجهنا بكل ضراوة؟


إن العلاج يبدأ من الجذور.


والجذور هي في الفكر.. فأفكارنا هي التي تشكلنا.


فهل نحن فعلاً مقتنعون أننا مختلفون؟!


هل نصدق حقا ما قاله المسيح له المجد: «ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم» (لو7: 14)؟


وهل نصدق أن «محبة العالم هي عداوة لله» (يع4:4)؟

وأن المسيح قد «الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا» (غل1: 4)؟ نحن علي استعداد دائمًا أن نقبل بأن المسيح قد بذل نفسه لأجلنا. ولكننا كثيرًا ما نتجاهل الشق الثاني من الحق، وهو أن صليب المسيح لم يرفع خطايانا فقط، بل فصلنا عن العالم أيضًا.
أي أن الأمور الأربعة التي تفصل بين المؤمن والعالم هي:


كلمات المسيح:
«لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ» (يو17: 14، 16).

والمسيح نفسه: «الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا، لِيُنْقِذَنَا مِنَ الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ» (غل1: 4).

وإرادة الآب:
«حَسَبَ إِرَادَةِ اللهِ وَأَبِينَا» (غل1: 4).

وصليب المسيح: «وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ» (غل6: 14).

ونحن قد نمارس مظاهر الانفصال عن العالم خارجيًا، لكن ليس هذا ما نصبح به غير عالميين، فمن الممكن أن ننفصل ظاهريًا ويظل القلب متعلقًا بالعالم وأموره.


قد لا نتشارك في مسرات العالم وأماكن لهوه وملذاته، ولا نذهب إلى أبعد من هذا. فمثلاً الشخص الذي يحب المال، والأسرة التي تنفق علي كل شيء، ولا تعطي الرب إلا النذر اليسير؛ عندها من الروح العالمية أكثر ممن يمارسون بعض هذه الأمور. باختصار نحن معرَّضون أن ننقي خارج الصفحة بعض النظر عما بداخلها.


إن العلاج هو أن نرجع إلى الرب ولنعترف له بالحق كله.. نعترف أمامه بأن تيار العالم قد سرى إلى حياتنا وإلي بيوتنا، وأننا ضعفاء أمام التيار. ولنطلب منه المعونة والإرشاد.


لنجلس أمامه، كأسرة، طالبين وجهه، وطالبين أن يشير لنا علي الأمور التي دخلت إلى حياتنا وإلى بيوتنا وهو لا يرضى عنها.
لنقدَّم، كآباء وأمهات، القدوة لأولادنا. فإذا أردنا لهم أن يحيوا حياة مسيحية حقيقية، فمن الأهمية بمكان أن يروا والديهم عائشين فعلاً للمسيح وليس للعالم، وأنهم يضعون المسيح والأمور الإلهية قبل أمور العالم الزمنية، وأنهم يأتون إلى الله بالصلاة في كل شيء، وعند اتخاذ إي قرار وعند مواجهة أي مشكلة.
عبثًا أن نحذر أهل بيتنا من العالم ومن روح العالم إن لم يروا فينا أولاً الحياة المختلفة والمتميزة.


لنكثر من الأوقات التي نوجد فيها بين أفراد أسرتنا، ولنجتمع معا -بوميا أن أمكن - للصلاة وطلب وجه الرب وإرشاده، واضعين عنده طلباتنا، وراجين رأيه في أمورنا. ولنجتمع كأسرة حول الله لمعرفة فكره، وليكن هدفنا روح المكتوب لا النص فقط، لنتعلم أكثر عن قلب الله كما هو معلن في المسيح، وأيضًا عن قلب الإنسان المليء بالخدع والذي لا يميل لأمور الله. لنراجع معًا تصرفاتنا وقراراتنا في ضوء ما تقرِّره الكلمة حتى يتحول الكذب إلى حياة مُعاشة فعلاً.
لنراقب طرق أهل بيتنا، كما يعلمنا الكتاب، دون أن نفرض رقابة صارمة منفِّرة، ودون قوالب ولوائح جامدة تجعلهم ينفرون من الحياة المسيحية، فبدون عمل إلهي في الداخل، واقتناع ورضا، فلا فائدة من شيء.


