الله لا يفكر بطريقتنا! س&ج – الجزء الأول
(((أولاً))) لماذا؟
فارق الإمكانيات يؤدى لفارق التفكير:-
++ الطفل الصغير يفكر ويتصرف على قدر إمكانياته.
++ الرجل البالغ يفكر ويتصرف على قدر إمكانياته.
++ والإله الغير محدود يفكر ويتصرف على قدر إمكانياته.
++++ فلا نتوقع من الإله أن يتخذ نفس أساليبنا فى التفكير والتصرفات ، لأن علمه وحكمته وقدرته غير محدودة ، بينما نحن محدودين ومملوئين بالنقائص.
++++ وبالتالى يجب ألاَّ نطبق القوانين التى تحكمنا نحن على الإله.
+ فلا نظن أن ما نعجز عنه يعجز هو عنه أيضاً!
+ ولا نظن أن الحلول المتاحة لنا هى نفسها المتاحة له!
++ ولا نظن أن تفكيرنا فى طريقة الوصول للهدف ينبغى أن يلتزم به هو أيضاً!
+++ ومن حماقات التفكير لأحد الغربيين ، أنه تخيل أن الرب لم يمكنه السير على الماء إلاَّ لأن الماء تجمد وأصبح جليداً ، فإنه ظن أنه مثلما يستحيل عليه المشى على الماء إلاَّ بعد أن يصبح جليداً ، فكذلك الإله المتجسد أيضاً!
+++ وقد أشار الرب لهذه الحماقة فى التفكير عندما قال: [تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللَّه] مت22: 29
(((ثانياً))) أمثلة مما نراه مختلفاً عما نتوقع أو نريد أن يفعله الإله:
<<<<1>>>> لماذا لم يقضى فوراً على الشيطان ، مثلما نرى نحن:-
++ يظن البعض أن وجود الشيطان يتعارض مع وجود الإله العادل الخالق والمسيطر على خليقته ، لأن عقولهم تظن أن وجوده مشروط بالقضاء الفورى على كل من يعارضه ، كما يتمنون هم أن يفعلوا مع خصومهم.
++++ ولكن الإله يعلن أن ذلك ليس خروجاً على النظام الذى قرره ، بل إنه جزء منه ، فقد أعلن بوضوح أنه سيترك الشر والخير معاً إلى يوم الدينونة:- [دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعاً إِلَى الْحَصَادِ] مت13: 30.
++ أى أن الإله قرر بأن يسمح بوجود الخير والشر معاً طوال مدة الحياة وحتى يوم الدينونة ، لأهداف أعلنها هو.
<<<<2>>>> ولماذا لا يقضى فوراً على مَنْ يتعدى وصيته:-
>>>>> فالإله مثلاً لم يقضى فوراً على آدم وحواء عند عصيانهما!
++++++ فذلك أيضاً ليس خروجاً على نظامه ، بل جزء منه.
+ فقد تركهما سنيناً كثيرة ، لكى فيها ينجبا النسل الذى منه يأتى الفادى المخلص ، الذى سيسحق رأس الحية ، مثلما وعدهما.
+ وليس فقط أنه لم يقضى عليهما فوراً ، بل بالعكس أحسن إليهما ، إذ أعطاهما فرصة للتوبة ، ووعدهما بالخلاص بسحق رأس الحية ، وكذلك صنع لهما أقمصة لتسترهما ، فإنه: "رحيم فى عدله وعادل فى رحمته" (بحسب تعبير البابا شنوده).
+++ وبنفس الطريقة يتعامل مع كل الخطاة ، فإنه يشرق على الأبرار والأشرار معاً بشمسه ، أى بخيره ، فيمنح الأشرار فرصاً كثيرة للتوبة ، ويعطى الخلاص للتائبين منهم.
