لنلتصق بالله ونسلك كأولاد له، منصتين لقول الرسول بولس: "فأقول هذا واشهد في الرب أن لا تسلكوا فيما بعد كما يسلك سائر الأمم أيضًا ببطل ذهنهم، إذ هم مظلمو الفكر ومتجنبون عن حياة الله بسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم" (أف 4: 17-18). هذا ما عناه إرميا النبي هنا!
في ختام مقارنته بين عبادة الله الحيّ وعبادة الأوثان يؤكد أن الله لا يغير على مجده كمن هو في حاجة إلى من يتعبد له أو يمجده، وإنما لأجلهم هم. فإن كانوا قد خانوه إنما خانوا أنفسهم، لأنهم يحرمون أنفسهم من الله نصيبهم وأن يكونوا نصيبه! إنهم فقدوا معرفة الله العملية في حياتهم ففقدوا معرفتهم لأنفسهم كميراث الرب وجنوده. لهذا يوبخهم: "ليس كهذه نصيب يعقوب، لأنه مصوِّر الجميع، وإسرائيل قضيب ميراثه؛ رب الجنود اسمه" [16].
كثيرًا ما يتحدث الكتاب المقدس عن الله كنصيب شعبه (عد 18: 20؛ تث 32: 9، مرا 3: 24) وتغنى بذلك المُسبحون (مز 16: 5؛ 37: 26؛ 119: 57؛ 142: 6).