لنلاحظ من بعيد ما يقرأون، وما يسمعون، وما يشاهدون علي شبكة الإنترنت، وقد كانت هناك إرشادات عملية في غاية الأهمية بهذا الصدد في عدد سابق من المجلة، ونفعل حسنًا إن انتبهنا إليها وطبقناها. ولنراقب أيضًا صداقاتهم وعلاقاتهم، ولنتدخل بالنصح والتوجيه في الوقت وبالإسلوب المناسبين.
علي أن ما سبق لا يصبح مُجديًا إلا إذا قدّمنا لأسرنا البديل. البديل عما يقدِّمه العالم، فلا يوجد فراغ في الطبيعة.


ولا بديل أعظم من أن نقود أهل بيتنا إلى الشبع بالرب، وبأمور الرب. فمن يتذوق حلاوة الرب، يسهل عليه أن ينسى عسل العالم.
ولنحاول أن نحيطهم بالأصدقاء المؤمنين، والأسر المسيحية الحقيقية، ونوجِّههم إلى التسليات المفيدة والقراءات النافعة. ولنشجعهم علي روح الخدمة والعطاء للآخرين.


إن التحدي عظيم ومخيف: أن نعيش في العالم، ولا يعيش العالم فينا. ولا ملجأ لنا إلا في الصلاة.
لنصلِّ لكي يحمي الله أسرنا.


ولنصلِّ أيضًا مع أسرنا ليباركنا الرب ويسيج من حولنا.. آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 10 - 2012, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات أسريه مهمه

الأغراض الروحية للأسرة

موضوعات أسريه مهمه
الأسرة هي أول مؤسسة أقامها الله على الأرض لتعكس صفاته وليرى فيها ذاته!

الأسرة هي أعظم مدرسة على الأرض نتعلم فيها من جديد خطورة الأكل من شجرة معرفة الخير والشر!

الأسرة هي أفضل مركز تدريب في الزمان فيه نتهيأ للأبدية!

هل تصدق هذا عزيزي القارئ؟

دعني أوضح، وأترك الحكم لك..

أولاً: الأسرة هي أول مؤسسة أقامها الله، الخالق، على الأرض؛ لتعكس صفاته وليرى فيها ذاته!

أعتقد أنك توافقني أن الرب لا يصنع شيئًا واحدًا بدون غرض، فالكتاب يقول:«الرب صنع الكل لغرضه» (أم16: 4). وعندما أقول ”يصنع“، أقصد به ما يخلق، وما يعمل، وما يؤسِّس، ويبني؛ ما يخلق من جماد وحياة، ما يُرى وما لا يُرى، ما على الأرض أو ما في السماوات، وما يعمل من أعمال نعمة أو قضاء، وما يؤسَس ويبني كالأسرة أو الكنيسة أو غيرها. وعلى الرغم من التنوع اللانهائي للمخلوقات التي خلقها، والاختلاف الحاد في نتائج الأعمال التي يعملها، والفوارق الكثيرة فيما يؤسّسه ويبنيه؛ إلا أن جميعهان بدون استثناء، تتحد في غرض واحد: أنها تمجِد الخالق، إذ تُظهر شيئًا من حكمته وقدرته وصلاحه (إش43: 7؛ رو 9: 17). وهنا يأتي السؤال: هل أسس الله الأسرة لتحقّق ذات الغرض، ألا وهو تمجيد الله؟

إجابتي هي بكل تأكيد: ”نعم“.