<<<<3>>>> ولماذا لا يقضى فوراً على أصحاب البدع التى تضلل الناس وتبعدهم عنه :-
>>>>> وذلك أيضاً ليس خروجاً على نظامه ، فمثلما سمح بوجود الشيطان فإنه سمح أيضاً بوجود الضلالات والبدع التى هى من عمل الشيطان: [أَعْمَالُ الْجَسَدِ .. زِنىً .. بِدْعَةٌ ..لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ] غل5: 19-21 ، [لِأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ كُلُّهَا] مت24: 6 ، [لاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ] مت18: 7 ، [لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ] لو17: 1:-
+++++ [انْظُرُوا لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ ، فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ .. لِأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ كُلُّهَا .... حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاكَ فَلاَ تُصَدِّقُوا. لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً ، هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ] مت24: 4 - 25
+++ [وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ. فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ] مت18: 7
+++ [لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ] لو17: 1
>>>>> فإنه يسمح بوجود الضلالات والبدع ، لتمييز الذين يقبلون العَوَج أو بعض الحق دون بعضه ، عن الذين يتمسكون بالحق المطلق ولا يفرطون فى كبيرة ولا صغيرة بحسب أمره : [تعملوا هذه ولا تتركوا تلك] .
++ فالذى لا يقبل الإعوجاج سيشعر بما فى البدع من عوج ويرفضها ، أو سينتبه للإعوجاج متى نبهه أحد لذلك ، أما المعاندين ومحبى العوج وتابعى المصالح ، فإنهم لن يشعروا ، ولن يقبلوا التنبيه .
++ وبذلك يكون المزكون ظاهرين: [لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ بِدَعٌ أَيْضاً لِيَكُونَ الْمُزَكَّوْنَ ظَاهِرِينَ بَيْنَكُمْ] 1كو11: 19 .
<<<<4>>>> لماذا لا يقضى فوراً على المجرمين الذين يظلمون القديسين، مثلما نتمنى نحن:-
+++++ معاناة القديسين من إجرام الأشرار ليست خروجاً على نظام الإله حتى يمنعها ، بل إنها جزء من خطته للخلاص ، مثلما قرر هو:
[ادْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ] مت7: 13 ، [تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً (أى عبادة) لِلَّهِ ,,, فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ] يو16: 2و 33 ، [وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ وَالأَبُ وَلَدَهُ وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلَكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ] مت10: 21و22
++++ والإله المتجسد جعل نفسه مثالاً لنا فى حتمية المعاناة من الأشرار: [إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلَكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ. اُذْكُرُوا الْكلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كلاَمِي فَسَيَحْفَظُونَ كلاَمَكُمْ] يو15: 18-20
++++ فإنه يستحيل تبعية الإله القدوس والشيطان النجيس معاً: [فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ لَمْ أَكُنْ عَبْداً لِلْمَسِيحِ] غل1: 10 ، وأيضاً: [أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ] 2كو6: 14 -16
++ ولذلك فإن التصادم مع الشيطان وأتباعه هو أمر حتمى ، لأن رفض القديسين لتبعية الشيطان وأعوانه وسيرتهم الرديئة سيثير غيرتهم وحقدهم وجنونهم ، فيحاربونهم ويضطهدونهم:
[الَّذِي وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ يَضْطَهِدُ الَّذِي حَسَبَ الرُّوحِ] غل4: 29
[جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ] 2تى 4: 12
++ وأبلغ مثال على غيرة وحقد الشيطان وأتباعه ، هو غيرة قايين المجرم من أخيه هابيل القديس عندما قبل الإله ذبيحته اللائقة التى من أفضل غنمه ، فقتله بدون ذنب .
+++ والإله لم يمنع قايين من جريمته ضد هابيل ، بل فقط حذره من إقتراف تلك الجريمة وأعطاه فرصة لتقديم تقدمة مرضية ، ولكن المجرم تصلف ونفذ جريمته ، وحتى بعدما قتله فإن الإله لم يقضى علي قايين فوراً !!
++ بل إن رؤساء اليهود حكموا بالقتل على ربنا يسوع بدافع الغيرة: [أَسْلَمُوهُ حَسَداً] مت 27: 18 ، ومع ذلك لم يمنعهم ولم يقضى عليهم فوراً.
++ وإلى الآن يترك المجرمين يقتلون ويذبحون وينتهكون الأعراض ويسلبون ويتآمرون على القديسين ، فيتركهم لينجحوا فى مؤامراتهم (فى حدود) بدون أن يهلكهم فوراً ، بل وأحياناً بدون أن يعاقبهم على الأرض!!!
