رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
أتؤمن بوجود الحب؟ .. إذا كانت إجابتك بلا، أو إذا كان مفهومك للحب مادياً ضيقاً، فمكانك ليس هنا - كما تقول إعلانات أحد البنوك الشهيرة- فهذا المقال لمن يؤمنون فعلاً بوجود الحب على أرض الواقع. الحب.... تلك الطاقة النورانية الشفافة التي تشكل حبلاً غير مرئي يربط بينك وبين نصفك الثاني مهما ابتعدت بينكما المسافات، كما يربط الحبل السُري بين الأم وجنينها... ذلك الإحساس الجارف غير الإرادي الذي يوجهك للاهتمام بشخص ما بعينه دون غيره، ويجعل عينيك لا ترى سواه مهما أحاط بك من أشخاص آخرين، دون أن تعرف حتى سبباً محدداً لكونه هو، وليس أي شخص آخر أجمل أو أصغر أو أنجح أو أغنى أو أرجح عقلاً! ذلك المغناطيس هائل الجذب الذي يشدك دوما نحو شخص ما، ويدفعك باستسلام كامل للبحث عنه، والذهاب إليه ولو كان بآخر الدنيا، ويجعل غاية أملك البقاء إلى جواره والاستكانة بين ذراعيه بلا حول ولا قوة حتى النهاية. عن ذلك الحب نتحدث... فإذا كنت تؤمن بوجوده، وعلى استعداد لانتظاره مهما طال الأمد، ولا تجد في نفسك القدرة على الزواج لمجرد إرضاء حاجات جسدية ومجتمعية متعارف عليها، فهل يمكن أن تندم يوماً إذا اصطفاك الله وهداك لطريق ما بحثت عنه كثيراً وانتظرته طويلاً، لتذوق لذته اللانهائية لفترة بسيطة، ثم لم تلبث أن انحرمت منه للأبد؟ هذا السؤال حيرني طويلاً، نظراً لكمّ وبشاعة الألم والفراغ والضياع الذي قد يسببه فقدان الحبيب في هذه الحالة، تلك المشاعر الجبارة التي قد يشعر الإنسان تحت وطأتها بالندم، ويتمنى لو لم يلتق أبداً بذلك الذي ملك سر وجوده... ثم رحل وتركه وحيداً غريباً لا يجد له بيتاً ولا موطناً ولا ملاذاً من قسوة شتاء الحياة. لكن في الوقت نفسه يكفي أنك قد وجدت الجنة على الأرض مع ذلك الشخص، وتنفست نسيمها حتى ولو للحظات بسيطة... لحظات قد يحسدك عليها الكثيرون، وقد تكفي لتكون ذكرياتها القوت الذي ستتغذى وتعيش على اجتراره راضياً ما بقي لك من العمر! "ألا تشعر بالندم؟" هكذا وجه أحد المشاركين في الفيلم الرومانسي الخيالي الشهير "مدينة الملائكة" أو "City of Angels" السؤال للبطل الذي قام بدوره نيكولاس كيدج، والذي تنازل طواعية عن الخلود مضحياً بكيانه كملاك نوراني غير ملموس، وأقدم على السقوط من السماء إلى الأرض ليتحول إلى بشر من لحم ودم، حتى يمكنه البقاء مع الإنسانة التي أحبها، والتي لعبت دورها بإبداع النجمة "ميج رايان"، لكن الأمر تحول في النهاية إلى مأساة بعد أن قضيا معاً ليلة واحدة فقط، لتموت البطلة في حادث مأساوي مفاجيء في اليوم التالي أثناء قيادتها لدراجتها هائمة في سماء السعادة! ورغم الدموع التي أغرقت وجه البطل، والألم الذي يعتصره، إلا أنه أجاب على السؤال بمنتهى الصدق ودون أدنى تردد قائلاً: "إن الفوز بلمسة واحدة لشعرة من رأسها، أو قبلة واحدة من شفتيها أو لمسة واحدة ليدها، لهو عندي أفضل من الخلود بدونها"!! لم يندم البطل على تضحيته الرهيبة عند عثوره على حبه الحقيقي رغم ضياعه سريعاً، واستمد من اللحظات القليلة التي فاز بها مع حبيبته ما يعينه على الانتظار - مهما طال- لحين لقائها من جديد. ورغم قناعتي الشخصية بالإجابة نفسها، إلا أنني حدّثت نفسي بمدى صعوبة وقسوة حدوث ذلك في الواقع، مع وجود نفس رد الفعل، إلى أن جاءتني الإجابة نفسها مجدداً من خلال قصة