وهنا لا بد أن يأتي السؤال: كيف يتمجد الله من خلال الأسرة؟

لكي نجيب عن هذا لا بد أن نرجع لأصحاحي الخليقة (تك1و2)، لنرى كيف أسّس الله أول أسرة في تاريخ الجنس البشري. هناك نجد أنه بمجرد ما انتهى الخالق من أعماله في اليوم السادس، ورأى أن كل شيء حسن جدًا، يفاجئنا بأنه رأى شيئًا واحدًا ليس بحسن في عينيه؟! وكان هذا الشيء هو كون آدم وحده، بدون رفيقة وشريكة يتوحد بها ويصير معها واحدًا لا اثنين، ومنهما معًا متّحدين تتكون أول أسرة. وهنا قام الخالق بعملية عجيبة؛ إذ أخذ واحدة من أضلاع آدم، وبنى منها امرأة، وأحضرها له لتكون زوجته وشريكة حياته! وهكذا أسس الله أول أسرة على كوكب الأرض، والتي بها بدأ ما يسمى بالجنس البشري!! وبالطبع كان في قدرة الله، وهو الذي خلق العالمين، أن يخلقها بدون أن يأخذ من آدم شيئًا. وإن كان - تبارك اسمه - قد خلق جسد آدم من التراب، فهل كان تراب الأرض قد نفد حتى أنه يلجأ لجسد آدم ليأخذ منه هذه الضلعة التي منها يصنع له شريكة حياته؟ بالطبع كلا. لكن كان القصد الإلهي أن يشعر آدم بانتمائها إليه، وبانتمائه إليها، أي إنها ليست مستقلة عنه. وبالفعل ففي احتفال رائع أحضرها الله له، فأخذها آدم من يد خالقه بسرور بالغ، ثم طفق يغني أول أغنية حب عرفها التاريخ. ولم يكن موضوع الأغنية جمال حواء الباهر، مع أنني لا أشك البتة أنها كانت جميلة للغاية، ولا كان قوة انجذابه إليها، مع يقيني أنه انجذب إليها بشدة. لكن كان موضوع الأغنية هو كونها منه! وبالتالي حتمية التصاقه بها وتوحّده معه. ولهذا قال بعد أن تأملها مليا: «هذه عظم من عظامي ولحم من لحمي». ثم أعطاها إسمه فقال: «هذه تُدعى امرأة لأنها من إمرء أُخِذت». وهنا يعلق الروح القدس قائلاً: «لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكونان جسدًا واحدًا».


  رد مع اقتباس
قديم 21 - 10 - 2012, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات أسريه مهمه

إذًا يمكننا القول إن الخالق هو الذي صمم، بل وأشرف بنفسه، على تكوين أول أسرة في التاريخ البشري.
موضوعات أسريه مهمه
ولاحظ معي، من فضلك، التدرّج الصاعد في وصف أفعال عمليات الخلق: ففي خلق النباتات والحيوانات يقول الكتاب: «قال الله» (تك1: 11، 20، 24). لكن في خلق الإنسان يقول: «نعمل الإنسان» (تك1: 26)، أما في خلق المرأة وتكوين الأسرة يقول الكتاب: «بنى الله» و«أحضرها الله» (تك2: 22)!! لذا، لا أعتقد أنني أبالغ إذا قلت إن الغرض أيضًا يسمو ويرتفع مع تصاعد نغمة الأفعال حتى تصل للقمّة في الأسرة، عندما ليس فقط «قال»، أو حتى «عمل»، لكنه ”بنى وأحضر“؛ لتكون الأسرة قطعته الفنية المُثلى التي يعكس فيها مجد ذاته وصفاته!


كيف؟

أولاً: لأن الأسرة، بتركيبها العجيب هذا، تعكس شيئًا من جمال الوحدانيه الجامعة.

ثانيًا: لأن الأسرة، بهذا التصميم البديع، تصبح المجال المناسب لجريان تيارات المحبة الدافقة.

عندما أخذ آدم امرأته واتحد بها، علّق الروح القدس مباشرة على هذا الارتباط بالقول: «لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكونان جسدًا واحدًا»! ولأهمية هذه الوحدة، يؤكِّد عليها العهد الجديد ست مرات آخرى (مت 19: 5، 6؛ مر10: 7، 8؛ 1كو6: 16؛ أف5: 31). أي أن الروح القدس يشير سبع مرات في الوحي إلى هذا النوع الفريد من الوحدة! بل إن الرب يسوع أضاف قولاً يؤكد به رفضه القاطع لفصم عُرى هذه الوحدة إذ قال: «وما جمعه الله لا يفرقه إنسان» (مت 19: 6).