++ والكتاب المقدس يعبر كثيراً عن معاناة القديسين وتظلمهم لله من طغيان الأشرار ، مثل المزامير: [إلهى إلهى لماذا تركتنى ولماذا أسلك كئيباً من مضايقة عدوى] و [إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي ... إِلَى مَتَى يَرْتَفِعُ عَدُوِّي عَلَيَّ] و [لماذا إرتجت الأمم ... تآمر الرؤساء معاً على الرب] و [يارب لماذا كثر الذين يحزنوننى ، كثيرون قاموا علىَّ ، كثيرون يقولون لنفسى ليس له خلاص بإلهه]
++ ويعبر هذا المزمور عن مشكلة نجاح الأشرار ، وآثارها وعلاجها:-
[أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ. .. لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ ، لأَنَّهُ لَيْسَتْ فِي مَوْتِهِمْ شَدَائِدُ وَجِسْمُهُمْ سَمِينٌ ، لَيْسُوا فِي تَعَبِ النَّاسِ وَمَعَ الْبَشَرِ لاَ يُصَابُونَ ، لِذَلِكَ تَقَلَّدُوا الْكِبْرِيَاءَ. لَبِسُوا كَثَوْبٍ ظُلْمَهُمْ ، جَحَظَتْ عُيُونُهُمْ مِنَ الشَّحْمِ. جَاوَزُوا تَصَوُّرَاتِ الْقَلْبِ ، يَسْتَهْزِئُونَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِالشَّرِّ ظُلْماً. مِنَ الْعَلاَءِ يَتَكَلَّمُونَ ، جَعَلُوا أَفْوَاهَهُمْ فِي السَّمَاءِ وَأَلْسِنَتُهُمْ تَتَمَشَّى فِي الأَرْضِ.... حَقّاً قَدْ زَكَّيْتُ قَلْبِي بَاطِلاً وَغَسَلْتُ بِالنَّقَاوَةِ يَدَيَّ وَكُنْتُ مُصَاباً الْيَوْمَ كُلَّهُ] ++ ولكن الله أنار عقله لينتبه إلى الأمر الأهم ، وهو آخرتهم: [حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ] مزمور 73: 2-18
++ وأيضاً:- [لِمَاذَا تَحْيَا الأَشْرَارُ وَيَشِيخُونَ ، نَعَمْ وَيَتَجَبَّرُونَ قُوَّةً؟ نَسْلُهُمْ قَائِمٌ أَمَامَهُمْ مَعَهُمْ وَذُرِّيَّتُهُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ. بُيُوتُهُمْ آمِنَةٌ مِنَ الْخَوْفِ وَلَيْسَ عَلَيْهِمْ عَصَا اللهِ ... يُسْرِحُونَ مِثْلَ الْغَنَمِ رُضَّعَهُمْ وَأَطْفَالُهُمْ تَرْقُصُ. يَحْمِلُونَ الدُّفَّ وَالْعُودَ وَيُطْرِبُونَ بِصَوْتِ الْمِزْمَارِ. يَقْضُونَ أَيَّامَهُمْ بِالْخَيْرِ. فِي لَحْظَةٍ يَهْبِطُونَ إِلَى الْهَاوِيَةِ] أي21: 7-13
++ وأيضاً: [لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ .. فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعاً يُقْطَعُونَ ... انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ ... لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ ... الأَشْرَارُ قَدْ سَلُّوا السَّيْفَ .. لِقَتْلِ الْمُسْتَقِيمِ طَرِيقُهُمْ .. سَيْفُهُمْ يَدْخُلُ فِي قَلْبِهِمْ وَقِسِيُّهُمْ تَنْكَسِرُ ... (الصديق) إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ ... الشِّرِّيرُ يُرَاقِبُ الصِّدِّيقَ مُحَاوِلاً أَنْ يُمِيتَهُ ، الرَّبُّ لاَ يَتْرُكُهُ فِي يَدِهِ] مز 37: 1-33
>>>>> الإله لا يترك الأشرار يظلمون القديسين كيفما شاءوا بلا حدود ، بل يضع لذلك حدوداً يقررها هو ، ولتحقيق أهداف مقدسة يدبرها لهم:-
+++++ فعن وضع الحدود للتجربة ، مكتوب: [اللهَ أَمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا] 1كو10: 13 ، وأيضاً: [لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ] مت24: 22.
++ وأبلغ مثال على ذلك هو السماح المحدود للشيطان بضرب أيوب الصديق بضربات فظيعة (بعدما تذمر الشيطان على حماية الله البالغة لأيوب) ، ولكن هذه الضربات كانت داخل حدود قررها له الإله فى كل مرة:- [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ ... هَا هُوَ فِي يَدِكَ وَلَكِنِ احْفَظْ نَفْسَهُ] أي 1: 12 – 2: 6.
