رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِيَكُنْ بَنُوهُ أَيْتَامًا، وَامْرَأَتُهُ أَرْمَلَةً [9]. لا نسمع شيئًا عن أُسْرَة يهوذا؛ غالبًا لم يكن متزوجًا وليس لديه أبناء. فماذا يعني المرتل عن بنيه الأيتام وامرأته الأرملة؟ يرى بعض الآباء أن الأبناء يشيرون إلى ثمر الجسد والروح. يهوذا لم يحمل ثمر الإيمان الحي، لأنه أعطى القفا لله، ورفض أن يقبله أبًا. وحُرِمَ من العُرْس السماوي، فصار متيتمًا ونفسه مُتَرَمِلة! ولعل الأبناء هنا يشيرون إلى من كانوا ملتصقين به ويعتمدون عليه كأبٍ، أما زوجته فهي مجمع السنهدرين الذي تطوع لخدمته في تسليم السيد المسيح. إن كان الله يؤكد أن كل إنسانٍ مسئول عن خطاياه، فلا يحمل الابن إثم أبيه (حز 18: 19) فلماذا تحل اللعنة على أبناء هذا الشرير وزوجته؟ يجيب القديس يوحنا الذهبي الفم: [يدعو هنا الذين يشتركون معه في الشر أبناء، فقد اعتاد الكتاب المقدس كما ترون أن يدعو من يرتبطون معه بالقرابة كما الذين يرتبطون معه بالشر أبناء له، حتى وإن كانوا ليسوا أبناء بالطبيعة. ذلك كما يُقال: "أبناء إبليس" (يو 8: 44). فاليهود لم يكونوا أبناء إبليس بالطبيعة. كيف يمكن أن يكونوا هكذا، بينما هو غير مادي (جسمي) وهم ملتحفون بالجسد؟ ومع هذا فقد اقتنوا هذه القرابة بمشاركتهم له في الشر. هكذا أيضًا رفض نسبهم كأبناء لإبراهيم، قائلًا: "لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم" (يو 8: 39). حقيقة أن الابن لا يُعاقَب من أجل الأب، ولا الأب لأجل الابن هو أمر واضح لكل أحدٍ فوق كل شيءٍ. هذا وضعه الناموس بوضوح، الاستثناء هو إن قام الأب بتربية ابنه في الشر، عندئذ يُعَاقَب الأب ليس من أجل الابن، وإنما من أجل تهاونه في تربيته كما حدث مع عالي (1 صم 3: 13).] يرى القديس جيروم أنه لم يُذكَرْ في أي موضع عن يهوذا الخائن أنه كان متزوجًا وله أولاد. لكن زوجته هي المجمع الذي أخذ من يهوذا المهر، الذي هو الثلاثين من فضة، ثمن الخيانة. كما يرى أن اليهود الذين لم يؤمنوا بالسيد المسيح ولا تابوا بعد صلبه قد صاروا أبناء هذا الخائن. * من تظنون هم بنو يهوذا؟ اليهود... "وامرأته أرملة". المجمع الذي كان أولًا عروس الله، والذي قيل عنها: "أعطيتها كتاب طلاقها، ورددتها وقلت لها ارجعي إليّ" (راجع إر 3: 8-12). هذا المجمع طلَّقه المُخَلِّص، وصار امرأة يهوذا الخائن. وماذا حدث؟ لم تستلم المهر، بل ردته لرجلها (يهوذا). القديس جيروم * أنهم كأيتام ليس لهم مُعِين، ولا حارس، فيزدادون وسط اضطرابهم وعوزهم. القديس أغسطينوس * إن أولاده التي هي أفكاره قد تغرَّبتْ عن أبيها الذي هو المسيح، وصارت مثل الأيتام، وفقدت نفسه اقترانها بالمسيح، وصارت مُتَرَمِّلة من عناية الله. الأب أنسيمُس الأورشليمي القديس يوحنا الذهبي الفم* لقد ساد الرياء العالم؛ وها هو يزحزح الفضيلة حتى كاد يمحو ذِكْرَها من الوجود... يرتكب المراؤون المُنْكَرات في الغالب لأجل الطمع والربح القبيح. وهاكم يهوذا الاسخريوطي مثل لذلك. فإنه حينما طلب أن يُباع الطيب كان قلبه يفكر في سرقة الثمن (يو 12: 6). وقبل أن يُقبِّل سيده متظاهرًا بمحبته كان متفقًا أن يُسَلِّمَه بهذه القُبْلة (لو 22: 47-48)، حتى استحق اللعنات الهائلة من فم النبي، وهي: "ليقف شيطان عن يمينه. إذا حوكم فليخرج مذنبًا، وصلاته فلتكن خطية..." (مز 109: 6-19). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 109 | ليَتِهْ بَنُوهُ تَيَهَانًا وَيَسْتَعْطُوا |
أيوب | إِنْ كَثُرَ بَنُوهُ فَلِلسَّيْفِ |
أيوب | يُكْرَمُ بَنُوهُ وَلاَ يَعْلَمُ |
أيوب | بَنُوهُ بَعِيدُونَ عَنِ الأَمْنِ |
لِيَكُنْ نُورٌ |