وإنني أعتقد أن تكرار الروح القدس حديثه عن هذه الوحدة سبع مرات، ثم إشارة الرب يسوع إلى أن الله شخصيًا هو صانع هذه الوحدة؛ «ما جمعه الله»، ورفضه القاطع لتفرقتها؛ «لا يفرقه إنسان»؛ إنما يعطي قيمة كبيرة لهذه الوحدة، وأبعاد تتعدى - من وجهة نظري - حدود آثارها الحرفية المباركة على الأسرة نفسها. إذ أراها ظلاً لوحدانيات روحية أخرى في غاية الأهمية. نعم إنها وحدة جسدية، لكنها صورة رائعة مادية ملموسة لنوعيات أخرى من الوحدة الروحية غير المنظورة!

وأولاً أقول إنها وحدانية جامعة! فهما اثنين، لكنهما ليس بعد اثنين، بل جسد واحد! فالله يراهما واحدًا! ويأمرنا أن نتعامل معهما على أنهما واحد! ويحذرنا من التفريق بينهما! كل هذا على الرغم من وجود كثرة داخل هذه الوحدانية!

وبصفة عامة نجد أن فكرة الوحدانية المطلقة، أو الفرد الواحد المطلق، ليس لها وجود في التعليم المسيحي. إذ أنها تتعارض تماما مع طبيعة الله التي هي محبة. وهذا بديهي لأنك عندما تقول: ”محبة“؛ فأنت تلقائيًا تفترض وجود آخر، لأنه يصبح من سُخف الكلام أن تتكلم عن محبة في عدم وجود ”محبوب“. وأيضًا عندما تقول: ”محبة“، فأنت تتكلم عن خروج من الذات نحو الآخر المحبوب بالعطاء. وأي عطاء أسمى من عطاء الذات للمحبوب لدرجة التوحد معه وصيرورتهما واحد؟! وهذا ما يفسر لك الغياب المطلق للحب عند الذين ينادون بالوحدانية المطلقة.

  رد مع اقتباس
قديم 21 - 10 - 2012, 04:28 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات أسريه مهمه

