رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"َسَقَطَ آخَرُ عَلَى الصَّخْرِ" بعدما رأينا النوع الأول من الأرض التي تسقط عليها كلمة الله، سننتقل الآن إلى النوع الثاني. فتخبرنا متَّى 13: 5- 6 عن ذلك قائلة: متَّى 13: 5- 6 " وَسَقَطَ آخَرُ [يقصد البذار] عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ." تستطيع البذار أن تنبت في أنواع متعددة من الأرض، ومع ذلك، لن تعيش وتعطي ثمر في جميعها. فالارض الصلبة هي واحدة من تلك الأنواع من الأراضي التي حيث تقع عليها البذار، وعلى الرغم من إنباتها في البداية، إلا أنها ستموت في النهاية. والسبب في عدم قدرة عيش البذار هناك، هو لأن الصخر يمنعها من مد جذورها عميقاً، الشيء الذي يلزمها لتجد الرطوبة. ومن ثم، تجف عند هبوب أول ريح عليها. نقرأ في مرقس شرح هذا الجزء من المثل: مرقس 4: 16- 17 " وَهؤُلاَءِ كَذلِكَ هُمُ الَّذِينَ زُرِعُوا عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ: الَّذِينَ حِينَمَا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ يَقْبَلُونَهَا لِلْوَقْتِ بِفَرَحٍ، وَلكِنْ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ فِي ذَوَاتِهِمْ، بَلْ هُمْ إِلَى حِينٍ. فَبَعْدَ ذلِكَ إِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ، فَلِلْوَقْتِ يَعْثُرُونَ." وكما هو واضح، فالصخر هو من يسمعون الكلمة، يستقبلونها على الفور وبفرح في الحقيقة. ومع ذلك، فهذا لا يستمر طويلاً، لأنه عندما يحدث ضيق واضطهاد، يعثر هؤلاء الناس على الفور أيضاً. وكما هو واضح، فالمشكلة التي تسببت في تعثرهم أخيراً هو لأنهم ضعفاء كثيراً في الضيق والاضطهاد. ومن ثم، يعثرون على الفور حينما يجلب الشرير مثل هذه الأشياء ضدهم. ولم يكن سبب سقوطهم هو عدم تحملهم الضيق لشدته، لأن كورنثوس الثانية 4: 17 وكورنثوس الأولى 10: 12- 13 ورسالة بطرس الأولى 5: 10 تخبرنا أن الضيق سيكون هين وبالطبع لن يكون فوق قدرتنا على تحمله (كورنثوس الأولى 10: 12- 13). بل إن ذلك يحدث لأنهم غير مستعدين لإظهار حتى ولو أقل مقاومة ضد إبليس (إنهم يعثرون للوقت كما تقول الآيات). وكما تخبرنا يعقوب 4: 7 يعقوب 4: 7 " فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ [نتيجة لمقاومتكم له]." كذلك توصينا بطرس الأولى 5: 8- 9 قائلة: " اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ." لن يجري إبليس بعيداً عنا إن لم نقاومه. بل على النقيض، فهو يبتلع كل من لا يقاومه. هذه الفئة الثانية من الناس تنتمي أيضاً إلى الفئة الثانية من فرائس إبليس المحتملة. فيسقطون على الفور فريسة سهلة لإبليس عند مجيئه بالضيقات. فتكون بدايتهم صالحة ولكن نهايتهم سيئة مع الأسف. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|