"فأَشَعَّ وَجهُه" في الأصل اليوناني ἔλαμψεν τὸ πρόσωπον αὐτοῦ (معناها أضاء وجهه) فتشير إلى التحوّل المنظور في الوجه المُشعَّ (مرقس9: 2)، إذ بزغ حينئذٍ مَجْد يسوع الأزلي. إن وجه يسوع الـمُستنير يرتبط بنبوءة دانيال الّذي أشار إلى مجد وسلطان ابن البشر (دانيال 7: 13-14). إن في أعماق يسوع نورًا يشع في الخارج ويُضيء كل شيء حوله، كما جاء في مُقدِّمة إنجيل يوحَنّا "فيهِ كانَتِ الحَياة والحَياةُ نورُ النَّاس والنُّور يَشرِقُ في الظُّلُمات" (يوحَنّا 1: 4).
ويُعلق القديس ايرونيموس "صبغ يسوع هيئته بالسُّمُوّ، لكنّه لم ينزع عنه مظهره الخارجي". وهنا إشارة إلى موسى النَّبي لدى لقائه بالله على جَبَل سيناء، كما ورد في سفر الخروج "لَمَّا نَزَلَ موسى مِن جَبَل سيناء، ولَوحا الشَّهادةِ في يَدِه عِندَ نُزولِه مِنَ الجَبَل، لم يَكُنْ يَعلَمُ أَنَّ بَشَرَةَ وَجهِه قد صارَت مُشِعَّةً مِن مُخاطَبَةِ الرَّبّ لَه" (خروج 34: 29). ولا ننسى أنَّ يسوع هو موسى الجديد. ولكن شتّان ما بين الخادم في بيت الله (موسى) وابن الله (يسوع المسيح).