وأول وحدانية روحية نعرفها، وهي أهم وحدانية، والتي لها انعكاساتها في كل الخليقة، هي وحدانية الخالق نفسه. فهو واحد، لكن وحدانيته جامعة لكثرة في ذاته. لكن يبقى بالطبع أن وحدانيته - تبارك اسمه العظيم - لا مثيل لها في كل الوحدانيات الآخرى المادية أو الروحية، إذ لا تركيب فيها، فهو جوهر واحد جامع لكثرة في داخل ذاته. ليكون وحده السرمدي الذي لا بداية له (بداية تبدأ مع التركيب)، ولا نهاية له (نهاية تحدث باحتمال التفكيك)، وأيضًا ليكون هو المكتفي بذاته، أي غير المحتاج البتة لآخر من خارجه يتحتم وجوده لكي يمارس معه طبيعته التي هي محبة. فقد كانت، ولم تزل، وستظل، تيارات الحب تجري من الأزل وإلى الأبد في داخل الذات الإلهية دون أدنى احتياج لهذا الآخر.
والوحدانية الروحية الثانية التي نعرفها، والتي نرى في وحدانية الزواج صورة لها، هي وحدانية المؤمن الفرد بالخالق نفسه! وهذا ما يشير إليه الرسول بولس في 1كورنثوس6: 16 «لأَنَّهُ يَقُولُ: يَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ». إذًا يرى الرسول، في الوحدة الجسدية المقدّسة بين الرجل وزوجته، صورة للوحدة الروحية المقدسة بين الفرد، رجلاً كان أو امرأة، وخالقه. ويا لها من وحدة، عندما يتحد الله الخالق، الذي هو روح، مع مخلوق ضعيف هو الإنسان والذي به نسمة من خالقه هي الروح، ليصبحا معًا روحًا واحدً!! ومع أن الملائكة كائنات روحية بالتمام، إلا أنهم ليس لهم هذا الامتياز العجيب، ألا وهو التوحّد مع الخالق! فهم جميعًا فقط أرواح خادمة، وفي أفضل وضع لهم، هم وقوف قُدّامه يغطّون وجوههم ويسبحونه! أي لا يستطيعوا أن ينظروا وجهه، فكيف يحلمون بالتوحد معه؟!
أما الوحدانية الروحية الثالثة، والتي نرى في وحدة الزواج المادية صورة لها، فهي وحدة الكنيسة مع المسيح. ويا لها من وحدة، كانت سرًا لم يُعرَّف به بنو البشر في أجيال أُخَر. حتى أن بولس يقول عنها «مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ». ومن المعروف أن الرسول بولس كشف، بإعلان من الله، أسرارًا كثيرة لم تكن مُعلَنة في العهد القديم، إلا أنه وصف اثنين فقط من هذه الأسرار بالقول سر عظيم، وهما التجسد (1تي3: 16)، ثم اتحاد المسيح بالكنيسة (أف5: 32). إذًا فقد جعل الإرتقاء بالبشر المساكين ليتوحدوا مع خالقهم، وهو ما حدث بتكوين الكنيسة، على قَدَمِ المساواة مع تنازل الخالق العظيم ليتوحد مع البشر المساكين، وهو ما حدث بالتجسد؛ إذ وصف كل منهما بأنه سر عظيم! وسيظهر جمال هذه الوحدة البديعة بين المسيح وكنيسته هناك في السماء بعد الاختطاف، وفي العالم العتيد، بل وإلى أبد الآبدين، كما نقرأ في سفر الرؤيا: «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ... ثُمَّ جَاءَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتِ الْمَمْلُوَّةِ مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلاً: هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ. وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَل عَظِيمٍ عَالٍ، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ» (رؤ19: 7،8؛ رؤ21: 9-11).

موضوعات أسريه مهمه

  رد مع اقتباس
قديم 21 - 10 - 2012, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات أسريه مهمه

موضوعات أسريه مهمه


إذًا، قد قصد الله أن يكون هذا الكيان البشري العاقل المتحد، المكوَّن من رجل وامرأة متّحدين، صورة دقيقة لجمال الكثرة المجتمعة في واحد، أي الوحدانية الحقّة التي توفر المجال لنشاط الطبيعة الإلهية التي هي محبة، سواء كانت وحدة الذات الإلهية نفسها، أو وحدة المؤمن الفرد بخالقه، أو وحدة الكنيسة بالمسيح. من هنا تنبع قيمة الأسرة في أعيننا، ومن هنا تبرز قيمة حماية وحدتها والدفاع عنها بكل قوة.

من جانب آخر في الأسرة نرى المحبة الدافقة:

فلا يوجد شيء على الأرض يمكن أن يستخدمه الله ليعكس لنا شيئًا عن محبته مثل الأسرة! ولا تنسَ قيمة المحبة بالنسبة لله وحجم اهتمامه بإظهارها إذ أن «الله محبة»

