رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حين يؤدب الرب يطلب أن نرجع إليه فنمارس الحياة الإنجيلية المقدسة، وننعم بنظراته الإلهية التي تشرق علينا بنور المعرفة. هذا هو هدف الله من تأديباته لنا، لكن الأشرار المصِّرين على شرهم لا ينتفعون من التأديبات، إذ قيل: "ضربتهم (جلدتهم) فلم يتوجعوا". يقول العلامة أوريجينوس: [لننظر ماذا قيل بعد هذا عن الخطاة؟ "جلدتهم فلم يتوجعوا". حين تُضرب الأجساد الحية بالسياط المنظورة في هذا العالم يتألم المضروبون، إن أرادوا أو لم يريدوا. أما بالنسبة لسياط الله فالأمر غير ذلك، يتألم بعض المضروبين والبعض لا يتألمون. هلم نرى ماذا يعني التألم بواسطة سياط الله، وعدم التألم منها. بائسون هم الذين لا يتألمون من سياط الله، ومطوّبون هم الذين يتألمون منها. يقول سفر الحكمة في هذا الشأن: "وإنما كانوا يُجربون (يُنخسون) بهذه ليذكروا أقوالك ويخلصوا سريعًا لئلا يسقطوا في نسيانٍ عميقٍ فلا يتمكنوا بمعونتك" (حك 16: 11). وأيضًا: "من يضع سوطًا لأفكاري، وختم الحكمة على شفتي، لكي لا يشفقوا على جهالاتي، وأهلك بسبب خطاياي" (راجع ابن سيراخ 22: 27 ؛ 23: 2-3). دقق النظر في هذه الكلمات: "من يضع سوطًا لأفكاري؟!" توجد سياط لضرب الأفكار. سياط الله تضرب الأفكار؛ حينما ينفرد الكلمة بالنفس على جنب ويضغط عليها حتى يثور ضميرها على أخطائها التي ارتكبتها، يكون قد ضربها بالسياط. إنه يضرب الإنسان المطوَّب، الذي يتألم من الضرب، لأن كلمات الله تؤثر على نفسه، ولا يلقى بالكلمات باستخفاف لأنها أخجلته. أما إذا وُجد إنسان، يمكن أن يُقال عنه أنه عديم الحس، هذا يُقال عنه: "جلدتهم فلم يتوجعوا" [3]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | يؤدب يهوذا وكل الشعوب التي حواليها |
آرميا النبي | يطلب الله من إرميا |
آرميا النبي | يطلب النبي من يهوذا أن تجز شعرها |
آرميا النبي | رجوع الأمم إليه |
آرميا النبي | الله يطلب عروسه |