++ وبنفس إسلوبه الإلهى بوضع حدود للتجربة ، قال الرب لبطرس: [هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ ، وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ] لو22 : 31و32
+++++ وعن أن الهدف من تلك المعاناة هو الملكوت ، مكتوب:-
++ [إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ ، لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ] رو8: 17 ، [يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ] أع 14: 22
+ [إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ ، أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ ، وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ] يو16: 20
++ وعن أن الملكوت أهم من الوجود كله: [ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه] مت16: 26
<<<<5>>>> وكيف يترك أعداءه الأشرار ينتصرون على خاصته القديسين ، ألا يعنى ذلك ضعف الإله!
++ إنتصار الأشرار على القديسين ليس خروجاً على النظام الذى قرره الإله ، حتى نظن أنه بسبب ضعف الإله ، بل إنه جزء من الخطة الإلهية كما أعلنها هو ، وفى الحدود التى يقررها هو.
++ وأوضح مثال هو أنه سمح للشيطان وأعوانه بالقبض عليه هو نفسه ، بحسب خطته التى تتضمن ساعة يسمح فيها للشيطان بأن يفعل فيها ذلك: [هَذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ] لو2 : 53
++ وبنفس المنطق الإلهى ، سمح للوحش بأن يغلب القديسين: [وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْباً مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ ، وَأُعْطِيَ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ ، فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْحَمَلِ الَّذِي ذُبِحَ] رؤ13: 6 -8
++ ولكنه سمح بذلك فى حدود ، إذ لن يسمح بأن يسجد الجميع للشيطان ، بل سيحفظ المعروفين عنده منذ الأزل ، لأنه فاحص القلوب ، وعن ذلك قال: [وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلَكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ] مت24: 22.
+ والوحش يشير لروح البدع والتجاديف والأنبياء الكذبة ، العامل فى الذين صلبوا الرب ورفضوه فى كل العصور ، الذين صنعوا كل الهراطقة والنبى الكذَّاب والملحدين فى كل العصور ، فإنه مكتوب عن الوحش: [وَعَلَى رُؤُوسِهِ اسْمُ تَجْدِيفٍ ... وَأُعْطِيَ فَماً يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ ] رؤ13: 3و5 .
+++ ونفس الأمر نجده فى الإنتصار الظاهرى للشيطان على أيوب ، فإنه كان محدوداً داخل الحدود التى سمح بها الإله.
<<<<6>>>> وهل من الحكمة أن يترك الأشرار يفسدون ويظلمون ويقتلون القديسين !!!
+++ الإله يتمهل فى القضاء على الأشرار ، لأهداف حددها وأعلنها هو ، مثل:
((أ)) أن يمنحهم فرصة للتوبة ، لذلك ينذرهم كثيراً ويطيل آناته عليهم:
+++ وذلك لأنه لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا:-
+ [لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ ، لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا ، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ] 2بط3: 9
++ [وَأَعْطَيْتُهَا زَمَاناً لِكَيْ تَتُوبَ] رؤ2: 21
+ [أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ] رو2: 4
++ فقبل الطوفان لم يعاقب الناس فوراً ، بل أمهلهم سنيناً كثيرة جداً ، حينما كان نوح يبنى الفلك فى وسط المدينة اليابسة ، مما كان تحذيراً للناس من مجئ الطوفان بسبب خطاياهم
++ وحتى سدوم ، لم يحرقها فوراً ، بل بعدما تصاعدت خطاياهم حتى عنان السماء ، ولكنهم لم يتوبوا بالرغم من وجود لوط الصديق بينهم ، الذى كان يشهد على خطاياهم ، فكان الواجب عليهم إعادة التفكير فى سلوكهم.
++ فالقاعدة فيمن عاقبهم ، هى أنه لا يهلكهم فوراً ، بل بعدما ينذرهم ويمنحهم وقتاً ليتوبوا ، فإن تابوا رفع عنهم العقاب ، مثل أهل نينوى ومثل داود النبى فى زلته ، ومثل كثيرين من ملوك العهد القديم الأشرار ، وحتى آخاب.
(((يُتبع بقية الجزء الأول فى المداخلة التالية)))