فعندما أراد الروح القدس أن يختار علاقة تعكس شيئًا عن المحبة الثابتة غير المشروطة، التي فيها يبذل المحب ويعطي حتى نفسه من أجل المحبوب، تلك المحبة التي بها يحب المسيح أفراد كنيسته؛ لم يجد سوى علاقة الرجل بامرأته!! «أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا» (أف5: 25).
وعندما أراد أن يختار علاقة تعكس شيئًا عن المحبة الخالية من أي أنانية، والتي تجعل المحب يبذل نفسه بالعيشة من أجل المحبوب، وهذا هو معنى الخضوع، والتي بها تحب الكنيسة المسيح؛ لم يجد سوى علاقة المرأة برجلها!! «وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ» (أف5: 24).
وعندما أراد أن يختار علاقة تعكس شيئًا عن المحبة النقية التي لا تبغي سوى خير المحبوب، والتي تعكس الصلاح الإلهي من نحونا وأبوته لنا، لم يجد سوى علاقة الأب بأبنائه فيقول الرب يسوع : «فَمَنْ مِنْكُمْ، وَهُوَ أَبٌ، يَسْأَلُهُ ابْنُهُ خُبْزًا، أَ فَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟ أَوْ سَمَكَةً، أَ فَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ السَّمَكَةِ؟ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً، أَ فَيُعْطِيهِ عَقْرَبًا؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟».


  رد مع اقتباس
قديم 21 - 10 - 2012, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات أسريه مهمه

إذًا قصد الله أن تكون الأسرة، بوحدتها ونجاحها في علاقاتها الداخلية، ترسم ظلالاً بديعة لتلك المحبة التي تندفق من قلب الله نحونا نحن البشر، بل هي مكان تمثيل واستعراض هذه المحبة.
موضوعات أسريه مهمه
ثانيا: الأسرة هي أعظم مدرسة على الأرض نتعلم فيها من جديد خطورة الأكل من شجرة معرفة الخير والشر!

بعد فترة ليست بطويلة، يكتشف الشاب والفتاة، اللذان ارتبطا برباط الزواج المقدس، اختلاف شخصياتهما وخلفياتهما ووجهات نظرهما في كثير من الأشياء. وبروز هذه الحقائق، ومع اختفاء البهجة المصاحبة لكل خبرة جديدة، يبدأ التوتر في الزحف على هذه العلاقة الوليدة. ويتذكر كل منهما حريته عندما كان مستقلاً بدون اتحاد الزواج. لكن على الفور تواجهه الحقيقة الكبرى أن هذه العلاقة ليست كباقي العلاقات يمكنه إنهاءها وقتما شاء، إنها علاقة ملزمة لا يفصم عراها إلا الموت. وهنا يصبح أمام الزوج أو الزوجة أحد خيارات ثلاث:

أن يكسر وصية الله، ويحتقر كلام المسيح، ويكسر هذه الوحدة بالزنا أو بالطلاق.
أن يرثي لحاله، ويطوي جناحه على جراحه، ويستمر في علاقة شكلية مع شريك الحياة لكن وهو في حالة اكتئاب ظاهر أو مستور ولو بالضحكات الجوفاء.
أن ينتهج النهج الصحيح، ألا وهو أن يبني مذبحًا يحرق عليه الذات! وأعتقد أن هذا الخيار يحتاج لمزيد من التوضيح:

  رد مع اقتباس
قديم 21 - 10 - 2012, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات أسريه مهمه