واقعية يتداولها مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، وفيها من الجمال والرقي وأسمى آيات الحب ما يعادل تقريباً ما بها من عذاب ومعاناة وحكم أبدي بالألم والوحدة على بطلها. تتحدث تلك القصة عن شابين كنديين، "آدم" و "ميجان"، التقيا في كوريا الجنوبية أثناء عملهما في تدريس اللغة الإنجليزية، ونسج الحب خيوطه الحريرية بينهما، ليتزوجا وينعما بالسعادة الحقيقية لمدة شهر واحد، خبأ لهما القدر بعده ما لم يخطر على بال أي منهما، فالعروس اكتشفت إصابتها بالمرض الخبيث اللعين في مرحلة متأخرة، وأصبح موتها متوقعاً في كل لحظة، بل إنها كانت تموت تدريجياً بالفعل وهي تفقد جمالها وشعرها وحيوتها يوماً بعد يوم بسبب المرض. لكن الزوج "آدم" لم يتراجع ولم يندم على حبه لها وزواجه منها، بل سعى لقضاء كل لحظة باقية في عمرها إلى جوارها مهما كانت حالتها الصحية، فما زال يراها بقلبه أجمل النساء، حتى أنه كان يتسلل إلى غرفتها بالمستشفى رغم رفض الأطباء ومنعهم الزيارة، فقط ليبقى بالقرب منها... وبالفعل لم تعش طويلاً، فسرعان ما ماتت "ميجان" تاركة نصفها الثاني في الحياة وحيداً مع قائمة من 30 رغبة كانت تتمنى لو امتد بها العمر أن تنفذها. ولم يندم "آدم"، بل قرر السير في طريق حبه حتى النهاية، فقد أوقف حياته على تحقيق رغبات وأمنيات زوجته وحبيبته الراحلة، وقد نفذ حتى الآن 10 رغبات من بين 30 احتوتهم القائمة، ومن بينها الإقامة في خمس دول مختلفة، وقضاء 100 ساعة في العمل التطوعي لخدمة المجتمع، والمشاركة بماراثون، وقراءة 12 كتاباً سنوياً، والحصول على الدكتوراة. وقد حصل الزوج مؤخراً على البكالوريوس، على أن يبدأ في أسرع وقت في الدراسات العليا تمهيداً للحصول على الماجستير ثم الدكتوراة. وعند سؤال "آدم": ما هي وظيفتك؟ أجاب دون تردد: "تحقيق رغبات "ميجان" ولا شيء غير ذلك"! والآن، لو كان "آدم" على علم من البداية بكل ما كان سيمر به بعد ذلك، وبطريق الأشواك الذي سيدفعه قلبه للمضي قدماً فيه حتى النهاية، هل كان سيختار الزواج من "ميجان"؟ وهل رد فعله الأسطوري المثالي بعد علمه بمرضها وحتى بعد وفاتها هو رد فعل بشري عادي كان يمكن أن يصدر من أي شخص آخر في مكانه، أم أنه الحب الحقيقي الصادق الذي ارتقى بنفسه وجعلها تكتفي بذلك الشعور عن كل ما سواه في الحياة، ولذة قربها التي لا تعادلها لذة - رغم قصرها- التي ساعدته على الصمود واختيار تكريس ما بقي من حياته لذكراها؟!! وأنت عزيري القاريء؟ لو قابلت مثل هذا الحب الذي لا يأتي في العمر سوى مرة واحدة، هل ستقدم على التمسك به مهما كانت النتائج دون ندم حتى النهاية معتبراً أن مجرد الإحساس بمثل هذا الشعور الملائكي المتبادل يكفي لأن يكون أجمل ما حققت في الحياة، أم ستتجنب السير في هذا الطريق من بدايته، وتطأ الحب بقدميك حارماً نفسك من كل ما يمكن أن تشعر به من سعادة ومشاعر سامية، في سبيل حمايتها من آلام بلا نهاية في حالة فقدان من أحببت؟! |
23 - 10 - 2012, 07:46 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: هل تندم يوماً على لقاء الحب الحقيقي؟
ميرسى على هذه المشاركة الرائعة
|
||||
23 - 10 - 2012, 12:02 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل تندم يوماً على لقاء الحب الحقيقي؟
مشاركة رائعة جدا
ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|