رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سبي الشعب: 12 « هَلْ يَكْسِرُ الْحَدِيدُ الْحَدِيدَ الَّذِي مِنَ الشِّمَالِ وَالنُّحَاسَ؟ 13 ثَرْوَتُكَ وَخَزَائِنُكَ أَدْفَعُهَا لِلنَّهْبِ، لاَ بِثَمَنٍ، بَلْ بِكُلِّ خَطَايَاكَ وَفِي كُلِّ تُخُومِكَ. 14 وَأُعَبِّرُكَ مَعَ أَعْدَائِكَ فِي أَرْضٍ لَمْ تَعْرِفْهَا، لأَنَّ نَارًا قَدْ أُشْعِلَتْ بِغَضَبِي تُوقَدُ عَلَيْكُمْ». [12-14]. يرى البعض أن الحديد الذي من الشمال هو المستورد من منطقة البحر الأسود، وهو من نوع جيد، يُستخدم في صنع الأسلحة. كأنه يقول لمملكة يهوذا بكل قياداتها وشعبها: إن كنتِ تظنين إنك كالحديد، لكنك لا تقدرين أن تقفي أمام بابل التي جعلتها كحديدٍ قوي ونحاس. لا تستطيعين الوقوف أمام تأديبات الرب. لا تنفعك قوتك ولو كانت كالحديد، ولا ثروتك أو خزائنك، فإنها تُنهب بيد العدو... خطاياكِ تدفعك إلى يد العدو لتُساقي إلى أرض السبي، إلى أرض غريبة لم تعرفيها من قبل... هذا كله لأنكِ إقتنيتِ نار غضبي عوض نار محبتي! حينما يسلم الإنسان نفسه للخطية يفقد حتى ثروته وخزائنه، أي الفضائل الطبيعية، "لأنه كل من له يُعطَى فيزداد، ومن ليس له فالذي عنده يُؤخذ منه" (مت 25: 29). من يترك الله يتركه الله للنهب فيفقد كل ما لديه. عمل الخطية هو أنه يسحبنا من أرضنا إلى أرض السبي، ينتزعنا عن أرض الحق لندخل إلى مذلة العبودية التي لا تعرف إلا العنف والكذب والخداع. بقوله: "هل يكسر الحديد الحديد الذي من الشمال والنحاس؟" [12] يعني أن نير بابل الذي وضعه على عنق يهوذا من الحديد لا يُمكن كسره... غير أنه في الوقت المناسب يعطيهم الرب رجاءً في كسر النير، إذ قال حنانيا النبي لإرميا النبي: "هكذا تكلم رب الجنود إله إسرائيل قائلًا: قد كسرت نير ملك بابل" (إر 28: 2). كما أخذ حنانيا النبي النير عن عنق إرميا وكسره، وتكلم أمام كل الشعب قائلًا: "هكذا قال الرب: هكذا أكسر نير نبوخذنصر ملك بابل" (إر 28: 10-11). في البداية لم يسمح بكسر النير لتأديب شعبه إلى حين، لكنه لا يترك شعبه هكذا، إنما يعطيهم الفرصة ليتمتّعوا برجاء الخلاص وتحريرهم من السبي البابلي. يرى البعض أن "الحديد" هنا يشير إلى إرميا في يأسه، فقد جعله الله أسوار نحاس ضد كل الأرض (إر 1: 18) لكنه إذ سقط في اليأس المُرّ صار كالحديد، فهل يظن أنه يستطيع أن يجابه بحديد يأسه الحديد الذي من الشمال والنحاس. وكأن الله يؤكد له أن اليأس لن يُقدم له حلًا للمشكلة، بل الالتقاء مع الله. فقدت مملكة يهوذا ثروتها وخزائنها هذه التي تدنست برجاسات وثنية، أما إرميا فكان الرب نفسه هو ثروته وكنوزه لا يقدر عدو ما أن ينهبها منه. سنعود إلى الحديث عن الثروة والخزائن فيما بعد إن شاء الرب [راجع تفسير إر 17: 3]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|