دعونا أحبائي نتذكر أن لطخة السقوط الكبرى التي لطخت الطبيعة البشرية هي الأنانية، إننا نولد ونحن ندور حول أنفسنا، ونريد كل شيء حولنا لخدمة ذواتنا! وطبيعة الحياة البشرية، مع أخطاء التربية، تجعل الأسرة تعيش من أجل الطفل، فينمو في أعماقه أنه هو المركز وكل ما حوله هو لخدمته. بل حتى الحياة الكنسية اليوم صارت تعمّق هذا الشعور في الشخص، فتشعره بأنه هو المركز، وحتى الله نفسه كائن لخدمته! وتتزوج الفتاة، أو يتزوج الشاب ويداخله هذا الإحساس الدفين بأنه المركز وهذا الشريك الجديد سوف يدور في فلكه ليشبع له كل احتياجاته!! وتظل المسكينة، أو يظل المسكين، يعيش في هذا الوهم بضعة أيام إذ يجد أنه فعلاً يشبع بعضًا من احتياجاته من خلال هذه العلاقة الجديدة مع شريك الحياة(مع عدم إدراك كامل حتى الآن لمعنى وخطورة كلمة ”الشريك“)، لكن بعد مرور الأيام الأولى، يكتشف كل منهما حقيقة الأمر: أن نظرية ”أنا المركز“ نظرية خاطئة؛ إذ يدرك أن هذا الآخر هو أيضًا يرى نفسه مركزًا وليس تابعًا لمركز!! هو أيضًا دخل لعلاقة الزواج ببراءة شديدة وسعادة كبيرة، ظنًّا منه أنه سيعيش فيها مركزًا، كما كان في الأسرة قديمًا، أو في الكنيسة حديثًا. فتظن هي أن هذا الزوج القوي والنبيل سيملأها شعورًا بالأمان، فهو هنا في هذا البيت ليدور في فلكها ويشبع لها كل احتياجاتها! ويظن هو أن هذه الزوجة الجميلة والناعمة ستدور في فلكه وتخلق له عالمًا رومانسيًا حوله يشبع له كل احتياجاته! ويغيب عن الاثنين أنه من المستحيل أن توجد دائرة واحدة لها مركزان!
موضوعات أسريه مهمه
هنا يبدأ الصراع، والذي إما ينتهي بهزيمة أحد الطرفين فيستسلم ويقبل أن يكون تابعًا، وهنا ينتهي التوتر ويسعد الطرف المنتصر لكن على حساب الطرف الآخر، وعلى حساب الصحة النفسية للأولاد، والأخطر والأهم - من وجهة نظري - هو أنه سيكون على حساب قصد الله من الزواج.
والاحتمال الثاني هو أن يستمر الصراع مدى الحياة، حتى يمتلئ الطرفان بالمرارة النفسية والأمراض الجسدية، ويمتلئ الأولاد بالعُقد والمشاكل النفسية والأخلاقية.
موضوعات أسريه مهمه
أما الاحتمال الثالث وهو الذي لا يلجأ إليه إلا الناضجين، ألا وهو أن يرفض كل منهما أن يكون المركز، ليس تنازلاً منه، لكن لأنه ببساطة غير مخلوق ليكون المركز. فقد يكون الرجل مخلوق ليكون الرأس، لكن ليس ليكون المركز. فالمركز الوحيد في كل الكون هو الله، ونحن جميعًا توابع ندور حوله، ونشبع احتياجاتنا منه من خلال تواجدنا في علاقة حميمة معه. وعندما يدرك كل من الزوج والزوجة أنه ليس المركز وأن شريك الحياة ليس هو التابع الذي يشبع له احتياجاته، وأن مركزية الذات خطية، بل هي الخطية؛ عندئذ سيتجه القلب نحو المركز الصحيح الوحيد، ويأخذ كل منهما مكانه كتابع له يدور في فلكه ويرتوي دائمًا منه، وعلى الفور سيذهب كلاهما إلى المذبح ليحرق كل منهما مركزية الذات أمام الله. وعندها سنجد أنفسنا أمام زوجين بدون صراع، بدون توتر، احتياجاتهما الأساسية مشبعة من خلال علاقة كل منهما بالله، وكلاهما قادر على إشباع الآخر طبقا لما وضعه الرب على كل واحد منهما من مسؤوليات تجاه الآخر.

لهذا قلت إن الأسرة هي أعظم مدرسة نتعلم فيها من جديد خطورة الأكل من شجرة معرفة الخير والشر. فقد كان الأكل يومها في لحظة السقوط هو رفض صريح لمركزية الله واختيار أحمق لمركزية الذات .

ثالثا: الأسرة هي أفضل مركز تدريب في الزمان فيه نتهيأ للآبدية

في الأبدية لن نكون كائنات خاملة، بل سيكون لنا عمل عظيم. هذا لأن العمل والإبداع هما من سمات الكائن الروحي، كما ظهرا في الخالق بأجلى بيان، ثم في الإنسان المخلوق على شبه الخالق. وبالتالي فلا يمكن بعد أن نكتمل ونلبس أجسادنا الروحانية المصمَّمة لخدمة الروح، نكون هناك بلا عمل مبدع يشبع قلب الخالق ويفرحه بنا. وليس عندي نور كامل من جهة طبيعة خدمتنا هناك وأبعادها، لكنني في نفس الوقت لست في ظلام تام من جهتها. فالكتاب أعطانا بعض الإعلانات في العهد الجديد، ولا سيما في رسالة أفسس وفي سفر الرؤيا، عن طبيعة هذه الخدمات هناك.

فمن الواضح من أفسس 3: 10، 21 ورؤيا21: 11، أن للكنيسة وظيفة إعلانية لباقي المخلوقات العاقلة في الحاضر وفي الأبدية، بمعنى أن الله في الأبدية، وهو الذي من الأزل وإلى الأبد مُعلَن في المسيح، سيعلن ذاته من خلالنا لكل خلائقه! هذا لكون المسيح في الكنيسة. أي ستصبح الكنيسة في الأبدية هي الإعلان المكتوب، أو الكتاب المقدس الجديد لكل الخلائق إلى دهر الدهور! ونحن نعلم أن الله لم يكتب في هذا الكتاب سوى حياة المسيح، فالمسيح هو الكل في الكل. لكنني أعتقد أننا هناك سنختلف أحدنا عن الأخر في حجم الدور الذي سنقوم به، فكل واحد سيظهر المسيح لكن بجمال معين وبقدر معين نختلف فيه أحدنا عن الآخر! والسؤال: ما الذي يحدد هذا القدر والنوع هذا الجمال؟ أعتقد هو القدر الذي نظهر به جمال المسيح ونوع الجمال الذي نظهره هنا في الزمان. وفي اعتقادي أيضا أنه لا يوجد مجال على الأرض يمكن أن نتدرب فيه على هذا مثل الأسرة.
في الأسرة حيث الروابط العاطفية والجسدية من جانب، والإلتزامات والشعور بالمسؤولية من الجانب الآخر، بالإضافة لكونها علاقات ملزمة ومجزية، يتعمق الاحتياج ويزداد الحماس لتحقيق النجاح في العلاقات الأسرية. وليس هناك من طريق لهذا سوى أن نشابه المسيح. فطريق نجاح الزوج مع زوجته ومع أولاده هو المزيد من حياة المسيح فيه، وطريق نجاح الزوجة مع رجلها وأولادها هو المزيد من حياة المسيح فيها. هذا سيحتم على الطرفين طاعة الرب والعيشة في القداسة لينطلق الروح القدس بحرية ويطلق حياة المسيح فيهما.

أيضًا يتضح من مواضع كثيرة في العهد الجديد مثل أفسس1: 23؛ ورؤيا21: 24 وغيرها أن الكنيسة ستحكم مع المسيح ليس فقط في الملك الألفي بل وفي الملكوت الأبدي (2بط1: 11).

ومن مثل الوزنات في متى25، ومثل الأمناء لوقا19 ومن حديث الاجتهاد في 2بطرس1؛ يمكننا الاستنتاج أن مساحة كل واحد فينا في الحكم ستختلف عن الآخر. ومن نفس هذه المواضع يمكنني أن أستنتج أن هذا الاختلاف يعتمد على مقدار حكم الواحد لنفسه هنا في الزمان. ويا ترى هل هناك مجال يحتاج النجاح فيه لممارسة حكم النفس مثل الأسرة؟ إنني شخصيًا أعتقد أنه لا يوجد مجال آخر يدانيها، بشرط أن يكون مفهومك للنجاح فيها هو تحقيق غرض الله في أسرتك. وبالتالي تصبح الحياة الأسرية اليومية هي مركز التدريب الروحي لنتعلم حكم النفس التي طالما تريد أن تشطح وتلقي النير وتجمح سواء في رغباتها أو في أفكارها أو في قراراتها واختياراتها.

  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تجربة موضوعات الصور كروم
تجربة موضوعات الصور على سفارى
موضوعات هامــه لطفلك
موضوعات هامه تخص طفلك
موضوعات عن الخلوة الروحية


الساعة الآن 11:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024